التي أصبحت ظاهرة سنوية أثبتت أنها تجربة ذات أثر ايجابي في خلق مناخ من التواصل والتفاعل المبني على الوضوح والشفافية بين الجهات المحلية ورجال الأعمال والمستثمرين والشركات السياحية.
وبين عطري خلال افتتاحه أمس فعاليات ملتقى سوق الاستثمار السياحي الرابع أن الحكومة وإدراكاً منها لأهمية توفير عناصر ومتطلبات نجاح هذه الملتقيات فإنها تتابع بحرص شديد من خلال المجلس الأعلى للسياحة أعمال هذه الملتقيات وتقويم آثارها ونتائجها وتعمل على إزالة العوائق والصعوبات التي اعترضت جوانبها وتسعى لاتخاذ خطوات تتصف بالمرونة العملية بهدف اختصار دورة الوقت والاجراءات الادارية التي يؤكد علىها المستثمرون فضلاً عن الاهتمام بمعالجة أوضاع المشاريع المتعثرة ووضعها على طريق العمل والتنفيذ من جديد.
وأوضح المهندس عطري أن الجهود والاجراءات المتخذة خلال السنوات الماضية والتسهيلات المحفزة للاستثمار أدت لتحسن بيئة السياحة في سورية تحسناً ملحوظاً حيث وصل متوسط معدل النمو السنوي لعدد السياح العرب والأجانب القادمين الى سورية خلال السنوات السبع الماضية الى 15% وتمكنت سورية خلال سنوات قليلة من تحقيق قفزة نوعية واحتلال مرتبة متقدمة على خارطة السياحة الدولية إذ انتقلت من الترتيب 61 الى المركز 48 من أصل 176 دولة الأمر الذي يؤكدصواب النهج وصحة التوجهات والقرارات الحكومية المتخذة للارتقاء بفاعلية القطاع السياحي وتعزيز دوره في عملية التنمية الشاملة وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الاجمالى حيث وصلت هذه المساهمة الى 156 مليار ل.س عام 2007 مقارنة ب/130/ مليار ل.س عام 2006 وبذلك حقق اقتصاد النشاط السياحي نسبة 14.4 في الناتج المحلي الاجمالي عام 2007 وقد كانت نسبته عام 2006 بحدود .13.4
وقال عطري ان السياحة السورية احرزت تقدماً آخر اذ احتلت مواقع هامة في الترتيب العالمي على صعيد تطور سياحة الاعمال ونمو العمالة في اقتصاد السياحة حتى العام 2018 ونمو العمالة في صناعة السياحة (الفنادق والمطاعم) خلال السنوات العشر القادمة الامر الذي يدعو الى التفاؤل بمستقبل السياحة في بلدنا ويوكد قدرتها استقطاب الكثير من المشاريع والاستثمارات السياحية في الفترة القادمة.
وأشار رئيس مجلس الوزراء لجهود وزارة السياحة في ترجمة اشكال الدعم الحكومي والمادي والمعنوي المقدم لها عبر اجراءات واسعة وخطوات عملية لتطوير السياحة السورية من خلال التركيز على حملات التسويق والترويج السياحي والمشاركة في المعارض السياحية الدولية واطلاق قوافل الترويج السياحي في العديد من البلدان العربية والاجنبية واستضافة الوفود الاعلامية بهدف تعريفها بمكونات السياحة السورية ومقوماتها الثقافية والتاريخية والدينية والطبيعية والبيئية اضافة لتنظيم المهرجانات الفلكلورية وتنشيط حركة السياحة الداخلية وتطوير الخدمات والمرافق والبنى التحتىة للمواقع الثقافية الاثرية والاهتمام بتحسين جودة المنتج السياحي وتدريب وتأهيل الأطر العاملة في السياحة .
واعتبر المهندس عطري ان عقد الملتقى الرابع للاستثمار السياحي تأكيد على جدية مضينا ومتابعتنا الدؤوبة للاهداف والتوجهات التي اعلنت عنها الحكومة في الملتقى السياحي الاول عام 2005 بهدف جعل سورية مقصدا سياحيا على خارطة السياحة الاقليمية والدولية وتحويل السياحة فيها الى صناعة استراتيجية ترفد الاقتصاد وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص والتنسيق مع الجهات المحلية والمركزية عبر اتخاذ مجموعة من اجراءات وآلىات العمل التي تكفل تجانس وجودة عناصر المنتج السياحي بما يؤدي الى اعتبار السياحة احد المحركات الاساسية للاقتصاد الوطني وزيادة مساهمتها بفاعلىة في الناتج المحلي الاجمالي.
وخلص رئيس مجلس الوزراء للقول ان سورية التي تعد مهد الحضارات وارض الرسالات ومنبع الافكار والقيم الانسانية السامية حريصة على إعلاء قيمة الحوار بين مختلف الثقافات والاعراق و الاجناس على قاعدة المساواة والاحترام وتبادل المنافع المشتركة وتبذل جهودا كبيرة لتحقيق الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط للقناعة الراسخة بان فرص التنمية التي تحتاجها شعوب هذه المنطقة لايمكن ان تؤتي ثمارها المرجوة ما لم يتحقق السلام العادل المرتكز الى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام.
من جانبه اكد الدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة ان وضع الاستثمار السياحي في سورية تطور تطوراً نوعياً بين عامي 2005- 2007حيث تجاوزت قيمة الاستثمارات السياحية قيد الانشاء حالىاً والمتوقع انجازها حتى نهاية عام 2010 ثلاثة مليارات وثلاثمئة مليون دولار في 376 مشروعاً بوسطي كلفة للمشروع الواحد 9 ملايين دولار فيما تجاوزت قيمة الاستثمارات السياحية للمنشآت العاملة في الخدمة ثلاث مليارات وتسعمئة مليون دولار في 3038 منشأة وارتفع حجم الاستثمارات الجديدة على مستوى المشروع الواحد تسعة أضعاف مشيراً إلى أن صورة المشهد السياحي بحلول عام 2010 ستكون مختلفة تماماً عما هي علىه الآن.
وذكر آغة القلعة أن عدد المشاريع المطروحة بالملتقى الرابع للاستثمار السياحي وصل الى 154 موقعاً حققت المعايير المطلوبة منها 13 منطقة تطوير سياحي كبرى أو متكاملة وصنفت المواقع في شريحتىن ضمت الأولى 4 مناطق كبرى للتطوير السياحي و3 مناطق للتطوير السياحي المتكامل كذلك 65 موقعاً في مختلف المحافظات بمجموع أسرة فندقية مخطط للشريحة الأولى يتجاوز 55 ألف سرير بتكلفة تقديرية وصلت الى 2.5 مليار دولار.
وتحدث السيد جان كلود بومفارتن رئيس المجلس الأعلى العالمي للسياحة والسفر عن أهمية السياحة التي يمكن أن تكون وسيلة للحوار بين الشعوب مشيراً لأهمية مساعدة الناس والحكومات على أن تجتمع معاً والالتزام بالتقانة والحضارة وبين أن 80% من مقدار السياحة بالعالم صناعة بيد الشركات المتوسطة والصغيرة وهذا لايعكس أهمية اقتصادية فقط بل اجتماعية لأنه يساعد على بقاء روح الريادة وإدخال الاصلاحات.
من جانبه أكد جان كلود بوم غارتر رئيس المجلس الدولي للسياحة والسفر أهمية السياحة في منطقة الشرق الاوسط وخاصة سورية نظرا لتنوع طبيعتها وكثرة المواقع الاثرية والتاريخية وتعدد المشاريع السياحية فيها.
وقال كلود في كلمة له خلال افتتاح ملتقى سوق الاستثمار السياحي الدولي الرابع مساء أمس.. ان نسبة التزايد السنوية الوسطية بالنسبة لانفاق السياح الدوليين في سورية بين عامي2003و2008وصلت الى 32 بالمئة وهي نسبة عالىة جدا كما ان نسبة التزايد السنوية الوسطية لانفاق السياح الداخلين بين العامين المذكورين بلغت 8 بالمئة.
وأشار بوم غارتر الى أن80 بالمئة من ايرادات السياحة في العالم تأتي من شركات صغيرة ومتوسطة مبينا أن السياحة تحتل موقعا كبيرا في اقتصاديات دول العالم.
ولفت الى ضرورة دراسة الابعاد البيئية للمشاريع السياحية وعدم تجاهل تلك الابعاد نظرا للآثار البيئية التي قد تنجم عن تلك المشاريع مؤكدا اهمية مساهمة صناعة واقتصاد السياحة في الناتج الوطني الاجمالي في سورية.
وتضمن برنامج الىوم الأول للملتقى عقد جلسة عمل ترأسها السيد عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية تمحورت حول تأثير الاستثمار السياحي على الاقتصاد تحدث فيها الدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة والدكتور بندر بن فهد آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة والسيد ناصر الانصاري نائب المدير التنفيذي لشركة الديار القطرية ونبيل الكزبري رئيس مجلس ادارة الشام القابضة ورئيس شركة توفاركو ورئيس شركة (ID).
وحضر حفل افتتاح الملتقى نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وعدد من السادة الوزراء وأعضاء مجلس الشعب والسفراء المعتمدون وحشد من رجال الأعمال والمستثمرين وشركات التطوير العالمية والمقاولين وشركات الادارة الفندقية والمكاتب الاستشارية والهندسية والمصارف وصناديق التمويل ومؤسسات الضمان والشركات الخاصة.
الدردري يترأس الجلسة الاولى للملتقى
تركزت مناقشات الجلسة الاولى من ملتقى سوق الاستثمار السياحي الدولي الرابع حول تأثير ملتقيات الاستثمار السياحي على الاقتصاد الوطني وكيفية استغلال الموارد في دعم الناتج المحلي والارتقاء به الى مستويات أفضل وخاصة أن سورية تمتلك المقومات اللازمة لتكون في مصافي الدول السياحية.
وقال عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية الذي ترأس الجلسة.. ان السياحة في سورية أصبحت دعامة اساسية للاقتصاد الوطني وشكلت جزءا مهما من الناتج المحلي بعد أن دخلت تلك المشاريع مرحلة الانتاج مؤكدا أن المشاريع السياحية المقبلة ستؤمن فرص عمل كثيرة .
واشار الدردري الى أن التدفق السياحي الى سورية بحلول عام 2015سيصل الى 10ملايين سائح الامر الذي يستدعي بذل جهود كبيرة على المستويات كافة لتأمين البنية التشريعية اللازمة ومتطلبات ذلك من فنادق ومطاعم مع الاخذ بعين الاعتبار الجوانب البيئية والتنموية والاجتماعية .
من جانبه أكد الدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة أن أي نجاح في قطاع السياحة يستند الى ركائز عدة من بينها استجابة المستثمرين ورجال الاعمال لاقامة المشاريع الاستثمارية السياحية اضافة الى الاجراءات المتبعة حيالها مشيرا الى تنوع الكنوز التاريخية والحضارية في سورية.
وبدوره قال رئيس شركة توفاركو القبرصية.. ان سورية تمتلك الكثير من الامكانات التي تؤهلها لاستقطاب عدد متزايد من السياح لافتا الى أهمية القيام بالتخطيط السياحي لاطالة مدة الموسم السياحي في سورية .
ونوه بندر بن فهد آل فهيد رئيس منظمة السياحة العربية بأهمية الملتقيات السياحية في سورية وقال: ان ملتقى سوق الاستثمار السياحي يعتبر أنموذجا للملتقيات السياحية التي تقام في البلدان العربية .
واضاف آل فهيد ان الملتقى حقق الكثير من المكاسب في مجال الاستثمار السياحي كونه كان عامل جذب للمستثمرين وخاصة بعد التسهيلات التي وفرتها الحكومة السورية للمستثمرين مدعمة بمجموعة من التشريعات الاقتصادية شكلت الارضية المناسبة للاستثمار السياحي في سورية .
كما أكد نبيل الكزبري رئيس مجلس شركة الشام القابضة ضرورة السعي لجعل الاستثمار السياحي جزءا مهما في دعم الاقتصاد الوطني .
وقال الكزبري: ان سورية لديها مقومات سياحية مهمة تؤهلها كي تكون في مصافي الدول السياحية وخاصة بعد الاصلاحات الاقتصادية والتشريعية التي هيأتها الحكومة للارتقاء بهذا القطاع .
كما اشار ناصر الانصاري نائب المدير التنفيذي لشركة الديار القطرية الى تعدد المجالات الاستثمارية السياحية في سورية وقال: ان سورية مقبلة على نقلة نوعية في المجال العمراني بعد أن وفرت الحكومة الكثير من القوانين المساعدة لذلك .
ودعا رئيس شركة أي دي الدولية السياحية الى ضرورة قيام مشاريع سياحية كبيرة داعمة للاقتصاد الوطني ولاسيما أن سورية تمتلك الإرث الثقافي والمواقع الاثرية وكل مقومات السياحة النشطة .