عكرت صفو العلاقات المميزة بين الطرفين إذ إنه وبعد مضي اثنين وعشرين عاماً على توقيف الجاسوس الأميركي جوناثان بولارد الذي عمل لصالح (إسرائيل) يضبط جاسوس آخر متلبساً بالجرم (بن عامي كاديش) البالغ من العمر أربعة وثمانين عاماً حيث تم القبض عليه من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI أثناء حديث هاتفي مع الضابط الذي يوجهه وتمت إحالته إلى المحكمة الفيدرالية في منهاتن بتهمة نقل معلومات إلى (إسرئيل) تتعلق بأسلحة نووية وطائرات حربية من طراز ف -15 وأنظمة مضادة للصواريخ (باتريوت).
وما كشفته التحقيقات أن العملية ليست حديثة العهد بل وجه الاتهام إلى كاديش بأن أول عمل قام به لصالح (إسرائيل) كان بين عامي 1979 - 1985 وأن خلايا التجسس التي تقوده هي ذاتها التي قادت بولارد الأميركي الذي كان يعمل محللاً في المختبرات البحرية الأميركية وتمت إدانته في العام 1986 وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الخيانة, ورفض كل رؤوساء الولايات المتحدة الذين تعاقبوا على الرئاسة العفو عنه, وبقيت القضية أحد مواضيع الخلاف الرئيسية بين واشنطن و(إسرائيل) التي تطالب باستمرار بإطلاق سراحه, في الوقت الذي كان كل من يأتي على رئاسة الحكومة الإسرائيلية يؤكد أن لاعلاقة له به وأنه عمل لوحده وهذا ما أزعج الأميركيين (فإسرائيل) لم تعترف بالحقيقة حتى ولا بجزء منها.
داني ياتوم مدير تجسس سابق في الموساد الإسرائيلي يصرح إلى راديو الجيش الإسرائيلي منذ يومين بالقول: لقد كان الأميركيون يسألوننا باستمرار عن الجواسيس الذين يعملون في الولايات المتحدة وكنا دوماً نجيب بالنفي.
لكن ما إن تم الإعلان عن توقيف كاديش حتى ساد الذهول وأصدر مكتب أولمرت بياناً بأن الأمر كان مذهلاً وأن أولمرت أمر بالتحقيق في الموضوع.
معلم كاديش الذي ضبط أثناء الحديث معه أوصاه على الهاتف أن يكذب على مكتب التحقيقات FBI وأن يؤكد بأنه لا يعرف شيئاً.
لقد تم تجنيد كاديش كما بولارد من قبل مراكز أبحاث علمية (لاكام) لكن النفي جاء من جميع الأطراف, رافائيل إيتان وزير المتقاعدين ورئيس مركز لاكام سابقاً قال: لا فكرة لديه عن القضية ولم يسمع بها قط.
لقد خدشت قضية بولارد إلى حد ما العلاقات الوطيدة التي تربط (إسرائيل) مع الولايات المتحدة الأميركية كما أثرت على الثقة المتبادلة بينهما وجاءت قضية التجسس الجديدة هذه لتربك الطرفين, حكومة أولمرت والرئيس بوش المنتظر قدومه منتصف شهر أيار ليشارك (إسرائيل) الذكرى الستين لإقامة دولتها.
محاولات الجميع وآمالهم ألا تثار أزمة جديدة مع واشنطن, مدير العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي يطمئن الأميركيين بالقول: تعرفون أنه منذ قضية بولارد عام 1985 لم تعد (إسرائيل) تجند أموالاً لهكذا أمر ولم تحاول جمع وثائق سرية عن الولايات المتحدة.