لكن الفشل الاميركي دفع بصناع القرار الى إعادة تعويم فكرة الانسحاب التي اتخذها الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتنفيذ اجندات خبيثة اخرى، وذلك من خلال التلميح الى ما اسمته التواجد البديل ليحل محل قواتها التي ستسحبها من سورية، بحسب ما صرح به المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، حيث أكد جيفري أن عدة دول أعضاء فيما يسمى «التحالف الدولي» قد تعلن خلال أسابيع أنها ستعوض فراغ القوات الأميركية المحتلة التي قد تنسحب من سورية.
مزاعم الانسحاب الاميركي من سورية أعادت المشهد الى فترات ليست ببعيدة عندما قرر ترامب الانسحاب الكامل والعاجل من سورية، لكن سرعان ما أعاد الاخير رسمياً تراجعه عن القرار، وموافقته على إبقاء قوات محتلة في الجزيرة السورية وسط محاولة من وزارة خارجيته وقتها لشرعنة الاحتلال بتحويله إلى ما يسمى «قوات متعددة الجنسيات».
وبحسب محللين فإن واشنطن تبحث دائماً من خلال تناقضاتها تلك عن طرقات العمل الاستعماري لنهب الثروات السورية عبر مشاريعها الوهمية وإسقاط نار حقدها على المدنيين.
ويرى المحللون ايضاً أن كل ما قامت به الماكينة الاعلامية للرئيس الاميركي، لم تعد تنفع إلا مع الداخل الاميركي، الذي وضعه ترامب في جدل عقيم، عبر اعلانه عن الانسحاب من سورية، ومن ثم تراجعه عن القرار لعدة مرات، والكلام المتداول عن بقاء قوات اميركية ضمن «التحالف الدولي» في منطقة الجزيرة السورية.
وتسعى واشنطن بحسب عقليتها الاستعمارية الى العمل بكل طاقتها لنهب ثروات الدول وسرقة مقدراتها، وهذا يظهر بشكل واضح من خلال تصرفاتها في سورية وخاصة في الجزيرة السورية، وهذ يفسر ايضاً هدف واشنطن من محاولة إنشاء «المنطقة الآمنة» المزعومة شمالي سورية هو كسب ود تركيا من خلال إبعاد مرتزقة ما يسمى الوحدات الكردية عن الحدود السورية-التركية.
التصرفات الهزلية الاميركية فيما يخص الانسحاب الكاذب عكست مشهدا تصعيديا في ادلب بعد أن دفع اردوغان بإرهابييه لمهاجمة قوات الجيش العربي السوري، حيث يستمر إرهابيو «جبهة النصرة» والفصائل الارهابية المدعومين تركياً بشن هجمات على مواقع القوات السورية محاولين السيطرة من جديد على المناطق التي استعادها الجيش العربي السوري في حين يستمر الجيش بالتصدي لهذه الهجمات.
وأكدت مصادر ميدانية أن محاولات النصرة الارهابية كانت بالهجوم على مواقع الجيش العربي السوري شمال غرب محور الحماميات في ريف حماة الغربي، لكن المصادر ذاتها أكدت أن الجيش العربي السوري أحبط هجوما إرهابييا لـ»النصرة» على محور قرية القصابية في ريف إدلب الجنوبي.
ورداً على هذه الاعتداءات المتواصلة وجهت وحدات من الجيش العربي السوري أمس ضربات مكثفة بسلاح المدفعية على مواقع انتشار الارهابيين على محوري قريتي الجبين تل ملح واللطامنة الزكاة في ريف حماة الشمالي موقعة في صفوفها قتلى وخسائر بالعتاد، فيما دمرت وحدات من الجيش العربي السوري برمايات مدفعية إمدادات لإرهابيي «جبهة النصرة» وقضت على عدد منهم، على عدد من المحاور في الريف الشمالي.
ونصرة للإرهاب أرسل جيش النظام التركي تعزيزات عسكرية واسعة جديدة إلى الحدود مع سورية.
وقد افادت معلومات بأن هذه الدفعة تضم ناقلات جند مدرعة والعديد من أفراد القوات الخاصة، وأن التعزيزات وصلت الجمعة إلى قضائي ريحانلي وقيرق خان، على الشريط الحدودي، وسط تدابير أمنية، فيما نشرت شريط فيديو وصورا تظهر هذه العملية.
ويسعى اردوغان الى دعم الارهاب وتقديم المعونة له بطريقة مباشرة او غير مباشرة في كل مرة يتلقى به هؤلاء الارهابيون صفعات موجعة من قبل رجال الجيش العربي السوري من خلال عملياته العسكرية التي يخوضها حالياً في الشمال رداً على خروقاتهم واستفزازاتهم.