بسبب حساباتها وتقديراتها الخاطئة, ولكن المؤكد أن تلك المنظومة سعت بكل ثقلها لتحقيق هدف واحد, هو محاولة إسقاط الدولة السورية, وإجبارها على الانضواء تحت رايتها, لتكون محمية أخرى على غرار الكثير من دول المنطقة, وهو ما لم ولن يتحقق أبداً, لأن الحسابات على البيدر السوري مختلفة دائماً.
ورغم المخاوف الدولية المتصاعدة من ارتداد الإرهاب، إلا أن أركان المنظومة العدوانية يصرون على السباحة عكس التيار، وهذا ما تعكسه الأنباء الواردة عن تعاون استخباراتي غربي وعربي وإسرائيلي لتشكيل تنظيم إرهابي جديد جنوب سورية، بهدف رفع منسوب التهديد والوعيد للشعب السوري، لتؤكد تلك المنظومة وللمرة الألف بأن الإرهاب هو سمة أساسية ترتكز عليها السياسات الأميركية والأوروبية والمستعربة.
أجهزة استخبارات الدول الداعمة للإرهاب، وبعد فشل مرتزقتها على الأرض تعمل اليوم على دمج مجموعات من «القاعدة» و»داعش» و»النصرة» وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى، لتشكل التنظيم الإرهابي الجديد، بحيث يكون لكل دولة مساهمة بالحرب على سورية، حصة في التمثيل، من خلال التنظيمات الإرهابية التي تمولها وتدعمها كل دولة على حدة، و( الأنكى) أن استخبارات النظامين الأردني والسعودي، إضافة لمشيخة قطر لهم الحضور الأقوى، فالأول يشرف بمعية الأميركي على تدريب آلاف الإرهابيين في أراضيه، وينسق بشكل مباشر مع الكيان الصهيوني لإدارة العمليات الإرهابية جنوب سورية، والثاني والثالث يقومان بتجنيد آلاف المرتزقة، ولديهما غرفة عمليات مشتركة مع كيان العدو لتقديم كل ما يلزم من رعاية ودعم للتنظيمات الإرهابية الموجودة في القنيطرة وعلى الحدود الأردنية.
الولايات المتحدة التي تقتل الشعوب باسم الحرية، وتنشر الإرهاب باسم الديمقراطية، سيكون لها رعاية خاصة للتنظيم الجديد، فلا مكان للإرهاب إذا لم تكن حاضرة، ولا مجال لانتشاره إذا لم تصادق على تمدده، ولا سيما أنها منكبة اليوم على استكمال خطتها الجديدة لافتتاح المزيد من معسكرات التدريب لعصاباتها الوهابية التكفيرية، لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب السوري، فهي لا تستطيع التخلي عن سياستها الإرهابية، خوفاً من تلاشي دورها عن الساحة العالمية، لكن تجارب التاريخ تؤكد لأميركا وأتباعها وأجرائها، بأن الدول الداعمة للإرهاب مهما اشتدت سطوتها، فمصيرها الخيبة والعار طالما هناك شعوب حية تقاوم الإرهاب وتتصدى له بكل عزيمة وإرادة حرة، كما هو حاصل في سورية اليوم.