تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ديوان.. ديوان بدوي الجبل في طبعته الجديدة.. يعطي الشهيد فلا والله ماشهدت.. عيني كإحسانه في القوم إحسانا

ثقافة
الثلاثاء3-5-2016
دائرة الثقافة

هو الشعر العالي المزنر بالشغف الانساني، بالهم الوطني والقومي، مرت عقود من الزمن وعشاق الابداع الحقيقي يفتقدون اعادة اصدار الاعمال الشعرية للكثير من الشعراء السوريين الذين اثروا المشهد الشعري العربي والعالمي، ومن هؤلاء عمر ابو ريشة ونزار قباني وبدوي الجبل،

‏‏‏

وحامد حسن، وبدر الدين الحامد واخرون كثيرون.‏‏

وزارة الثقافة ممثلة بالهيئة العامة للكتاب في سورية وفي خطوة متميزة عملت على اعادة اصدار ديوان بدوي الجبل (محمد سليمان الاحمد) ومن المعروف ان النسخة الاولى او لنقل الطبعة الاولى من الديوان صدرت عام ا1978 في بيروت عن دار العودة، وقد اثارت وقتها الكثير من الحراك لانها اتت بعد فترة طويلة من انقطاع الشاعر عن اصدار اعماله بعد البواكير، وثمة اسباب اخرى لان الديوان كان قد صدر دون معرفة الشاعر، والمهم في الامر ان الراحل بدوي الجبل بما قدمه للشعر العربي يمثل ذروة حقيقية لايمكن لاي متابع للشعر العربي ان يتجاوزها ابدا، فهو الشاعر الوطني بامتياز، ذاق مرارة السجن ايام الفرنسيين، واعتقل وسجن في ارواد كما الكثيرون من ابناء الوطن المناضلين من اجل الحرية والاستقلال.‏‏

محمد سليمان الاحمد الشاعر الذي صدح ذات يوم مخاطبا فرنسا بابيات ملأت الكون حين كانت فرنسا تشكو زهو وغرور الالماني الذي احتلها اثناء الحرب العالمية الثانية فهو القائل:‏‏

سمعت باريس تشكو زهو فاتحها‏‏

هلاّ تذكّرت يا باريس شكوانا‏‏

و الخيل في المسجد المحزون جائلة‏‏

على المصلّين أشياخا و فتيانا‏‏

و الآمنين أفاقوا و القصور لظى‏‏

تهوي بها النّار بنيانا فبنيانا‏‏

رمى بها الظالم الطاغي مجلجلة‏‏

كالعارض الجون تهدارا و تهتانا‏‏

تلك الفضائح قد سمّيتها ظفرا‏‏

هلاّ تكافأ يوم الرّوع سيفانا‏‏

نجابه الظلم سكران الظّبى أشرا‏‏

ولا سلاح لنا إلا سجايانا‏‏

إذا انفجرت من العدوان باكية‏‏

لطالما سمتنا بغيا و عدوانا‏‏

عشرين عاما شربنا الكأس مترعة‏‏

من الأذى فتملّي صرفها الآنا‏‏

ما للطواغيت في باريس قد مسخوا‏‏

على الأرائك خدّاما و أعوانا‏‏

الله أكبر هذا الكون أجمعه‏‏

لله لا لك تدبيرا و سلطانا‏‏

وما اشبه اليوم بالامس، هي فرنسا لم تغير ولم تتغير ابدا، انه الاستعمار الذي اراد ان يعود من النوافذ بعد ان طرد من كل ارضنا، بدوي الجبل في شعره ومواقفه كما كل المبدعين الحقيقيين السوريين، يعرف ان الوطن هو الاثمن والانقى والابقى.‏‏

واليوم اننا ونحن على تخوم المئوية الاولى لابطال السادس من ايار، والشهداء مازالوا قوافل تتابع وتنهمر ورودا تملأ الارض وتنير السماء لابد ان نقف عند الاهداءالجميل في مقدمة الديوان اذ جاء فيه وعلى لسان آل البدوي: لقد اهدى البدوي بواكيره لاول شهيد يسقط دفاعا عن ارض سورية في العصر الحديث: يوسف العظمة وباهداء الديوان كله الى الشهداء الذين يسقطون اليوم وغدا لمواصلة الدفاع عن هذه الارض المباركة تكتمل الحلقة، حلقة الاحتفاءبالدم البار المرفوع قربانا لاغلى اسم واجمل اسم: سورية اننا اذ نضع ديوان الشاعر العربي الكبير بدوي الجبل بين ايدي قراء العربية: نتوجه بالشكر الجزيل للسيد الرئيس بشار الاسد الذي تفضل فوجه وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية باعادة طباعة هذا الديوان.‏‏

نعم كما قال آل بدوي الجبل، لو أن البدوي على قيد الحياة ورأى البطولات التي سطرها رجال الجيش العربي السوري وابناء الشعب الابي الذين ظلوا اوفياء لقيم الاباء الوطني والعزة القومية واستقلال سورية ووحدتها، هذه القيم نفسها التي بذل بدوي الجبل عمره منافحا عنها، لو رأى ذلك لما اهدى ديوانه الا للشهداء الابطال الذين يحصنون بدمهم النبيل كرامة سورية ورفعتها، كيف لا وهو القائل في الشهداء:‏‏

فمن رأى بنت مروان انحنت تعبا‏‏

من السلاسل يرحم بنت مروانا‏‏

أحنو على جرحها الدامي و أمسحه‏‏

عطرا تطيب به الدّنيا و إيمانا‏‏

أزكى من الطيب ريحانا و غالية‏‏

ما سال من دم قتلانا و جرحانا‏‏

هل في الشام و هل في القدس والدة‏‏

لا تشتكي الثكل إعوالا و إرنانا‏‏

تلك القبور و لو أنّي ألمّ بها‏‏

لم تعد عيناي أحبابا و إخوانا‏‏

يعطي الشّهيد فلا و الله ما شهدت‏‏

عيني كإحسانه في القوم إحسانا‏‏

و غاية الجود أن يسقي الثرى دمه‏‏

عند الكفاح و يلقى الله ظمآنا‏‏

و الحقّ و السّيف من طبع و من نسب‏‏

كلاهما يتلقّى الخطب عريانا‏‏

اليوم قراء الشاعر الكبير هم امام ديوانه بحلته الجديدة التي صدر بها متميزا باضافات للعديد من القصائد وكان الشاعر الكبيرقد صححها على الطبعة التي صدرت في بيروت، اضافة الى ملحق بقصائد لم تنشر في الطبعة السابقة، انه الشعر الخالد ابدا لانه من الوطن وللوطن، وللعطاء الباقي، شعر الجمال المكلل بجمال والق الشام وبالامل القادم اننا صناع النصر، والنصر لنا اليس هو القائل:‏‏

ما للسّفينة لم ترفع مراسيها؟‏‏

ألم تهيئ لها الأقدار ربّانا ؟‏‏

شقّي العواصف و الظلماء جارية‏‏

باسم الجزيرة مجرانا و مرسانا‏‏

ضمّي الأعاريب من بدو و من حضر‏‏

إنّي لألمح خلف الغيم طوفانا‏‏

يا من يدلّ علينا في كتائبه‏‏

نظار تطلع على الدنيا سرايانا‏‏

نعم انه الغد القادم شهداؤنا ابطالنا، سوريتنا، وكل شهيد ضحى من اجل الكرامة، في الشعر الق من كبرياء الوطن، والبدوي اليوم بين ايادي القراء، وكم نتوق لاعمال اخرى تصدر بطباعة جديدة عن الهيئة العامة للكتاب، لتكون بين ايادي القراء بعد ان عز وجودها.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية