وجسدي يحتفي بثياب تلاحق نمو قامتي.. وعقلي يتطور بتوجيهات عن بعد.. ويتوثب سلوكي تقويما بقريع وصفعات مقارنة ظالمة على صفحة روحي.. وانهمار غزير لألقاب محبطة.. لأكون أسيرا في قفص « فاشل.. غبي.. قليل أدب..».. كم هو بخيل بحبه واهتمامه ورعايته.. حتى بت أعاني جوعا عاطفيا.. وهو لا يدري!!
الآن أنا في قفص الاتهام وأصابع اللوم تطبق على رقبتي الغضة.. عتب مجتمعي شديد اللهجة يخنق روحي البريئة.. فأنا ذاك الحدث الذي خيب أملهم.. والمتهم بسوء الخلق وافتعال الأذى والانفلات من قيود مجتمع لم أتلقن أصولها في التعامل.. ولم أتعلم ضوابطها وأبعادها وحدودها المقدسة..
في حضرة آباء على ورق نفوس بسجل مدني، اختاروا بعناية أسماء جميلة لمواليدهم، ثم انصرفوا مضطرين نحو معركة الحياة القاسية، تم انتاج أبناء من ورق بات بعضهم في مهب رياح رفاق سوء، ليكونوا حاضنة بديلة لحضن أسري انشغل باللهاث وراء اللقمة، وغرق بنزاعات أسرية مدمرة نفسيا، فوجدوا مع «الشلة» التهليل والتمجيد لتصرفات خارجة عن المألوف، ومنفلتة من القيود المجتمعية والأخلاقية، هم أبطال واستثنائيون بعيون أقرانهم، وبعين المجتمع ما هم إلا قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة.
عطش نفسي وجوع عاطفي يرتوي من مياه آسنة ويلتهم بنهم من قمامة عفنة لمجتمع ، بينما الآباء مازال البعض منهم يجهل أن للتربية مناهج وأصولا، وأن الرعاية والاهتمام لا يقتصران على تلبية الاحتياجات الجسدية من طعام وكساء ، فبالحب يحيا أطفالنا وليس فقط بالخبز.