تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي ... تحيا السينما...

إطلالة الحاضر الدافئة على الأزمنة السعيدة ... دمشق .. من سينما التقدم والتحرر إلى احتضان العالم‏

المؤلف: ماهر عزام‏

المكان:‏

المصدر:‏

التصنيف: تحقيقات‏

التاريخ: الاحد 20/11/2005م‏

الرقم: 12863‏

الملخص: لا تزال الصداقات التي قدمها مهرجان دمشق السينمائي لي ولآخرين كثر مع العديد من محبي الفن السابع في سورية‏

والوطن العربي قائمة وتتعمق مع كل دورة جديدة, فقد تعرفت كما المئات غيري على أصدقاء يحرصون باستمرار على متابعة المهرجان والتواصل مع عشاق الشاشة الكبيرة, بعضهم يأتي من المحافظات -ربما كل سنتين فقط - وبعضهم من الدول العربية, يجذبهم حب السينما ومدينة دمشق, فثمة علاقة بين المهرجان والمدينة باتت إحدى الملامح الأساسية للمشهد الثقافي السوري والعربي عموما.‏

ولكي ندرك أهمية هذا المهرجان في الذائقة الفنية يكفي أن نتصور وضع السينما في سورية, إنتاجا وعرضا في غياب هذا المهرجان! فبدون هذا المهرجان لغدت دمشق بلا محبي سينما, فهذه المدينة التي أقامت مهرجانها السينمائي الأول قبل خمسين عاما لم يكن أحد في الوطن العربي يعرف شيئا عن المهرجانات وبالكاد بعضها قد عرف السينما أو حتى سمع بها. ففي العام 1955 أقيم في دمشق مهرجان سينمائي ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي شاركت فيه أفلام أمريكية وفرنسية وإيطالية ومصرية وغيرها. ولكن الطابع الغالب على هذه الأفلام هو كونها أفلام تجارية بحتة.‏

ولكن في العام التالي, أي عام 1956, أقيمت دورة أخرى لهذا المهرجان, وكانت الأفلام المشاركة فيه من نوعية مختلفة تماما سواء من حيث القيمة الفكرية أو السوية الفنية. ولكن للأسف لم يقيض لهذا المهرجان أن يستمر بسبب خلافات بين منظميه وإدارة معرض دمشق الدولي حيث كان المهرجان يقام على أرضه.‏

وفي عام 1972 أقامت المؤسسة العامة للسينما مهرجانا سينمائيا أطلقت عليه اسم:( مهرجان دمشق الدولي الأول لسينما الشباب ). يجمع النقاد والسينمائيون على أن هذا المهرجان, بما تضمنه من عروض وحوارات, كان بداية لمرحلة انعطاف هامة في تاريخ السينما ليس في سورية وحسب إنما في الوطن العربي, وفي تجديد نظرة الجمهور والفنانين على حد سواء إلى الفن السينمائي وعلاقته بالواقع الذي يرصده وفي أساليب التعرض إلى هذا الواقع. لم يكن لهذا المهرجان دورة أخرى ..هكذا حتى العام 1979حيث أقيم مهرجان دمشق السينمائي المتواصل في دوريته كل عامين حتى الآن يأتي كزائر منضبط المواعيد منذ أكثر من ربع قرن, يا له من زائر عنيد, لا يخذل منتظريه, يلقي بزوادته ثم يغادر بصمت. هكذا هو مواظب منذ زمن طويل مرت فيه السينما في سورية والعالم بتحولات لم تتركه دون أن تؤثر عليه, فالمهرجان الذي حمل على امتداد دوراته العشر الأولى شعار (من أجل سينما متقدمة ومتحررة) أصبح في دورته الحادية عشرة (سينما من أجل التقدم والتحرر) في محاولة لمواكبة التحولات التي كانت تجري في العالم بعد نهاية الحرب الباردة وتراجع أو اضمحلال الدور السوفييتي في العالم سياسة وثقافة وفلسفة, فالمهرجان الذي لم يغب حتى تلك الدورة السوفييت أو الكوبيين عن لجان تحكيمه ترؤسا وعضوية فضلا عن الأفلام, كان الطابع الأساس للمهرجان هو في بحثه عن سينما ذات نكهة مغايرة لما يتم إنتاجه في الغرب, وخاصة أمريكا, حيث كان المهرجان مخصصا ( آسيا, , أمريكا اللاتينية والبلدان العربية) قبل أن ينفتح منذ دورتين على دول العالم كافة باحثا عن شعار جديد له مختلف في كل دورة ..السينما تجدد شبابها, دمشق تحتضن العالم, إلى شعار دورة هذا العام..تحيا السينما. كل ذلك بعد أن أجريت تعديلات بسيطة على أهداف المهرجان, فبعد أن كانت ..(تطوير السينما الوطنية العربية والنهوض بها, ودعم اتجاه السينما الشابة الملتصقة بواقع الجماهير, والمعبرة عن قضاياها وتطلعاتها الأساسية.‏

تدعيم الاتجاهات الجادة في السينما الآسيوية والأمريكية اللاتينية, وسينما العالم الثالث بشكل عام, والتعريف بها.‏

خلق علاقة متجددة مشتركة بين السينما والسينمائيين من جهة, والجمهور من جهة أخرى.‏

بناء جسور ثقافية وفكرية بين السينمائيين العرب من جهة وبينهم وبين السينمائيين في بلدان العالم الثالث والعالم من جهة أخرى.‏

تنفيذ مهمات ثقافية وفنية وتربوية والإسهام في نشر الثقافة السينمائية.)‏

أما الآن ومنذ دورتين سابقتين فقد تم اختصار كل هذا الكلام الطنان بعبارة واحدة هي(يهدف المهرجان إلى نشر التذوق الفني وتعزيز التفاهم بين الشعوب والثقافات وتشجيع الإبداع).‏

لجان التحكيم.. من كبار المثقفين‏

استضاف المهرجان العديد من كبار المثقفين عموما والسينمائيين خصوصا في الوطن العربي والعالم في عضوية لجان التحكيم الخاصة بالأفلام الطويلة أو القصيرة الأمر الذي يساهم برفع سوية الأفلام الفائزة والمشاركة دورة إثر دورة, نذكر منهم الكاتب السوفييتي جنكيز ايتماتوف والإيطالي أندريه موريني التشيلي ميغيل ليتين الألماني مانفرد فوس واليوناني كوكويانس والهندي مرينال سنومن العرب العراقي ياسين بكري التونسيان عبداللطيف بن عمار ورضا الباهي, ومن الجزائر الكاتب الطاهر وطاروالمخرج مرزاق علواش, والكاتب السوداني الطيب صالح ومن مصر كبار النجوم والنقاد نذكر منهم (نور الشريف, أحمد زكي, نبيلة عبيد, صلاح أبو سيف, سمير فريد, علي بدرخان, أسامة أنور عكاشة..,وغني عن القول إن هذه الكوكبة من الأسماء منحت المهرجان ميزة إضافية, وتقدم لجان التحكيم جوائز أساسية ثلاث (ذهبية, فضية, برونزية) واللافت في الجائزة تبدلها عبر تاريخ المهرجان فمن سيف دمشق(الدورة الثالثة) إلى أبجدية أوغاريت(الدورة السابعة) وأخيرا إلى تمثال تعبيري من تصميم النحات مصطفى علي, وقد أضيف مبلغ من المال مع كل جائزة منذ الدورة التاسعة وحتى الآن.‏

الدول المشاركة‏

شارك في المهرجان منذ دورته الأولى وحتى تحوله إلى مهرجان عالمي على صعيد المسابقة الرسمية: خمس عشرة دولة وسطيا في كل دورة مع فيلم واحد طويل وآخر قصير باستثناء سورية ومصر بفيلمين لكل منهما, في حين ترفع سورية مشاركتها هذا العام إلى ثلاثة أفلام للمرة الأولى. أما عن الوفود المشاركة في المهرجان كضيوف فالعدد يرتفع إلى الضعف تقريبا. إلا أن الطابع العام للمشاركة لم يكن يبعد كثيرا عن مبدأ رفع العتب أو يدخل في إطار العلاقات العامة والتسويق السياسي الخارجي, حيث المخاطبة كانت من وزارة الثقافة إلى وزارات الثقافة في تلك البلدان وليس شركات الانتاج, أو الفنانين أنفسهم.‏

لكن بعد أن تحول المهرجان عن صفته الأولى ارتفع العدد إلى أن وصل هذا العام إلى 26 فيلما طويلا و40 قصيرا.‏

التكريم..وردة لخريف العمر‏

لم تبدأ ظاهرة التكريم الخاصة في المهرجان إلا بعد أن قامت به نقابة الفنانين في الدورة الرابعة من المهرجان حيث كرمت نحو ستين شخصية فنية محلية وعربية وعالمية بينهم يوسف شاهين والمرحوم مصطفى العقاد..‏

أما من الفنانين الذين كرمهم المهرجان وقام بعرض مجموعة من أفلامهم نذكر منهم: الهندي ساتيا جيت راي, المصريون, فاتن حمامة, صلاح أبو سيف,, نبيلة عبيد, البرازيلي غلوبير روشا, والكثير غيرهم.‏

التظاهرات.. عناوين عامة أم موضوعات سينمائية?‏

دخلت التظاهرات على المهرجان منذ دورته الثانية وحتى الآن فقد بدأت بتظاهرة وحيدة (السينما العربية الجادة) ووصلت في هذا المهرجان أكثر من خمس وعشرين تظاهرة تقدم نحو أربعمائة وخمسين فيلما من كافة بقاع الأرض. وقد اشتملت عناوين التظاهرات على موضوعات متنوعة بدءا من التركيز على أهمية موضوع الفيلم (كتظاهرة سينما القضية الفلسطينية, السينما العربية الجديدة! التعبيرية الألمانية, الحداثة والتجديد في السينما الفرنسية, إضافة إلى تظاهرة تجميعية يمكن أن ينطوي تحت مسماها مئات الأفلام, كتظاهرة أفلام الإثارة, أو رعاة البقر, أو السينما الصينية, المصرية المغربية..‏

وإذا ما استعرضنا عناوين هذه التظاهرات أدركنا ما يمكن أن يقدمه مهرجان دمشق السينمائي لمتذوقي الفن السابع في سورية من تنوع وأهمية وغنى إلى درجة تعجز أي فرد مواكبة عشر ما يقدم, إلا أن إدارة المهرجان وعبر تصريحات متواترة في كل دورة ترى أن على المهرجان أن يقدم مائدة غنية ولكل فرد اختيار ما يناسبه خلافا للدورات الأحد عشر الأولى حيث العدد محدود ومفروض مساحة الاختيار محدودة جدا إلى درجة يمكن لأي متابع مشاهدتها جميعاً.‏

الندوات..السينما كنقاش‏

لم تغب الندوات عن المهرجان منذ دورته الأولى فإضافة إلى الندوات اليومية والتي تناقش عروض أفلام المسابقة خصوصا كان هناك ندوة مركزية تحت عنوان كبير يتم التحضير لها قبل المهرجان وتحمل بعدا فكريا يغني السينما العربية والمشاركين في المهرجان, إلى أن قال الناقد المصري المعروف علي أبو شادي إن مهرجان دمشق السينمائي هو جزء من التفكير السينمائي الثقافي العربي.‏

نذكر من عناوين تلك الندوات: سينما القضية الفلسطينية, مظاهر التطبيع السينمائي, السينما ووسائل الاتصال ولعل الندوة الأهم تلك التي ناقشت واقع السينما العربية في الدورة الخامسة وصدر عنها أوراق بحثية تركت أثرها الكبير على العاملين في السينما العربية بقدر ما لاقت تفاعلا من الجمهور السينمائي في سورية.‏

الإصدارات ..إغناء المكتبة السينمائية‏

رافق المهرجان منذ دورته الأولى نشرة صحفية يومية تواكب فعالياته وترفع من مساحة التواصل بين إدارة المهرجان والصحفيين المتابعين من جهة وبين الجمهور المواكب, ولعل أهمية النشرة اليوم تكمن في كونها شكلت الذاكرة الوحيدة المكتوبة عن وقائع المهرجان.‏

وكانت إدارة المهرجان بدأت منذ دورته السابعة بطباعة سلسلة من الكتب السينمائية توزع خلال المهرجان تجاوزت هذا العام الرقم مائة تشكل لوحدها مكتبة سينمائية, ولا أكاد أبالع إذا قلت بأن هذه السلسلة تشكل منهجا متكاملا في النقد السينمائي لا غنى لأي ناقد او كاتب أو مثقف فضلا عن الفنان عنه.‏

وقد حرصت إدارة المهرجان على إنجاز فيلم وثائقي عن كل دورة منه, إلا أن ما ينقص المهرجان خصوصا والمؤسسة العامة للسينما عموما هو إنشاء مركز توثيقي سينمائي, أو ما يعرف بالسينماتيك فهل يضيف المهرجان هذه الدورة فضلا جديدا له على مسيرة الفن السابع في Maher_a@scs-net.org‏

">سورية.‏

Maher_a@scs-net.org‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية