تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل الفنان السوري...أصبح خارج التغطية

فضائيات
الأربعاء 30/4/2008
هند بوظو

ما زال القرار الذي أثاره نقيب الفنانين المصريين أشرف زكي يتفاعل في الأوساط الفنية, والذي ينص على تحديد مشاركة الفنانين العرب بعمل فني واحد في العام رغم أنه استثنى (لاحقا..) فنانين مثل

جمال سليمان وهند صبري وتيم حسن.. وسبب المنع كما يدعي النقيب حرصه على إعطاء فرص عمل لفنانين مصريين خاصة خريجي المعهد العالي للسينما والمسرح?!‏

وأثيرت طويلا وعبر اللقاءات والحوارات على الفضائيات العربية إشكالية الحضور العربي ,بل وعلى رأسها الحضور السوري.فهل حقا أثر تواجد عدد لا يتجاوز أصابع اليد على فرص عمل الممثلين المصريين وانقطعت أسباب رزقهم بسبب ذلك?..‏

وهل صحيح أن فنانات مصريات يعشن حالة من الكساد بسبب الفنانات العربيات اللواتي راجت أعمالهن في مصر?!‏

لا يمكننا تجاهل السبب الأهم لهذا التقدير.. ألا وهو موقف شركات الانتاج المصرية التي تستعين بنخبة من الفنانين العرب-لاعتبارات لن أدخل في تفاصيلها خاصة الفنانات منهن -وما يهمني هو التركيز على الفنانين السوريين.. الذين استهوتهم فكرة اللجوء الفني الى مصر... وقبل الخوض في الحديث, سنعتبر أن مشاركة الفنانين السوريين في أعمال عربية أو مصرية.. يأتي من باب الحرية الشخصية.. لكن.. هل يحتاج الفنان السوري لشهرة غير محققة بذهابه الى استديوهات القاهرة ليحقق لنفسه الانتشار?... ألم تكن الدراما السورية وعلى مدى سنوات طويلة حضورا مميزا ولافتا على امتداد الوطن العربي..?‏

ألم تسع شركات الانتاج في مصر ..لاستقطاب هؤلاء على خلفية النجاح المذهل والمتميز للفنانين السوريين?!‏

ثم أليس العمل الذي هو(فكرة وسيناريو واخراج وتمثيل)?! بمعنى هل سيستمر الفنانون السوريون بتألقهم.. في وسط يعاني من تراجع في سويته الفنية (كما يدعي نقاد هذا الوسط أنفسهم)?!‏

ربما أيضا اعتبر بعض (نجومنا) أن العمل هناك سيقربهم من العالمية ويفتح لهم آفاقا أوسع?!..‏

وأسأل كم هو عدد النجوم المصريين الذين نالوا هذه الحظوة ونالوا شرف السير على البساط الأحمر .. في كان ...أو هوليوود..!!..‏

من المهم أيضا أن نقرأ جيدا ما جاء على لسان أمين عام اتحاد المنتجين العرب إبراهيم أبو ذكرى حول تصريحات أشرف زكي والتي عارضها بشدة.. يقول: (إن رغبة البعض في إبعاد خمسة أو ستة فنانين.. سنفقد بمقابلها الملايين من الاستثمارات العربية في الانتاج الفني)‏

ومن جهته اعتبر المستشار الاعلامي للشركة العربية للانتاج السينمائي عبد الجليل حسن:(أن النقابة لا تستطيع أن تفرض على المنتج أن يختار نجوما يبالغون بفرض أجورهم في حين يتوفر في السوق نجوم لا يقلون كفاءة.. بأجور معقولة ليستطيع الانتاج أن يتقبلها)..‏

قراءة متأنية لهذه التصريحات تعني ان السوق يحتاج الى فنانين كبار يقفون بالمرصاد لنجوم من مصر قرروا رفع سقف أجورهم, وبهذا تمت الاستعانة بنجوم عرب (وخاصة سوريين) من باب الضغط على بعض الفنانين (السوبر ستار) ليعودوا عن قرار رفع أجورهم ... فالبديل حاضر ..(في السوق)..فنان موهوب يقبل بأجر أقل..!!..‏

ترى لو حصل وعاد الفنان المصري الكبير والمتوسط عن قراره?.. فماذا سيبقى للفنان العربي أو السوري هناك?!...‏

وفي حال استمر (النزوح) أو (الهجرة) الفنية الى مصر ..كيف سيتصرف المعنيون لدينا..‏

الحقيقة أن تفوق الفنان السوري على صعيدي الموهبة الخام لديه, واجتهاده وصبره.. وتحمله لجهد كبير يبذله بمقابل مادي متواضع.. وكذلك تفوق الدراما السورية ..مع ما فيها من مشكلات تقنية وتسويقية !!..‏

وبوجود كادر متكامل (غالبا) سعى لنشر هذه الدراما على امتداد العالم العربي, واستطاع رغم اشكالية اللهجة المحلية(التي تقف عائقا أمام انتشار غالبية الاعمال العربية).. أن يحظى بإجماع تفوق فيه على غيره.. وتجاوز بذلك المنافسة في أحيان كثيرة...‏

إن (استثمار الدراما السورية) يحتاج فعلا الى (مغامرة) .. أثبتت الوقائع أنها مضمونة النتائج .. وأن توظيف رؤوس الأموال في انتاج أعمال درامية سيحقق العائد المضمون.. ولا يقل أهمية عن أي قطاع اقتصادي آخر.. فقط تبقى المسألة مرهونة بقرار الذين يتجرؤون ويتدارسون الأمر فيما بينهم.. فالمسألة تستحق المغامرة فعلا..ولا يعني هذا أنني ضد(العمل العربي المشترك) فنيا .. ولكنني أبحث عن خصوصية لنا.. خصوصية مشتركة ,فالعمل الفني عندنا هو(فريق) نجح في صناعة فن راق بنسبة كبيرة جدا, وبقي محافظا على نظافته وجرأته (رغم كل ما يقال) فخرج من النمطية, وناور الرقابة, واحترم عقل وذوق كل الشرائح..‏

أعتقد أن فنانينا يستحقوق.. أن نعفيهم من الوقوع في (الحرج..) الذي يخرج على شكل تصريحات لمنعهم من العمل, واضطرارهم للدفاع عن انفسهم.. في كل مرة.. يثير نجاح الفنان السوري حفيظة نجم أو نجمة ويبدأ باستصدار قرارات تحريم.. ومنع العمل على غير أصحاب الأرض!!..‏

....فحن مطالبون بإنتاج فن عربي يتصدى لفضاء مفتوح على كل الاحتمالات الجيد وغير الجيد.. ويكفينا الآن, ان نجذب مشاهداً عربياً ومحلياً لمشاهدة دراما محلية الصنع تجد صداها في أرجاء العالم العربي.. وتضاعف هذا الانتاج ليكون منافسا على الصعيد العالمي لا أن تبقى تجربة الراحل الكبير مصطفى العقاد.. تجربة وحيدة, بل الانطلاق منها لتأسيس نفوذ عربي في العالم, الفن هو أحد أدواته.. والمسألة.. تستحق (المغامرة)... كما قلت...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية