التي اكتست ثوبها الأخضر والمياه العذبة, وبالمختصر يهرب الناس من الهموم والمشكلات وضغط الحياة لأخذ قسط من الراحة في مكان ريفي هادئ وجميل ينسيهم للحظات تلك الهموم, ولكن المشكلة المؤرقة هي الدراجات النارية ومخاطرها حيث إن العابثين هم أبطال تلك المشكلة.
في الدول المتقدمة والنامية أيضا تعتبر الدراجات النارية متعة ورياضة حيث الهواء الطلق والطبيعة الجميلة والمناخ المختلف في كل فصوله, حيث نشاهد الشبان والرجال والنساء وبعض المسنين أيضاً وهم يضعون الخوذة على رؤوسهم ويطبقون قواعد المرور ويسلكون الأماكن المخصصة لهم جانب الطرق في الأرياف والمدن على حد سواء ومهما كانت تضاريس المنطقة.
ونسأل بدورنا هنا الجهات المسؤولة أولاً, ولا سيما وزارات الداخلية والنقل والاقتصاد, لماذا لم تضبطوا هذه المسألة حتى الآن, لماذا لا تعيرونها الأهمية الكافية وتكتفون بمعالجة نتائج السلوك الخاطئ في استعمالها, أو بتعاميم لا تنفذ.
وللتأكيد على مظاهر الدراجات النارية المزعجة فإننا نطلب ممن يرغب في المشاهدة أن يذهب إلى القنيطرة في يوم عطلة ويشاهد العجب العجاب, حيث يقوم الشباب بالتنطيط للدراجات النارية, وهي حركة بهلوانية وما يتخللها من السير على العجلة الخلفية للدراجة ولكأن الواحد على صهوة حصان جامح واقف على قائمتيه الخلفيتين, حيث هنا بشوارعنا نراها بكثرة أمام أعين الناس, ومزاولوها يحبون الاستعراض أمام المارة ليظهروا مهارة وجرأة قل من يملكها بهذه الوضعية, وهناك الكثير من هذه الاستعراضات الخطرة التي صارت تشكل قلقاً على أرواح الناس.
ولا يدري راكبوها أن تلك الدراجة ستكون (النعش الطائر) الذي يقربه من حتفه أكثر فأكثر!!
أحمد.. وهو واحد من الذين راحوا ضحية تلك الدراجات, بينما أصيب عشرات آخرون عدد منهم في حالة الخطر الشديد جراء حوادث سير تسببت فيها دراجات نارية.
الدكتور صلاح اسماعيل مدير عام مشفى أباظة بالقنيطرة شدد في اجتماع المجلس الصحي بالمحافظة على عملية ضبط الدراجات النارية, مشيراً إلى أن حوادث الدراجات النارية خطيرة جداً بسبب قيادتها الصعبة وعدم تمكن سائقيها منها حيث بلغت الإصابات نحو سبع عشرة إصابة خلال العام.
وهنا لا بد من التأكيد على الجهات المعنية أن تضع ضوابط وأسساً لقيادة الدراجات النارية كضرورة ارتداء الخوذة الواقية على الرأس, والحصول على رخصة, والتأكد من حالة الإطارات وكمية الوقود والفرامل ومستوى الزيت قبل قيادتها, وتجربتها قبل قيادتها, وإرشادات أخرى حول الإجراءات الاحترازية لتجنب الحوادث في حالات الانعطاف وحالات التجاوز والاختيار الصحيح للمسار وتخفيف السرعة بالقرب من التقاطعات, بالإضافة إلى توضيح الأماكن التي يمنع قيادة الدراجات فيها وتشمل مناطق التنزه والازدحامات والمحميات الطبيعية والأحياء السكنية.
ولفت الدكتور محمد إبراهيم إلى دور خوذة الرأس في حماية قائدي الدراجات النارية والهوائية, لافتاً إلى أن إصابات الدراجات النارية تزيد شدتها بمقدار 35 مرة على الإصابات الناتجة عن حوادث السيارات, وإن الذين لا يستعملون الخوذات الواقية معرضون لكسور في الرأس بنسبة تزيد 4 مرات على الذين يستعملونها, مؤكداً أن عدم ارتداء الخوذة يعد مخالفة يجب أن يغرم بموجبها المخالف غرامة مالية تماماً كما يخالف السائق الذي لا يرتدي حزام الأمان.
khaledgolan@yahoo.com