تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فراس السواح محاضرا عن أورشليم : قبيلة يهوذا التوراتية لا وجود لها إلا في الخيال..

الصفحة الاخيرة
الاحد 20/11/2005م
ديب علي حسن

بدعوة وتنظيم مجموعة ( ماس) الاقتصادية ألقى الاستاذ الباحث فراس السواح محاضرة بعنوان: (اورشليم اليهودية ومسألة الهيكل) وذلك في قاعة مطعم برجسي بدمشق القديمة.

وقد حضر المحاضرة عدد كبير من الباحثين والكتاب والصحفيين والادباء وجمهور من المهتمين والمتابعين لهذا الشأن.‏

في بداية محاضرته عرض السواح خلاصة بحثه في تاريخ واركيولوجيا اورشليم والمنطقة الفلسطينية, وهذا البحث هو خلاصة تجربة استمرت لأكثر من عشرين سنة خلت ,وقد ادى هذا الجهد الى صدور ثلاثة كتب ظهرت ما بين 1988 و2001م والكتب هي : الحدث التوراتي والشرق الادنى القديم و ارام دمشق واسرائيل, وتاريخ اورشليم والبحث عن مملكة اليهود اضافة الى كتاب مشترك مع توماس تومبسون وكيث وايتلام وعدد من المؤرخين وعلماء الآثار الغربيين, صدر في بريطانيا عام 2003م وصدرت ترجمته العربية عن مركز دراسات الوحدة العربية بيروت تحت عنوان : القدس- اورشليم العصور القديمة بين التوراة والتاريخ .‏

أورشليم واليهودية ومسألة الهيكل..‏

يرى الاستاذ السواح انه منذ ان نشأ علم الاثار كحقل معرفي مستقل أواسط القرن التاسع عشر الى يومنا هذا لم تحظ منطقة في العالم بنصيب من التنقيب الاثري مثلما حظيت منطقة فلسطين اما السبب في ذلك فقد اوضحه لنا منذ البداية بيان تأسيس التنقيب في فلسطين, وهو هيئة بريطانية تأسست عام 1885م عندما قال بأن هدف الصندوق هو : التحري الدقيق والمنهجي لآثار وطبوغرافية وجيولوجية وعادات وتقاليد الارض المقدسة من اجل توضيح مسائل الكتاب المقدس وبذلك ولد علم الاثار في فلسطين كعلم اثار توراتي ووضع في خدمة اللاهوت, فصار البحث عن اصول اسرائيل في فلسطين واثبات تاريخية المرويات التوراتية هدفاً وحيداً لنشاط الحملات التنقيبية.‏

غير ما يشتهون ..‏

ويضيف السواح قائلا: ان من عجائب المفارقات ان كل هذا النشاط الذي قاده المنقبون يحملون التوراة بيد ومعول التنقيب باليد الاخرى قد ادى اخيراً الى عكس الغاية المنشودة منه, وبدأت حلقات الرواية التوراتية تخرج واحدة اثر اخرى من مجال التاريخ الى مجال الادب الديني , ولم يبق من احداث الاسفار التاريخية في التوراة ما يتقاطع مع المصادر الخارجية ويتفق مع نتائج التنقيب الاثري سوى بضعة اخبار من الهزيع الاخير لحياة مملكتي السامرة ويهوذا يشوبها الغموض والتشويش ويثقل كاهلها المنظور اللاهوتي للمحررين التوراتيين .‏

ان اسلوب المسيح الميداني الشامل الذي ابتكره علماء الاثار الاسرائيليون واستخدموه خلال العشرين سنة الاخيرة في مسح كل متر من مناطق الهضاب الفلسطينية التي كانت مسرحاً لنشوء اسرائيل قد ساعد على جمع كمية هائلة من المعاملات , وكلما كانت هذه المعلومات تتراكم ويتم الربط بينها وتحليلها تبين للآثاريين صعوبة ملاءمتها مع الرواية التوراتية عن اصول اسرائيل ومراحل تاريخ ما يدعى بشعب اسرائيل.‏

ويرى الباحث ان خلاصة ما يمكن قوله بخصوص مملكة اسرائيل التاريخية هو انها قد نشأت كمملكة فلسطينية كنعانية في سياق عصر الحديد الثاني عقب بناء مدينة السامرة نحو عام 880ق.م وان سكانها هم فلسطينيون محليون لا علاقة لهم بالاسباط العشرة التوراتية ممن يفترض المحررون التوراتيون انهم قد استوطنوا منطقة الهضاب المركزية اثر فتوحات يشوع ?‏

ويرى الباحث ان لتدمير السامرة من قبل الآشوريين وإلحاق المملكة الشمالية بالتاج الاشوري عام 721ق.م آثاراً ايجابية على المملكة الجنوبية الناشئة فقد استقبلت المنطقة اعدادا كبيرا من النازحين عن المناطق الشمالية وهذا ما زودها بالحرفيين المهرة واليد العاملة الزراعية, فازداد عدد السكان بشكل سريع .‏

في القرن التاسع تحولت اورشليم الى مدينة مسكونة في الوقت الذي ازدادت فيه حركة الاستيطان في مرتفعات يهوذا وازداد انتاجها الذي كان يدفع الى اسواق اورشليم وحبرون اللتين تحولتا الى مركزين اقليميين خلال الفترة الانتقالية من القرن التاسع الى القرن الثامن.‏

أورشليم آحاز..‏

اما أول مدينة حقيقية في موقع اورشليم فهي عصر الملك آحاز وهي الوحيدة التي لدينا عنها وثائق اركيولوجية وتاريخية كافية, ومنذ اعتلائه عرش اورشليم عام 735 ق.م تبنى آحاز سياسة التبعية الكاملة لآشور وقد قطف احاز ثمار عمالته لآشور بعد زوال دمشق كقوة اقليمية كبرى وبعد دمار السامرة المنافس الرئيسي لاورشليم , وبعد وفاة آحاز المؤسس الحقيقي لمملكة يهوذا عام 715 ق.م تولى ابنه حزقيا سدة الحكم وقام بمحاولة تمرد فاشلة, وخلاصة القول: ان يهوذا ولدت وعاشت وانتهت كدولة فلسطينية في تكوينها الاثني والثقافي , وقد جاء سكانها من مناطق فلسطين السهلية.. اما ديانتهم فقد كانت استمراراً لديانة كنعان في عصر الحديد الاول وما سبقه فالآلهة التي عُبدت هنا كانت آلهة كنعانية تقليدية, وكل ما تم الكشف عنه من مراكز دينية صغيرة ام كبيرة كان مكرساً لعبادات الخصب المتأصلة منذ اقدم القصور , اما الاله يهوه الذي اختاره كهنة اورشليم ليعبدوه وحده خلال فترة ما بعد السبي, فلم يكن في عصر مملكة يهوذا إلا واحدا من آلهة فلسطين القديمة وعضواً في مجمع آلهة موسع يضم العديد من الآلهة والالهات ,كما كان متزوجا من الالهة عشيرة المعروفة لدينا جيدا من النصوص الكنعانية , وخصوصا نصوص اوغاريت ولا بد من الاشارة الى ان الاستاذ السواح توقف عند ابتكار الشريعة التوراتية وابتكار التاريخ المناسب لها , وقد افاد المبتكرون من التراث الديني والادبي المحلي وتراث الثقافات المجاورة, وبعد ذلك تناول قضية الهيكل , وقد اشار الى هيكل اورشليم قد مر بثلاث مراحل عبر تاريخه, وقد سلط الباحث الضوء على هذه المراحل الثلاث.‏

تعليقات الزوار

Marie |  marie2@YAHOO.COM | 20/11/2005 11:56

MR SAWWAH IS A GREAT MAN

بطرس بطرس .السويدBetros Betros |  jerusalem_3@msn.com | 10/09/2008 00:23

تحية طيبة سؤال هل ما زال التعليق ساري المفعول كون أن المقالة قديمة منذ تاريخ 2005 11 20 ولكم جزيل الشكر. بطرس بطرس. السويد

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية