|
النقل الداخلي في حلب...(90) باصاً في الاستثمار من أصل 320 مراسلون حيث تخدم هذه الوسيلة ثلاثة خطوط في حلب هي (خط القلعة وخط صلاح الدين بفرعيه الجامع والملاعب وخط سيف الدولة) وقد ينقص عدد الباصات أو يزيد بقليل بحسب الحاجة هذا إضافة إلى تخديم خطين فرعيين بباص لكل منهما ريثما يقوم القطاع الخاص بتخديمهما وهما: ( متنزه السبيل وهنانو).
إلى هنا والمسألة بشكل أو بآخر تبدو طبيعية .ولكن من غير الطبيعي هو ما توفر لدينا من معلومات حول آلية العمل في الشركة وعدد كادرها وملاكها الفائض عن حاجتها وقيام إدارتها بخطط تناقض التوجهات والقرارات وتزيد من حجم الخسائر والأسباب واهية وليست مقنعة في ظل لغة الأرقام التي هي الحكم والحد الفاصل لتوضيح الحقائق ومعرفة حيثيات الأمور الحقائق بلغة الأرقام كما هو متعارف عليه وبحسب ملاك الشركة فإن آلية العمل تنص على أن يكون لكل باص مستثمر وموضوع في الخدمة على خطوط الشبكة 5 عمال موزعين على الشكل التالي: 2,5 سائق + 2/1مفتش + إداري واحد + فني واحد ومع الأخذ بعين الاعتبار الباصات المستثمرة فعلياً 90 باصاً كما يؤكد المهندس ابراهيم محمد المدير العام للشركة وخاصة في ذروة العمل فإن النتيجة بعملية حسابية تصبح كالتالي: 90*5=450 عاملاً وهو مجموع كادر الشركة الذي يجب أن يضم في هيكليته جميع السائقين والإداريين والمفتشين والفنيين وهذا الرقم يمثل بطبيعة الحال الحاجة الفعلية للشركة من الكادر الذي يبلغ عدده حالياً ال¯ 900 عامل أي ضعف ماهو مطلوب حسابياً والجدول التالي يبين بحسب ملاك الشركة والنسب الآنفة الذكر ماهو موجود من الكادر الحالي وما هو المطلوب: سائقون 225 الموجود 350 إداريون 90 الموجود 213 فنيون 90 الموجود 237 مفتشون 45 الموجود 96 إذا وبالمقارنة يستنتج المرء أن هناك فائضاَ في الكادر الإجمالي وبخاصة السائقين الأمر الذي ينفي ما أكده المدير العام من أن الشركة تعاني من نقص في السائقين والغريب في الأمر أن الشركة رغم فائضها في العمالة المبطنة وخسائرها المتلاحقة وضآلة عدد باصاتها المستثمرة على خطوط الشبكة فإن الشركة قامت موخراً بطرح باصات خط صلاح الدين للاستثمار في القطاع الخاص,هذا الخط الذي استغرق في الماضي وقتاً طويلاً لتجهيزه وتفريغه من الميكروباصات وكان معتدلاً في إيراداته التي تجاوزت ال¯ 2300 ل.س يومياً بحسب تأكيد المصادر العاملة في الشركة نفسها وجاء في بنود الاتفاق والعقد أن يمنح المستثمر الخاص بحدود ال¯ 41 باصاً من المستثمرين في الخدمة فعلياً لقاء دفع مبلغ 520 ل.س عن كل باص يومياً والأغرب من ذلك أن المتعهد اشترط على الشركة تعيين السائقين من قبله ما يعني أن 41 سائقاً من سائقي الشركة سوف يضافون إلى الفائض والبطالة المقنعة حيث سيقبضون رواتبهم ومستحقاتهم وهم لاعمل لهم ليصبح عددهم بذلك 390 سائقاً ل¯ 50 باصاً أو لنقل ل¯60 باصاً كحد أعلى فيما إذا دخلت على الخطوط بعض الباصات الأخرى التي يجري تصليحها في رحبات الشركة وهذا مايدفعنا بالتالي إلى التساؤل بلغة الأرقام هل مبلغ ال¯ 520 عن كل باص يومياً أكبر من مبلغ ال¯ 2300 ل.س عن كل باص أم أن للأمر أسبابه الغامضة? خطط تناقض التوجهات والواقع لقد اكتنف حديث مدير عام الشركة خلال لقائنا معه شيء من الغموض حيث لم ندرِ حقيقة مامبرر الإدارة لطرح باصاتها المستثمرة ولخطوط أخرى ليست مستثمرة وغير خط صلاح الدين للقطاع الخاص كخط الدائري الجنوبي وخط رسم العبود -كويرس وربما في المستقبل القريب خط هنانو الضخم أيضاً..ومع يقيننا بأن توجهات الوزارة بحسب معلوماتنا تنص فقط على تشغيل باصات الشركة غير المستثمرة وللخطوط غير المستثمرة أيضاً للقطاع الخاص. ويؤكد السيد المدير العام أن الشركة كانت تردها كتب من الوزارة لمشاركة القطاع الخاص بباصاتها دون ذكر المستثمرة أو غير المستثمرة منها...وإزاء هذا الواقع من البديهي أن يقول قائل: إذاً ما بقي للشركة من دور حيوي وخدمي?! وهل تشير هذه الخطوات إلى بداية طريق خصخصة الشركة وسحب البساط من تحتها تدريجياً ? ثم ما مصير ال¯900 عامل في الشركة وماذا تصنع الإدارة بالممتلكات التي لديها من مقرات ومراكز ورحبات وورش وعدة وقطع غيار وأراض وأبنية بلغت قيمتها بحسب المصادر المطلعة من الشركة نفسها بأكثر من ملياري ليرة ناهيك عما تمتلكه الشركة أيضاً من خبرات ومعدات فنية ومسرب مجهز بكافة الإمكانات الفنية لفحص الباصات والذي كلف أكثر من 8 ملايين ليرة. هل نفهم من ذلك أن القطاع الخاص أقدر على تشغيل واستثمار الخطوط وحافلات النقل الداخلي من الشركة نفسها? وبالتالي هو أقدر على تحقيق ريعية اقتصادية لنفسه وليس لقطاع آخر? ثم لماذا لا يعاد العمل باستثمار الباصات إعلانياً لتحقيق واردات إضافية تساهم في تخفيف نفقات شركات النقل الداخلي وتحافظ على جمالية الباصات من حيث المظهر الخارجي? ولماذا رفض المدير إطلاعنا على نوعية وعدد العقوبات المتخذة بحق السائقين والتي جسدتها شكاوى المواطنين و هواتفهم التي تلقيناها والمتعلقة بخروج بعض الباصات عن مسار خطها بما في ذلك مماطلته في محاولة لعدم حصولنا على التقييمات المتعلقة بالسائقين والعمال المقصرين و...باختصار هناك العديد من الأسئلة التي لم نستطع الحصول على جواب شاف لها ما يجعل الشك بالتالي قائماً تجاهها ويؤكد أن في الأمر لبساً لا محال.!!
|