تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قول على قول حول الثقافة والنشاط الثقافي

ثقافة
الأحد 10/7/2005م
ديب علي حسن

لست منظرا لا في الشأن الثقافي ولا الفكري ولا في أي مجال من المجالات التي صار المنظرون فيها اكثر من الهم على القلب ولذلك قل الانجاز وكثر الفعل, وبالوقت نفسه لست اداريا يدير صرحا ثقافيا يجذب هذا ويبعد ذاك ,

ولكني متابع ربما كان جيدا للنشاط الثقافي الذي نأمل ان يزداد زخماً وغنى وتميزاً في كل بقعة من بقاع وطننا الحبيب.‏

فسورية بمساحتها الجغرافية التي هي كحالة حضارية تساوي مساحات قارة, سورية بنت اكثر من 400 مركز ثقافي, ونصيب محافظة من محافظاتها تجاوز ال¯ 120 مركزا, وهذا امر يدعو للسرور والاعتزاز. واذا ما اردنا ان نعدد الصروح الثقافية فاننا سوف نحتاج الى وقت طويل, والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تعمل هذه الصروح الثقافية كلها كما يجب? لماذا يزدهر نشاط ثقافي هنا ويخبو هناك .. الأسباب بكل تأكيد كثيرة, بعضها موضوعي ذاتي والآخر خارج عن الارادة ولكن هل نعفي انفسنا من المسؤولية ونتوقف عند سبب دون آخر .. هل نقول:‏

هذه مسؤولية وزارة الثقافة, ونعفي مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا واسرنا ووسائل اعلامنا من المسؤولية .. المسؤولية جماعية دون شك , والمصارحة تعني ان يتحمل كل منا مسؤوليته , يعلن أين وفق وأين قصر, وما المطلوب , علينا ان نمتلك استراتيجية واضحة شفافة, صريحة , ولتخضع للنقد والتقسيم والتقييم ومن ثم المساءلة الى اين وصلنا ? وما المعوقات..?‏

مسؤولية من ?‏

واذا تساءلنا مسؤولية من مثل هذه الاستراتيجية ? فدون شك ستكون الاجابة البديهية : هي مسؤولية وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب , وجهات اخرى تدعمها وتؤازرها .. ونأمل ان نرى في القريب العاجل مؤتمراً عاماً وشاملاً يجمع المثقفين والمفكرين والمعنيين بالشأن الثقافي وليكن عنوانه العريض: من اجل نهضة ثقافية شاملة..‏

واذا ما تركنا الحديث في المسؤوليات العامة وتوقفنا عند بعض النشاطات الثقافية ولا سيما معرض كتاب الطفل الذي اقامته وزارة الثقافة مشكورة في مكتبة الاسد, بالعودة الى هذا المعرض, اشير الى الحوار الجميل الذي اجرته الزميلة ميساء نعامة مع الاديبة مريم خير بك وعلي العائدي مدير مكتبة الاسد , وقد اشارت نعامة الى ملاحظات اوردتها في زاوية رؤية حول هذا المعرض وانبرى العائدي للقول: هذا رأيه وبالتأكيد الى نفي مثل هذه الملاحظات, نعم هذا رأيي وقد بنيته على ملاحظات بدت لكل زائري المعرض, فكتب الاطفال في جناح وزارة الثقافة , بدت متنافرة في الشكل وكأنها طبعت في عدة دور نشر وليست نتاج وزارة الثقافة , ومن الملاحظات ايضا على هذه الكتب, الصفحات المملوءة بالكلمات والصور الباهتة, والغلاف غير الجذاب , ويمكن لمن يريد ان يتأكد من ذلك ان يقصد أي مركز بيع لكتب وزارة الثقافة , اما قوله : ان تسعة عناوين جديدة صدرت وقد كانت موجودة في المعرض, فهذا ايضا غير صحيح ففي اليوم الاول لم يكن أي عنوان من اصدار عام 2005 وهنا اشير الى ان اصدارين من اصدارات عام 2005 موجهين للاطفال ارسلا اليّ, وهما اصداران جميلان وقد نشرنا خبرين عن صدورهما ونأمل ان تستمر مثل هذه القفزة الجديدة, ونلفت انتباه العائدي الى جمالية وتناسق اصدارات اتحاد الكتاب العرب في مجال ادب الاطفال , وكان الجناحان متجاورين مع الاشارة الى ان اتحاد الكتاب العرب لا يملك الامكانات التي تملكها وزارة الثقافة وبقي ان نقول : لماذا يحاول كل منا ان يشعر الاخر انه انجز مالا يمكن انجازه, ولولا الاطالة لسردنا او اشرنا الى مضامين كتب اطفال صدرت عن وزارة الثقافة يخجل المرء من مستواها المتدني .‏

إصدارات‏

واذا كان الامر يقتضي منا ان نشير فاننا نقف باحترام امام ما تصدره وزارة الثقافة من كتب قيمة في التراث والادب والفكر , وهذه الاصدارات يزودنا بها المكتب الصحفي مشكوراً, وهي تستحق ان تدخل الى مكتبات مدارسنا وجامعاتنا ومنازلنا, وهنا علينا ان نعترف ان الجهة التي تملك مثل هذه المكانات في الاصدار, قادرة على تفعيل وتحسين الاصدارات الموجهة للاطفال, وقادرة على عمل الكثير فلماذا تبدع مديرية التأليف والترجمة والنشر, وتقصر جهة ثانية?‏

واذا كانت جهة ما قادرة على التواصل مع المهتمين بالشأن الثقافي كما يفعل المكتب الصحفي في الوزارة فاننا نتمنى من ا لجهة المسؤولة في مجلة المعرفة ان تكف عن ارسال المجلة في البريد فما بين الروضة وكفرسوسة تستغرق الرحلة ستة أشهر, ولإكمال الطرافة ترسل المجلة الى أحد الزملاء المتوفين منذ ثلاثة اعوام وكان اديبا معروفاً ومع ذلك جميل الوفاء للأحياء والأموات..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية