كما أن هذه المساواة تساعد المرأة بتمكينها اقتصادياً وبالتالي لا يمكن عزلها عن التطور الحاصل داخل المجتمع ولأجل ذلك لابد من تمكينها من النواحي الأخرى في حياتها سواء من ناحية التعليم أو ناحية الصحة وكذلك من النواحي المادية والسياسية والاقتصادية.
حول هذا الموضوع أقيمت برعاية الدكتورة ديالا الحاج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في فندق صحارى ورشة عمل بعنوان (نحو إعداد استراتيجية عمل لادماج مفهوم النوع الاجتماعي في عملية التنمية).
وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات وبالتعاون مع عدد من المنظمات غير حكومية وكذلك عدد من جمعيات المجتمع الأهلي العامل في مجال التنمية وكذلك الاتحاد النسائي والاتحاد العام للفلاحين وهيئة تخطيط الدولة.
عن هذا الموضوع تحدثت ريم الجابي المديرة الوطنية لمشروع ادخال مفهوم النوع الاجتماعي في الحياة الاقتصادية والتجارية موضحة أنه توجد ضمن هيئة التشغيل مديرية تعنى بالمرأة بالريف وتعطيها القروض كما تسعى لتشغيلها.
كيف ننمّي المرأة اقتصادياً
بيّنت الجابي أنه لا يمكن تمكين المرأة اقتصادياً بمعزل عن تمكينها من النواحي الأخرى, أما الناحية التعليمية والسياسية والاجتماعية والثقافية وكذلك لابد من تفعيل دورها بعملية اتخاذ القرارات بالأخص داخل منزلها وضمن أسرتها.
منهجية وأدوات النوع الاجتماعي
بيّنت الجابي أنه يوجد ربط وثيق بين موضوع التنمية والتمكين بالنسبة للمرأة, فمفهوم التنمية يتضمن أربعة محاور وهي الإنتاجية والانصاف أو العدالة الاجتماعية -الاستدامة -التمكين.
محور الإنتاجية يعني توفير الظروف للبشر سواء الذكور أو الإناث حتى يتمكنوا من رفع إنتاجيتهم.
ومحور العدالة يعني تساوي البشر بالحصول على نفس الفرص, والاستدامة تعني حصول الأفراد على فرص التنمية دون التغاضي عن الأجيال القادمة.
التمكين هي أن تكون نابعة من الأفراد وتحتم مشاركتهم مشاركة كاملة بصنع القرارات والسياسات المتعلقة بحياتهم.
ما احتياجات النوع الاجتماعي
بين السيد عارف الشيخ منسق صندوق الأمم المتحدة الانمائي للمرأة (اليونيغيم) أن احتياجات النوع الاجتماعي مقسمة إلى الاحتياجات العملية وهي التي يتطلبها الأفراد لتسيهل قيامهم بأدوارهم التقليدية كتأمين السكن وتأمين الغذاء والمياه.
ومن الاحتياجات الاستراتيجية هي الاحتياجات التي يتطلبها الأفراد لتحسين وضعهم ومكانتهم في المجتمع كالسيطرة والحصول على الموارد كالتعليم والمشاركة السياسية.
مأسسة النوع الاجتماعي
بيّنت الجابي أن المأسسة هي العملية التي تصبح من خلالها فكرة ما جزء لا يتجزأ من الإطار الفكري الذي يحكم سلوك الجماعة بأي مؤسسة أو منظمة وينعكس ذلك من خلال السياسات التي تعكس الهيكلية المنظمة واجراءاتها ونشاطاتها.
ومأسسة النوع الاجتماعي نعني بها خلق الهياكل والآليات وسن التشريعات وتوفير الموارد والتدابير اللازمة والبرامج والخطط لتعزيز العمل من أجل تحقيق العدالة للمرأة والرجل وتسعى إلى تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها.
والطرق التي تتم فيها مأسسة النوع الاجتماعي تتم عن طريق المعلومات المصنفة حسب المرأة والرجل وهي تساعد بتحديد التقارب الموجود والذي يسمح برسم الغايات والأهداف ثم يأتي بعدها وضع السياسات والاستراتيجات واقناع اصحاب القرار بأهمية مأسسة النوع الاجتماعي ووجود أطرتتبنى قضية المأسسة ,كما يجب أن يتم دمجها بالقوانين والتشريعات والخطط والبرامج كما يجب رصد الأموال اللازمة لذلك والهدف الذي نسعى إليه (النوع الاجتماعي) هو تحقيق العدالة بين المرأة والرجل وتمكين المرأة.