وتميزت بحضور ومشاركة السيد وزير الثقافة الدكتور محمود السيد الذي اختتم الندوة بمداخلة مختصرة ومكثفة حول دور الفن في الحركة الاجتماعية وتأثيره في تعزيز الالتفاف المجتمعي حول القضايا الكبرى التي تهم الوطن واكد على متابعة الوزارة لشؤون الفنانين التشكيليين من خلال القانون الخاص الذي ينظم علاقات الفن التشكيلي بما يدفعها قدماً, والاستفادة من الكم الكبير لعدد التشكيليين السوريين مقارنة بنظرائهم في بقية دول العالم..والواقع ان مشاركة السيد الوزير تركت عميق الأثر في نفوس كبار التشكيليين فضلا عن الفنان كمال محي الدين حسين نفسه الذي عد هذه المشاركة تكريماً ورسالة للحركة التشكيلية ومقدمة لطريقة في التعامل تتجه نحو المزيد من الرعاية والاهتمام, وايلاء هذا الجانب الرعاية المفترضة.
كما عبر الفنانون الذين قدموا مداخلات نقدية حول معرض كمال حسين عن عميق شكرهم لاهتمام السيد وزير الثقافة. واكد كل من الفنان فيصل عجمي نقيب الفنون التشكيلية الاسبق لأكثر من دورة والفنان الاستاذ الدكتور غسان السباعي على شكر الدور الجديد الذي بدأ وزير الثقافة ممارسته مدشناً مرحلة وحالة جديدة في التعامل مع الفن التشكيلي وطرح التساؤلات الاشكالية عن دوره في الحياة العامة وتنمية الحس الفني لدى افراد الشعب ..وللحقيقة فقد طرح غسان السباعي وفيصل العجمي وغازي الخالدي مجموعة من الافكار والتحليلات الفنية للعديد من لوحات المعرض وطرحوا اسئلة ظلت عالقة في اذهان الحضور الذين غصت بهم القاعة الشامية في المتحف الوطني بدمشق إلا ان النقطة الأبرز التي غابت عن الندوة وكانت تصريحا لكن التلميحات طالتها في العديد من المقاربات النقدية كانت تلك الندوة ضرورة للدعوة الى اقامة ورشة عمل حول واقع الحركة التشكيلية السورية اذ يعتقد المشاركون انها تعاني تراجعاً بالمقارنة مع الفترة الماضية وهم يريدون لتلك الورشة ان تكون محطة لصياغة اسس علمية في تقويم الأداء الفني وعدم السماح لمدعي الموهبة من الطفو على السطح والحد من العبث عبر الادعاء بالانتماء الى مدارس ومذاهب فنية لا تعتمد العناصر التشكيلية الاساسية ولاتلتزم بقوانين التشريح اذ ان الانتماء الى المدارس الفنية المتعددة يجب ان يستند الى مقومات ومعارف اساسية تبنى للانتماء الى مذهب فني محدد.
فالفنان اسبق الناس احساساً واستشراقا للمستقبل من بين ابناء جيله وفق رؤية غويا, وبالتالي فإن وجود فنانين حقيقيين يعني في جانب منه زيادة اعداد المنتمين الى قائمة الأشخاص الذين ينبهون الى المخاطر المحتملة الأمر الذي يستدعي مواجهتها وتجاوزها.
الفكرة التي لم ينطق بها الحاضرون تولدت اثر مداخلة النقيب الاسبق فيصل عجمي الذي عد معرض الفنان كمال حسين حدثاً هاماً في سورية على المستوى التشكيلي في ظل الفوضى التشكيلية وبروز الكثير من التهريجات التي تستتر خلف قناع يرتدي الفن كذباً.
كما ان المتحدثين ركزوا على كون لوحات كمال حسين تمثل شيئاً فوق الواقع يغوص في كنه الحقيقة المستورة ويسعى لكشفها فكان مخلصاً لتجربته وقناعاته كاملة تاركاً اللوحات تقدم ذاتها دون ان يسعى لإيضاحها. وهو في اعماله المتعددة اختار شكلاً اخترعه لنفسه ووظف المذهب السوريالي لخدمة قضايا الوطن محرضاً المشاهد على المتابعة والتفكير فهو صاحب رأي مستقل ومسؤول وتحريضي لايعرف الحياد. وقد استخدم تقنيات متميزة اعتمدت تحطيم العناصر الاساسية واعادة تشكيلها من جديد.
لقد كان الحديث عن تجربة كمال حسين الخاصة فاتحة للخوض في واقع الحركة التشكيلية والمشكلات التي تواجه نموها وتقدمها وباعتقادي ان العامل الأهم الذي دفع الفنانين للبوح عن معاناتهم كان حضور ومشاركة السيد وزير الثقافة الذي اعاد الأمل بدور جديد يرعى الفنون ولايتدخل في مضمونها وانما يقدر الإبداع ويفرز الغث من السمين ويكرم المبدعين من خلال طريقة سهلة وهي اقتناء لوحاتهم بأسعار معقولة تجعلهم يعيشون حياة كريمة بحيث يكونون قادرين على تقديم نتاجات متجددة.