تصفية للقضية الفلسطينية قبل الدخول فعلياً في عالم متعدد الأقطاب ونقل معظم الجهود الأميركية للتحضير للمعركة الكبرى مع العملاق الصيني الذي بات يقض مضجع الامبراطورية الأمريكية.
لهذا قد تكون ما تسمى «صفقة القرن» هي السلعة التي يريد ترامب بيعها للصهاينة وهو يشهد التمكين الخارجي لأنظمة العجز والرجعية العربية والتآمر المشترك عربياً ودولياً على إرادة التغيير في العالم العربي ومساندة أنظمة الخيانة والعجز من الأعراب التي فقدت كرامتها واستسلمت للتبعية الأميركية، وهذا ما أدى الى طرح مشروع ترامب بعنوانه الفاضح بـ«صفقة القرن» وكأن الأوطان والشعوب تباع وتشترى في أسواق النخاسة لإرضاء مصالح كيان الاحتلال الصهيوني.
ترامب المتجبر وبالاعتماد على المأجورين من أعراب البترودولار يتنطح لتقرير مصير الأمة وفرض ملامح الشرق الأوسط وسط تصريحاته المعنية فقط بأمن «اسرائيل» وسرقة المال الخليجي وذلك من خلال واقع فرضته البحرين في استضافتها مؤتمر الخيانة وهو فتح باب التطبيع على مصراعيه وإعطاء الضوء الأخضر لقوات الاحتلال للمضي قدماً بالاعتداء على الشعب الفلسطيني، وما حصل في العيسوية هو خير دليل على ذلك.
المقاطعة الفلسطينية وما استنهضها من مواقف مساندة لها عربياً ودولياً جعلت تفاؤل ترامب بمشروعه في مهب الريح بعد أن بات واضحاً أن الامتحان الأكبر لهذا المشروع قد انتهى.
لهذا تبقى المقاومة الفلسطينية هي المعيار الحقيقي الذي يتحكم بالمشهد الفلسطيني والشعب الرافض لصفقة العار لما تتجاهله من حقوقه التاريخية منذ وعد بلفور وصولاً الى ورشة البحرين، لأن نجاح الصفقة يكون مشروعاً للتمدد الأميركي وفشلها يعني فتح الطريق أمام منافسيها لتشكيل قوة متعددة تحد كثيرا من البلطجة الأميركية، اضافة الى تكريس وحدة الشعب الفلسطيني حول القضية التي قدم آلاف الشهداء من أجلها، ولأن هذه الصفقة لا تنهزم إلا بالاستماتة في توحيد الصفوف والدفاع عن حق العودة حقا خالصا لا تنازل عنه مهما بلغت الأثمان.