تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معزوفة الخوف والشك

الغارديان- بقلم: روبرت فوكس -5/11/2008
ترجمة
الأثنين 10/11/2008
ترجمة: دعد السليمان

تحولت الأشهر الأخيرة في الولايات المتحدة إلى معزوفة طويلة من الخوف والشك.

الخوف من أعداء حقيقيين ووهميين, والشك في التحالفات الإقليمية الرئيسية والبراعة في إقامة تحالفات سرية أصبحت واحدة من بعض المعالم المتناغمة التي تميزت بها الفترة الأخيرة من ولاية بوش الثانية.‏

الحليف الأحدث الذي اعتقد مرة بأهمية جورج بوش و حربه على الإرهاب , الذي تم إقصاؤه بشكل كامل من خلال سياسة واشنطن الأحادية الجانب هو باكستان.‏

إن الغارات الاستعراضية السرية على الحدود المدعومة من السلطة والتي تقوم بها القوات الخاصة في الولايات المتحدة في أفغانستان حتى باكستان, وبدون علم القيادة السياسية والعسكرية هناك, ربما تبدو بمثابة جرأة تكتيكية من ناحية الرئيس الأميركي.‏

يقول قادة الولايات المتحدة إنهم لايثقون بالجيش الباكستاني ووكالة استخبارات الخدمة الداخلية isi.‏

ويذكر الأميركيون أنه سبق للجيش الباكستاني المحلي وضباط استخبارات الخدمة الداخلية أن حذروا قادة طالبان من القوات الأميركية وأنهم أحبطوا الغارات التي شنوها على مقدسات القاعدة وحركة طالبان المزعومة.‏

كانت تلك الغارات هي الأولى من نوعها التي قامت بها قيادة العمليات الخاصة في الولايات المتحدة الأميركية منذ توقيع بوش على اتفاقية سرية في تموز بشن غارات على الحدود في باكستان بدون إشعار مسبق للسلطات الموجودة هناك.‏

المثير للاهتمام أن الغارة الأولى حدثت تماماً عندما كان آصف علي زرداري على وشك أن ينتخب كاول رئيس مدني لباكستان لمدة تسع سنوات. أياً كانت المكاسب التكتيكية التي يعتقد القادة الأميركيون بأنهم يحققونها باتباع طرق كهذه, فمن المحتمل أن يخسروا مكانتهم بسبب الجهل الاستراتيجي المطبق لهذه الأعمال الطائشة. ففي ظل القانون الدولي تعتبر هذه الأعمال عدوانية وتشكل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة. أما على الصعيد العملي, فإن أعمالهم تخلف الملايين حتى الآن من اللاجئين الأفغان الأبرياء في باكستان, وتجند قوة هائلة من المتطوعين في طالبان.‏

وذكر قائد الجيش الباكستاني أنه لم يحدث أي اتفاق سري يسمح بإجراء العمليات العسكرية الأميركية في شمال باكستان.‏

وطلب من القوات الأميركية الانصراف بعيداً, وقال: إن الحكومة المدنية الجديدة بحاجة إلى أن تحافظ على استقلالها عن واشنطن, وذكر قائد أحد الفرق العسكرية المحلية أن قواته ستقف في وجه الأميركيين.‏

على الجانب الشمالي من الحدود الباكستانية, لابد للمرء أن يتساءل عن كم المعلومات التي يوصلها الأميركيون إلى حلفائهم الآخرين فيما يتعلق بدقة عملياتهم العسكرية.‏

ولقد تصاعدت مشاعر الازدراء علنياً تجاه بريطانيا بعد هزيمتها في البصرة..افتضح أمرهم بعد روايتهم بأن الأميركيين بالإضافة إلى مايقارب 30 ألفاً من الفرق العسكرية في الجيش العراقي, حاولت إعادة النظام والأمن إلى شوارع البصرة هذا الربيع, بينماتندفع الميليشيات بقوة إلى الشوارع.‏

ليس البريطانيون والباكستانيون فحسب من يخشون من سياسة النظام الأميركي التضليلية وتماديه في التدخل بشؤون البلدان, فقبل يومين من إطلاق الرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي العنان لفرقه بالتعدي على جنوب أوسيتيا في السابع من آب, غادر الفريق الاستشاري الإسرائيلي العسكري في جورجيا تبليسي ومنذ أن توقفت (إسرائيل) عن تقديم الدعم العسكري إلى جورجيا, انخرطت في تحديث وتأهيل القوى بالتشارك مع البعثة العسكرية الأميركية. وظهر بعدها أن الروس كشفوا هذا التضليل وافتضح أمر الأميركيين لدى الكثير من القوى العالمية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية