تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بذور أرواحنا

مجتمع
الجمعة 28-6-2019
فردوس دياب

بلا طعم ولون باتت حياتنا .. هل هو ذلك الوجع الدخيل الذي غزا أرواحنا واحتلها واستوطن في ياسمينها وعبقها..؟، أم هي تلك الغربة الطويلة التي دخلنا أعماقها ونحن نعرف مسبقاً أنها بلا شواطئ ولا منارات ولا حتى اتجاهات..؟،

أم هو ذلك السفر الطويل الذي أضاع معه كثيرنا طريق العودة الى ضمائرنا وشمائلنا التي ولدنا فيها قبل أن تولد فينا.. ؟.‏

.. نعلم جميعاً أنها باتت أسئلة جارحة وموجعة جداً، بل وفي منتهى الألم لكن الى متى سنبقى نتهرب ونهرب من الإجابة والمواجهة، خاصة ونحن واجهنا وقهرنا وهزمنا أعتى قوى الشر والطغيان والإرهاب في العالم، فهل سنبقى ندير ظهرنا لتلك الأسئلة التي تشبه الرماح التي تطعننا كل لحظة؟.‏

إنها أسئلة لا يمكننا بعد الان أن نتجاوزها أو نرميها خلف ظهرنا وكأن شيئا لم يكن، وقد أضحت علامات الاستفهام والتعجب والغرابة تتسكع ساخرة على أرصفة نبضاتنا، وهي تحتسي نخب هزيمتنا من الداخل أمام هذا السقوط المدوي لضمائرنا في مصيدة ما بعد الانتصار الساحق على وحوش الإرهاب.‏

لقد انتصرنا على الارهاب وسحقنا قطعانه ووحوشه، وأذقنا كل من دعمهم وجاء بهم إلينا مرارة الذل والألم والهزيمة، لكن ربما قد يكون هزم البعض في دواخلهم ووجدانهم ومشاعرهم وعلاقاتهم ، هزموا أمام ما خلفته الحرب من حطامات الحب والمشاعر والإخلاص.‏

لكن ورغم هذا الجفاف والقحط الذي يغلف ويجتاح تربة أرواحنا وحياتنا، إلا أن تلك التربة لا تزال غنية في أعماقها بشتى بذور الحب والإخلاص والعطاء والتضحية، لاسيما أنها لا تزال ندية بدماء وبطولات وتضحيات شهدائها وأبنائها.‏

سنروي بالصبر والإرادة بذور أرواحنا الأصيلة حتى تدب فيها الحياة مجددا لتنمو وتكبر وتتفتح وتثمر حياة واملاً ونوراً يلتهم كل هذه الظلمة التي لا ندري أهي بداخلنا أم نحن بداخلها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية