تعكر مزاج القيادة السياسية في (إسرائيل) من مشروع جيمي كارتر بخصوص اللقاء مع زعيم حماس في المنفى خالد مشعل أثناء زيارته (للشرق الأوسط), فلا رئيس الوزراء إيهود أولمرت ولا وزيرة الخارجية أو وزير الدفاع وجد الوقت لإجراء محادثات مع رئيس الولايات المتحدة الأسبق جيمي كارتر, الذي توسط عام 1979 لعقد أول اتفاقية سلام مع دولة عربية هي مصر.
لقد منعت المخابرات الداخلية الإسرائيلية (شين بيت) عنه حتى المرافقة الأمنية العادية, وهي سابقة غير معروفة في (معاقبة) رئيس أميركي, رغم ذلك أصر كارتر على برنامج زيارته, حتى بدون (شين بيت) فقد تمسك بالسفر إلى سيديروت, المدينة التي تتعرض باستمرار لهجمات بصواريخ القسام التي تطلق من غزة, كذلك تمسك برغبته في إجراء حديث مع قائد حماس خالد مشعل في دمشق, وبدون شك فإن كل إنسان يعرف, كما صرح قبل ذلك للأخبار ABC بأنه يجب إدخال حماس في أية تسوية سلمية عادلة بين (إسرائيل) والفلسطينيين.
وقبل ذلك التقى كارتر مع والدي الجندي الإسرائيلي المخطوف شاليط, وقد عبر والده عن ترحيبه بزيارة كارتر لدمشق, عله وباعتباره رئيساً سابقاً وحائزاً على نوبل للسلام يستطيع تحريك المفاوضات المتوقفة حول تبادل الأسرى, أما الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس فعلى عكس ذلك فقد حذر كارتر من ارتكاب (خطيئة فادحة) لأن حماس سوف تحصل على الشرعية من خلال لقاء كارتر ومشعل, أما كارتر فظل على موقفه بقوله إنه بمحاولة المساعدة سوف لن يخشى من أي لقاء.
وحول زيارة جيمي كارتر للمنطقة كتبت صحيفة (شتاندارد) النمساوية مقالاً جاء فيه: كان استقبال كارتر لدى وصوله إلى (إسرائيل) بارداً والسبب في ذلك هو رغبة حامل جائزة نوبل للسلام والبالغ من العمر 83 عاماً, بلقاء رئيس المكتب السياسي لمنظمة حماس الراديكالية خالد مشعل في سورية, وخاصة أن (إسرائيل) والولايات المتحدة تصنفان حماس على أنها منظمة إرهابية وتقاطعانها, وقد دافع كارتر عن لقائه المقرر هذا معتبراً أنه لا بد من إدخال حماس في عملية السلام إذا ما أرادت (إسرائيل) فعلاً عقد سلام مع أقرب جيرانها, لذلك لا بد من قيام أحد ما بلقاء مع حماس يمكن أن تبدي مرونة وسوف يتأكد من ذلك. حسب قوله.
* أمام أبواب مغلقة
تحت هذا العنوان كتب مراسل صحيفة فرانكفورتر ألغيمانيه تسايتونغ في القدس يورغ بريمر:
لم يتراجع الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن قراره رغم أن حكومة جورج بوش تعارض رغبته بالتحدث إلى حماس خلال جولته في (الشرق الأوسط). لأن حماس في رأي (إسرائيل) والولايات المتحدة هي منظمة إرهابية ولأن (إسرائيل) تعتبر قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس بأنه (أرض معادية) لا عجب إذن أن يلقى كارتر استقبالاً باهتاً. ومع أن العلم الأميركي يرفرف على الفندق الذي ينزل فيه. لكن لم يستقبله رسمياً إلا الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس الذي حصل مثله أيضاً على جائزة نوبل للسلام.
كما أن كارتر أراد أيضاً التوجه إلى قطاع غزة لكنه صرح قائلاً:
لقد طلبت الحصول على الموافقة لكن التماسي هذا قوبل بالرفض, لكن دون أن يسمي (إسرائيل).
ولدى توجهه إلى (الشرق الأوسط) دعا جيمي كارتر إلى محادثات مباشرة مع حماس وكذلك مع إيران. معتبراً أن عزل حماس غير مجدٍ. وعرض نفسه كوسيط بين الحكومتين الإسرائيلية والأميركية من جهة ومع حماس من جهة ثانية قائلاً: (أنا لست من يقوم بالمفاوضات لكن يمكن أن أقدم مساعدة في حصول مثل هذا الاتصال. وسوف أحاول أن أشجع خالد مشعل على حل سلمي للصراع).
* اعتقالات عائلية بين الأوساط الفلسطينية
تحت هذا العنوان كتب زائير روب في صحيفة يونغه فيلت مقالاً جاء فيه:
اعترف جهاز الأمن الإسرائيلي (شين بيت) باعتقال زوجات وأمهات وأطفال المعتقلين الفلسطينيين لإجبارهم على الاعترافات. كما أرغم أفراد الأسر على حضور (الإستجوابات الفظة) التي يتعرض لها الرجال المتهمون. هذا ما أكدته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليومية. وحسب هذه الصحيفة فقد اعترف رئيس قسم التحقيق التابع للمخابرات الإسرائيلية الداخلية (شين بيت) أمام اللجنة القانونية في الكنيست بأنه استخدم هذه الطريقة قائلاً (بالتأكيد استخدمنا هذه الطريقة لكن لمرة واحدة فقط) وأضافت الصحيفة: بأنه لم يعترف إلا بما لم يعد قادراً على نكرانه.
لقد استطاعت »إسرائيل) حتى الآن أن تحول دون أي انتقاد لسياستها, ولو أن مثلاً حكومة السودان فعلت في دارفور كما تفعل »إسرائيل) في غزة فلن يتردد أحد في مقارنة ذلك مع الأساليب النازية. وكان ناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية قد طالب الأمم المتحدة بتغيير مهمة المكلف من قبلها, وإلا فلن يُمنح حق دخول البلاد.