وقد دار النقاش حول الكتاب وما مدى ارتباطنا به ,وهل هجرنا القراءة أم لا ?!
نصر الدين البحرة التراجع مخيف :
الغريب في الموضوع اننا ونحن أمة الكتاب (كتابنا الأول القرآن الكريم ) نشهد هذا التراجع المخيف في الكتاب ,ونحن كلنا نتذكر عندما نتحدث عن النهضة العربية التي كانت في الحقبة العباسية فإنما نعني الكتاب أولا.
الكتاب في الحقبة الأموية تمثل في الفتوحات وإرساء قواعد الدولة ,في الحقبة العباسية اتخذ ذلك منحىً حضاريا ومتقدما وراقيا ويكفي أن نذكر أن الخليفة العباسي المأمون فتح دارا للترجمة وللاطلاع على فكر الآخر والاستفادة منه وتحقيق ما يسمى( المثاقفة ),كما كان يجزي التراجمة وزن ما ترجموه ذهبا .
أبو الطيب المتنبي كان يسافر ويحمل مكتبة معه ,أيضا أبو عثمان الجاحظ كان يستأجر دكاكين الوراقين ويقضي الليل فيها للمطالعة .
ننتقل إلى الزمن القريب (القرن العشرين ) ونتذكر أمير الشعراء أحمد شوقي وقوله :
أنا من بدل بالكتب الصحاب
لم أجد لي وافيا إلا الكتاب
أما في الوقت الحاضر هناك احصاء يقول إن الشباب والاطفال والشيوخ لا يشترون إلا الطعام والثياب ويندر من يدخل المكتبة ليشتري كتابا .
د.عبد النبي اصطيف : لا نقدم ما يستحق القراءة لا أدري ماالذي أضيفه ولكن دعوني أن ابدأ من حيث انتهى, الاستاذ نصر لأقول : نحن أمة نكراء والكتاب الاول في الحياة العربية (القرآن الكريم ) كان محفزا لعملية تكوين وجمع اللغة ,وجمعت اللغة العربية لشرحه وتفسيره بعد ذلك جاء الكتاب الأول (سيبويه )وحتى الآن نحن نشير إلى الكتاب ونقصده وهو الفارسي .
حتى في القرن الرابع الهجري الفرس الذين عرفوا بميدان الادب والثقافة كانوا يألفون شعرهم بالعربية .
الآن الدراسات الراهنة تعيد نهضة أوروبا.عندما نأتي إلى الفترة الحديثة وأسمع أن الناس يتحدثون عن أزمة الكتاب وأنهم لا يقرؤون أستغرب ,وأنا اقول بأن أمة اقرأ لا تقرأ ليس لانها لاتحب القراءة بل لاننا لا نقدم لها مايستحق القراءة والدليل على ذلك أن العرب الآن المعاصرين يقرؤون الكثير من كتب التراث ,وكثير من دور النشر المعاصرة تعيش على ما تنشره من كتب التراث .
في ثورة الاتصالات يقول الناس :إنه لم يبق دور للكتاب ,إن هذا وهم ,الآن في أوروبا كلما ذهبت ستجد أن هناك سلسلة جديدة من الكتب .
إن السر في بعدنا عن الكتاب هو أننا لا نجد ما نطمح إليه ,لذلك إذا ما شئنا أن نعيد إلى الكتاب أهميته في حياتنا علينا أن ننتج كتابا ممتعا ومفيدا وبالتالي نستطيع أن نقنع به القارىء .