«الساكن الجديد».. وليمة مؤازرة وتعاون
منوعات الثلاثاء 3-2-2015 هناك الكثير من القيم والعادات التي توارثها أبناء منطقة (القامشلي) عن أجدادهم وآبائهم، ومنها (الساكن الجديد) الذي يتم استقباله بالترحيب وإعداد الولائم التي تليق به، بالتناوب ما بين أبناء الحي الواحد.
هي ظاهرة اجتماعية رائعة قديمة فعند سماع أهل المنطقة بقدوم عائلة جديدة ستحل وتسكن في الحي يبادر المقربون من منزل العائلة بترتيب وتجهيز الأمور لمساعدة الضيف الجديد، كما يساعد شباب الحي هذه العائلة بحمل أدوات المنزل، والنسوة أيضاً يرافقن ربة المنزل داخل البيت عند وصولها من أجل التنظيف وترتيب المنزل، ولا يغادر أي شخص العائلة القادمة حديثاً إلى الحي إلا عندما يجهّز ويرتّب البيت بالكامل حيث يستطيع القادمون حديثاً التأقلم مع منزلهم الجديد دون أي إزعاج.
أمّا الوليمة لليوم الأوّل فيبادر على إعلانها صاحب المنزل الأقرب للعائلة الجديدة، ويعلن ذلك في وقت مبكر وأمام أهل الحي ليحسم أمر وليمة اليوم الأول، وهي الأهم لأنّ الضيوف الجدد يكونون مرهقين ومتعبين من نقل السكن وبحاجة للراحة والسكينة وخاصة عدم قدرتهم على تجهيز أي نوع من أنواع الأطعمة.
كما أنه من المفروض على الضيف والأسرة الجديدة أن تزور جميع المنازل والعائلات التي في الحي، ولكن بطريقة حضارية واجتماعية، فالواجب من أبناء الحي التوافد إلى منزل الضيف الجديد تباعاً خلال مدة من الزمن، وخلال الزيارة يقوم رب الأسرة بدعوة العائلة لوليمة غداء أو عشاء، وضمن أعراف وتقاليد القامشلي لا يجوز للضيف رفض الدعوة، وعند حضوره الوليمة هذا يعني أنه أصبح جزءاً من المنزل الذي استضافه واستقبله، وبحكم العادات فإنه بات عنصراً من الحي.
|