|
الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي ... تحيا السينما ... دمشق تنبض بجمال الفن السابع تحقيقات للناقد محمد الأحمد , وتضمن فصلا عنوانه( اليوبيل الماسي للسينما السورية , احتوى أسماء الأفلام السورية المنتجة منذ عام 1932 , وحتى عام 2004 , لا أدري إن كان هذا الفصل قد ذكر جميع الأفلام المنتجة , لكنني يومها تعاملت معها على أنها عينة عشوائية , غير منتظمة , وقسمتها إلى مراحل زمنية كل واحدة مدتها عشر سنوات , والحقيقة أن سبب اختيار هذه الطريقة في التمرحل الزمني, يعود إلى أسباب تاريخية وسياسية , إذ أن كل عقد من عقود القرن المنصرم , بدءً من منتصفة , تميزت بسمات وأحداث ثقافية مختلفة , عن العقد الذي سبقه , والعقد الذي تلاه , فماذا كانت النتيجة ? في عقود الثلاثينات والأربعينات والخمسينات أنتجنا فيلمين , وفي الستينات ثلاثة أفلام , في حين أنتجنا في السبعينات حوالي 34 فيلماً , لينخفض الإنتاج في الثمانينات بشكل حدي إلى أربعة أفلام وفي التسعينات ستة أفلام , وما بين عام 2001 - 2004 فيلما واحدا فماذا يعني ذلك , سواء كان عدد الأفلام شاملاً أو مجرد عينة ? يمكن تبرير عقود التاريخ السينمائي السوري الأولى , بأن هذا الفن وافد , وهو في بداياته , بالإضافة الى ظروف الاحتلال الفرنسي, كما يمكن تبريره في سنوات الاستقلال الأولى بعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي , ويمكن تبرير ارتفاع حجم الإنتاج في السبعينات إلى توفر الاستقرار على كل المستويات , مع توفر هامش من الحريات الاجتماعية والاقتصادية , والمشاركة الواسعة لقوى اجتماعية مختلفة في الحياة السياسية والاقتصادية , عدا عن توجه القطاع الخاص إلى الاستثمار في كل القطاعات , التي لم يحكم القطاع العام السيطرة عليها , لكن سرعان ما بدا مفهوم الثقافة الشعبية , والمجانية التي تقودها وتوجهها الدولة يطغى , وصار عبء إنتاج الفنون وتسويقها يقع مباشرة على كاهل الدولة - أي الحكومة - وراحت الثقافة والفنون يتحولون إلى الشكل الحكومي , وبدأ تراجعهم وانحسارهم , لا سيما بعد أن تعرضت القوى الاجتماعية المختلفة لاحباطات متتالية , وغرقت في انكسارات بردت فاعليتها. أردت أن أعرض هنا مجرد لوحة كمية إحصائية تحتاج الى تحليل مضمون لاستجلاء كامل صورتها , لكنها على أية حال تبرز مدى الجهد المطلوب من المؤسسات العامة للنهوض بكل الفنون , والآداب , - وليس السينما وحدها - ويبرز أيضاً مدى الجهد الذي تبذله المؤسسة العامة للسينما لإنجاز مهرجان دمشق السينمائي في دوراته المتعاقبة . اليوم , ترفع الستارة , ويفتتح مهرجان دمشق السينمائي الرابع عشر , ورغم كل مل يمكن أن يقال عن أزمة الإنتاج السينمائي السوري , ورغم كل ما يمكن أن يقال عن أزمة الإنتاج السينمائي السوري وأزمة المشاهدة , وأزمة الصالات , ورغم كل الملاحظات التي يمكن أن تقال هنا وعناك , لا يمكننا إلا أن نقول : لم يعد هناك من رافعة أو سند لفن السينما في بلدنا , إلا هذه المؤسسة اليتيمة , وعلى عاتقها تقع مسؤولية الحفاظ على ما تبقى من عناصر الانتاج في القطاعين العام والخاص , وعلى كاهلها يقع عبء استمرار هذا الفن . مدير عام مؤسسة السينما الأستاذ محمد الأحمد تحدث إلينا عن التوجه الى ربط السينما , والإنتاج بالأدب بعد أن اقتصرت لزمن على المخرج - الكاتب , الذي غالبا ما تناول موضوعاته في شكل السيرة الذاتية , وأعرب عن أمله في تغيير النمط السائد , لاسيما أن المؤسسة ستفسح المجال لكتاب لهم تجارب تلفزيونية. إذاً , لا تتعلق مشكلة السينما السورية فقط في الجانب الكمي , - وهذا ما حاولت المؤسسة تجاوزه مؤخراً - وإنما تتعداها الى النوع , وربما كان علينا أن طرح على أنفسنا السؤال التالي : لماذا تحضر سينما المؤلف بقوة في إنتاجنا لاسيما بعد عقد السبعينات ? ولماذا شكلت السيرة الذاتية الموضوع الرئيسي للمخرج - المؤلف ? ربما يكون مهرجان دمشق السينمائي مناسبة للحديث عن إشكالات الإنتاج السينمائي السوري, والأهم ربما يكون مناسبة لفتح حوار على هامشه, والإطلاع على تجارب الآخرين فيه , والبحث عن توفر الشروط الموضوعية لتطور السينما , لاسيما أن امكاناتنا الذاتية على كل المستويات أثبتت حضورها حتى على الساحة العالمية . المشاركة السورية في المهرجان قال محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما : أن دورة هذا العام ستشهد أكبر مشاركة سورية في تاريخ مهرجان دمشق السينمائي منذ انطلاقته , حيث ستشارك المؤسسة في المسابقة الرسمية بأربعة أفلام , روائية طويلة ,وعشرة أفلام قصيرة, وهي : الفيلم الروائي الطويل (علاقات عامة ) للمخرج سمير ذكرى , ( تحت السقف ) للمخرج نضال الدبس , وهو أول فيلم روائي طويل له , وفيلم كرتوني بعنوان (خيط الحياة ) إعداد ديانا فارس , في عرض خاص,وسيشارك القطاع الخاص بفيلمين (عشاق ) للمخرج حاتم علي وهو فيلم صنع بتقنية الديجيتال, أما الأفلام القصيرة - الحديث للأحمد - هي : (شغف ) للمخرج حاتم علي , (عن الحب) إخراج وليد حريب , وسيناريو عبد اللطيف عبد الحميد , ( البطريق ) إخراج وسيناريو فجر يعقوب , ( رتل كامل من الأشجار) للمخرج طلال ديركي , (وراء الوجوه) للمخرج أيهم عرسان , (أحلام منتصف الظهيرة) للمخرج غسان عبد الله , قصة حب عتيق , (مذكرات رجل بدائي 2), ويشكل هؤلاء المخرجون كما يقول الأحمد مجموعة من السينمائيين الشباب , ممن قدموا الى سورية بعد تخرجهم من الدراسة في الخارج , وقدموا فيلما مؤلفا من سبع قصص يوحدها موضوع واحد , أسوة بما يتم في السينما الإيطالية , وأرادت مؤسسة السينما احتضانهم , كي تفسح المجال للمواهب السينمائية الجديدة. أفلام المسابقة الرسمية العربية والعالمية وهي : فيلم ( بنات وسط البلد ) من مصر لمحمد خان , و (فرحان الملازم آدم) للمخرج محمد نجاتي , ومن البرازيل (مذكرات دراجة نارية), ومن المغرب (الأجنحة المنكسرة) , و ( بابا عزيز ) من تونس , و( شجرة الصفصاف ) للمخرج الإيراني مجيد مجيدي , و(يوم في أوروبا ) من أسبانيا , و(المطلق ) من سويسرا وقد يكون هناك مشاركة لبنانية, وقامت المؤسسة باتصالاتها اللازمة لذلك ,وتبين أن أحد الأفلام سيشارك في مهرجان عالمي , ولذلك لن يعرض في مهرجان دمشق , أما فيلم (البوسطة) لفيليب عرقتنجي , قد يعرض في أية لحظة , وحال قدومه الى المهرجان . التحكيم : عربي ودولي تتألف لجنة التحكيم للأفلام الروائية الطويلة وتتألف من مورتيس دي هادلن من سويسرا , وهو مدير سابق لمهرجان برلين , والمنتج الألماني يواكيم فون فينتغوف, والممثلة اليونانية كاترينا ديداس كارو , وكلورين كليري من فرنسا , والممثلة الاسبانية مونيكا فان كامبن, والمخرج الايطالي جيان فرانكو منغونستسي , ومن مصر الممثلة بوسي , ومن سورية جمال سليمان والروائي وليد إخلاصي . ومن المغرب الباحث حمادي غيروم أما لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة هم:كلاس دانيلسن من ألمانيا , فيليب شيا من سنغافورة , ألكس ماكول من بريطانيا , كاترينا ديداس كارو من فرنسا , والممثل أغوستينا بيلي, وكارن شخنازاروف .ومن سورية المخرج غسان شميط , والسيناريست انطوانيت عازرية. تظاهرات الأفلام السينمائية تظاهرات سينمائية متميزة, سيشهدها مهرجان دمشق السينمائي مثل : تظاهرة أفلام رعاة البقر , لاسيما أن هذا الجنس السينمائي غاب الى غير رجعة , وتظاهرة أفلام الإثارة والتشويق , وتظاهرة المخرج الإيطالي لوشينو فيسكونتي , والياباني أكيراهوروساوا , والمخرج الروسي كارن شاهنازاروف , وتظاهرة للمخرج السوري محمد شاهين , وتظاهرة النجمة البلجيكية اودري هيبون إضافة إلى سوق الفيلم الدولي الذي يحتوي على مجموعة من الأفلام الحديثة وستعرض في المهرجان تحت اسم ( العرض المالي ) وتظاهرة للأفلام الحائزة على أوسكار أفضل فيلم أجنبي , بالإضافة إلى تاريخ السينما المغربية , وتحف السينما العالمية , ومجموعة أفلام السينما العالمية التي يتجاوز عددها ال25 فيلما لمخرجين عالميين , ولن يخل المهرجان من تظاهرة السينما الآسيوية لا سيما أن لمهرجان دمشق السينمائي الهوية الآسيوية , و في كل دورة من دوراته هناك ضيف آسيوي ففي عام 2001 كانت اليابان وفي 2003 كانت الهند وفي هذا العام الصين حيث يصادف مرور مئة عام على إنتاج أول فيلم صيني . وستتضمن التظاهرة بعض الأفلام المصرية المنتجة بين 2002 - 2005 وكذلك تظاهرة السيرة الذاتية التي تتناول أشخاصا مشهورين ( سياسياً وأدبياً وتاريخيا ) تناولتهم السينما مثل عمر المختار , والناصر صلاح الدين , و بالنسبة للفعاليات الخاصة بالأفلام المشاركة , حيث سيشاهد الجمهور أفلاما هي الأفضل بين كل الدورات التي مرت , كأفلام البرنامج الرسمي هي أفلام سبق أن حصلت على جوائز عالمية كبرى مثل ( طفلة المليون دولار) الحائزة على جائزة أوسكار أفضل فيلم , و الفيلم الأسباني (البحر في داخلي) و (كارمن ) الحائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين, ( الحياة معجزة (والفيلم البرازيلي (مذكرات دراجة نارية ). المكرمون اختارت المؤسسة العامة للسينما تكريم عدد من الفنانين السوريين والعرب والأجانب , وهم الفنانة نبيلة النابلسي , و نادين , نبيلة عبيد , والفنانة اليونانية كاترينا ديداس كارو , والنجمة أغوستينا بيلي , وكارن شخنازاروف , وكلورين كليري . والمخرج الكبير مصطفى العقاد. مؤتمر تفصيلي وإجابات صريحة وعلى هامش مؤتمر صحفي عقدة محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما , تحدث عن أسباب تكرار تكريم الفنانة المصرية نبيلة عبيد , في حين أن عدد النجمات المصريات لا يعد ولا يحصى قائلاً : إن الفنانة نبيل عبيد تكرم حاليا في أكثر من مهرجان عالمي , وهي نجمة عربية تستحق التكريم , وخاصة أنها فضلت تكريمها في مهرجان دمشق , على تكريمها في مهرجان مراكش , وهذا الأمر يستحق الوقوف عنده , وأضاف كان في نيتنا تكريم الفنانة ميرفت أمين إلا أنها اعتذرت لأسباب خاصة تتعلق بخوفها الشديد من ركوب الطائرة . وأكد الأحمد أن الجهود كانت مضاعفة , والعمل شاقا , من أجل مهرجان يتمنى أن يلاقي صدا طيبا , لدى الناس والنقاد . وخاصة أن ميزانيته البالغة 32 مليون دولار , لا تقارن أبدا بميزانية مهرجان دبي السينمائي . وباعتبار أن الحديث يدور عن لغة الأرقام , فقد بلغ عدد الأفلام المشاركة في مهرجان دمشق السينمائي الرابع عشر 500 فيلم ,وبمشاركة 46 دولة من الوطن العربي والعالم , أما عدد الضيوف فبلغ 200 ضيفاً . ونظن ان معظم الضيوف هي من الوجوه التي الفناها وألفها مهرجان دمشق السينمائي . أما أسعار التذاكر فهي رمزية إذ تبلغ بين 50 - 100 ليرة سورية وتلك القيمة الأخيرة حصرياً في صالتي الشام وتطرق الأحمد إلى المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد , وأهميته السينمائية , وعبر عن حزنه الشديد لوفاته قبل أن يشهد تكريمه , وتلا بعض الكلمات كان قالها العقاد للدكتور محمود السيد أثناء إبلاغه بتكريمه : ) أنا غريب جسدا لكني حاضر روحاً , وسورية حاضنة للقلب والروح والعقل ... ) وذكر أن المؤسسة العامة للسينما , أنتجت فيلما وثائقيا بعنوان ) مصطفى العقاد .. الاكتمال المدهش ) ومدته ثلاثون دقيقة, وسيعرض في المهرجان , أخرجه وأعده مدير المؤسسة العامة للسينما محمد الأحمد . كيل من الاتهامات كانت يصب فوق رأس المؤسسة العامة للسينما لتقصيرها في إنتاج الأفلام التي لا تتجاوز في العام الفيلم الواحد وتجنبا للانتقادات كثفت من إنتاجها هذا العام , وخاصة أنها تقدم مهرجانا ضخما ً. وطمأن الاحمد الصحفيين بان مهرجان دمشق السينمائي يمكن ان يتحول الى مهرجان سنوي لاسيما بعد المداولات التي اجراها مع الدكتور محمود السيد وزير الثقافة ووافق عليها wsbeih@scs-net.org "> wsbeih@scs-net.org
|