تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حين يتقنون رسم دوائرهم..هـــل يصبحـــون أكثــــــر حريــــــــةً أم وحـــــدةً..؟!

ثقافة
الجمعة 28-6-2019
لميس علي

يُنقل على لسان شوبنهاور قوله: «لا يمكن أن يكون المرء نفسه حقاً، إلا متى كان وحيداً»..

وصفةٌ لتُصيّر المرء حرّاً..‏

وثمة مقولة لأميل سيوران لا تبتعد رغم ظاهرها عن الرغبة بكون المرء حرّاً حقيقةً حين يقول: كل الأفكار تتطور على هامش فكرة الانتحار.‏

وبالتالي كيف لنا أن نطوّر أدواتنا لنكون أحراراً دون أن يعني الأمر كوننا وحيدين..؟؟‏

ما هي أشكال ومعاني الحرية/الوحدة.. التي يخترعها أبناء المجتمع من علاماته الفارقة، مشاهير أدباء أو مخترعين ومطوّرين في شتى المجالات..؟‏

كيف تتقاطع هذه مع تلك.. كيف يطورون مهاراتهم ليتماهى المعنَيان..؟‏

ضمن الأعمال التي قدّمت كبير شركة آبل «ستيف جوبز» سينمائياً، صوّرته إنساناً ساعياً لتحقيق ذاته مهما كلّف الأمر.. وهو ما دفعهم للإيحاء لمختلف المتلقين كونه بصلابةٍ تتقن رسم دائرة خصوصيته التي يبتغي منها حماية نفسه وتحصيل منتهى عيشه بحرية وربما بعزلةٍ اختارها طوع إرادته.‏

كل الأفلام التي تحدثت عن جوبز صوّرته، لاسيما الفيلمين اللذين كان الأول منهما (Jobs) بطولة آشتون كوتشر، والثاني (Steve Jobs) بطولة مايكل فاسبندر، شخصاً متماهياً تماماً مع معاني (الحرية/الوحدة) التي خلقها مع أدواتٍ طوّرها لتكون قادرة على ابتكار عزلة المرء وحريته بالآن عينه.. وهو رمز فرادتها أو تناقضها..‏

وهو ما يعطي شرارة لاكتشاف معاني الحرية/الوحدة التي أرادوا ممارستها عبر إبداعاتهم وحيواتهم.. ممارسة عملية عبروا عنها بصورة واضحة كما في قول الشاعر الأمريكي تشارلز بوكوفيسكي: «لدي دائماً لهفة إلى العزلة، إن وجودي في حفلة، أو في ملعب مليء بالناس يهتفون لشيء ما، هو ما يجعلني أشعر بالوحدة!».‏

مع بوكوفسكي، ليست العزلة مجرد خيارٍ لعيش الحرية.. يصل الأمر معه لتصييرها متعةً يطاردها.. فلا حرج لديه من التعبير عن أنها «أحد أجمل المتع في حياتي، هي أن أغلق علي باب حجرتي، وأستغرق في عزلتي تماماً، بعيداً عن أيّ شخص أخر!»..‏

وفي رصيده الكثير من العبارات التي تدل على نفوره من العيش وسط الناس.. كأنما كانت مجرد وسيلة لتأكيد عزلته وجعلتها ذاتية الصنع وليست مفروضة..‏

بينما ثمة من نظر للوحدة بطريقة سلبية.. معتبراً أنه «يتجرّعها» قسراً كما الكاتب جون شيفر حين وصفها: «إن الوحدة نوعٌ من الجنون»..‏

ومع ذلك لا يسلخ عنها شيفر صفة القوة الحيوية التي تمنحها للمرء.‏

ربما تكمن ميزة البعض في قدرته على التقاط تقاطعات تنتج عن تشبيك دوائر معانٍ عدة.. وبالتالي يلمحون ذاك المزيج المتأتي من دمج كل من: العزلة، الحرية، القوة، وحتى الوحدة.. لتنتج لديهم خلطة تشبه تلك التي أنتجها بول أوستر في عمله «في اختراع العزلة».. حيث العزلة في فخامة المعنى التي منحه لها.. مُنتَجةً على هئية lamisali25@yahoo.com‏

">كتب.‏

lamisali25@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية