|
من الذاكرة الجولانية ..!!...(فيق) الجولان في القلب اليوم نتحدث عن مدينة جميلة تقع على الطريق الواصل مابين مدينة القنيطرة ومدينة الحمة التي تحدثنا عنها تحت عنوان (رحلة إلى الحمة) لن ننساها أبداً مادمنا على قيد الحياة.. هذه المدينة التي سنتحدث عنها اليوم هي عريقة بتاريخها عبر سنوات بعيدة جداً... فيها آثار تحكي حكاية الصمود والتشبث.. إنها مدينة (فيق). هذه المدينة التي يتجاوز عدد سكانها قبل العام 1967 ألفي نسمة, فيها الكثير من المثقفين, وفيها أيضاً مدرسة وفيها الكهرباء والماء.. عرفت هذه المدينة جيداً ولي فيها صداقات كثيرة جمعتنا الدراسة ولنا مع بعض تلك الصداقات ذكريات غالية وعزيزة...
يعمل أهالي مدينة (فيق) بالزراعة التي امتازوا بها أباً عن جد خاصة زراعة الحبوب بأنواعها.. أرضها خصبة جداً, فيها الكثير من الأشجار التي يعتني بها السكان.. أهالي (فيق) في غالبيتهم تجمعهم صلة القربى أو العشيرة الواحدة.. فيهم من عمل في وظائف الدولة منذ الخمسينيات والستينيات, لأنه كما قلت فيهم الكثير من المثقفين..
قبل حرب عام 1967 كان سكان (فيق) في أغلب تعاملاتهم مع مدينة درعا, لقربها منهم.. حتى كاد الكثير من سكان الجولان ينعتونهم بأنهم (حوارنة) نسبة إلى منطقة حوران, لكن هم في الحقيقة من أبناء الجولان الصامد في وجه كل التحديات. كما قلنا يوجد في (فيق) آثار عديدة وهذا يدل على قدم هذه المدينة, الراسخة الجذور كما رسوخ جولاننا بوجه الأعداء الغاصبين مدينة(فيق) مدينة عريقة, أهلها طيبون لهم علاقات وثيقة وجيدة مع أهالي وسكان القرى المجاورة, وغير المجاورة, وهذه العلاقة نابعة إما من صلة القربى, وإما بحكم الجوار, وإما بحكم المصاهرة, وإما من خلال العلاقات الوطيدة القائمة بين سكان الجولان. مدينة(فيق) قدمت الشهداء الكثر منذ عام 1948 وفي العام 1967 وأثناء المواجهات التي تمت مع العدو الصهيوني قدمت فيق شهداء عديدين, مثلما أسر العديد من أبنائها, ولم يعودوا إلا عندما تم تبادل الأسرى أثناء عدوان 1967 تشبث أبناء فيق بمدينتهم, رافضين الخروج منها, لكن المحتل الغاصب قد أقدم على طرد السكان إلى محافظة درعا حيث ينتظرون اليوم الذي يعود به جولاننا الحبيب إلى الوطن الأم, وهم بدورهم يعودون إلى مدينتهم.. أبناء المدينة وقبل عام 1967 التحقوا بما يسمى الحرس الوطني, دفاعاً عن مدينتهم التي تعرضت كما قلنا من قبل احتلال 1967 لعدة غارات اسرائيلية استهدفت المدنيين الآمنين لكن عزيمة الرجال لم تخفهم طائرات العدو الصهيوني.. وبقوا يقومون بزراعة أرضهم, والعمل فيها إلى أن جاء عدوان 1967.. أبناء مدينة فيق موزعون اليوم في أكثر من منطقة من محافظة دمشق وريفها, ومحافظة درعا.. جميعهم التحقوا بالتعليم وحصلوا على شهادات عالية في مختلف الاختصاصات.. هذا بالإضافة لوجود الكثير من أبناء (فيق) في مواقع متقدمة من العمل الحكومي. إن أبناء (فيق) الذين قدموا التضحيات مستعدون اليوم أن يقدموا هذه التضحيات أيضاً في سبيل استعادة جولاننا الحبيب.. الجولان الذي يعيش في قلب ووجدان كل سوري وكل عربي شريف. asmaeel001@yahoo.com
|