تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بحار من (ليبرتي) ...هكذا دمرت إسرائيل سفينتنا

عن موقع- Dissident Voice
ترجمة
الأثنين 10/11/2008
ترجمة: رندة القاسم

إنني لا أكتب هذه الشهادة عني فقط ولكن عن زملائي في الملاحة أيضاً, حول ما أخبروني عن أنفسهم, أنني أنظر في المرآة وها أنا هم.

كنت بحاراً في العشرين من العمر, محباً للحياة, يستمتع بمشاهدة العالم. كان لدي زملاء ملاحة رائعون وأسرة وأصدقاء.‏

لقد كنت شاباً أميركياً يضج بالحيوية. وفي الساعة الثانية من الثامن من حزيران عام 1967 تغيرت حياتي للأبد.‏

لقد ضربت سفينتي )يو اس اس ليبرتي( بشكل متعمد همجي من قبل مانسميها حليفتنا )اسرائيل( في هجوم استمر بقدر مااستمر هجوم )بيرل هاربول( لقد كان مهاجمونا يعرفون تماماً من يهاجمون, لقد هاجم الاسرائيليون أصدقاءهم الأمريكيين فقتلوا 34 من البحارة والمارينز الشبان والشجعان وجرحوا 174 آخرين.‏

في هذا الهجوم الوحشي استخدموا صواريخاً ومدفعية ونابالم ورصاصاً مخترقاً للدروع من عيار 50 وطوربيداً ضد سفينتنا العاجزة. فقد كانت سفينتنا في المياه الدولية تقوم بما أمرتنا حكومتنا بالقيام به ولم نكن نشكل تهديداً لأي كان وخاصة إسرائيل.‏

لقد استدعت حكومتنا السلاح الجوي لنجدتنا من سفينة الأسطول البحري الأميركي ساراتوغا في سلسلة من الأوامر من الأدميرال جون ماكين إلى روبيرت ماك نامارا إلى الرئيس جونسون نفسه.‏

لقد تركنا هناك وحدنا مع الإسرائيلين ليفعلوا بنا ماتمنوا أن يفعلوه. لقد أطلقوا النيران على طوافات النجاة لضمان عدم وجود ناجين, ولكي لايبقى أحد حياً وهذا بحد ذاته جريمة حرب.‏

في ساعتي الهجوم استخدمت حكومة إسرائيل الطائرات النفاثة وقوارب الطوربيد وطائرات هيليكوبتر حاملة للجنود ضد سفينتنا.‏

لقد منحت طائرات الهيليكوبتر الإحساس بأنهم على استعداد لاقتحام سفينتنا والقضاء علينا.وغادروا بسبب رسالة خاطئة بأن المساعدة في الطريق. والذي خلفه الإسرائيليون وراءهم هو سفينة بائسة تحمل أكثر من 800 ثقب من الصواريخ والمدفعية. وآلاف الرصاصات المخترقة للدروع في جسدها مع النيران المندلعة من النابالم وفتحة بمقدار 40 في 40 قدماً من الطوربيد في الميمنة.‏

لم نرَ أي مساعدة من حكومتنا على مدار ثماني عشرة ساعة بعد الهجوم في وقت كانت فيه المساعدة تبعد من 15 - 20 دقيقة.‏

لقد كانت دليلاً مخزياً ضد الولايات المتحدة وتورطها في الجريمة مع إسرائيل بحيث تتركهم يقتلوننا جميعنا ويلقون اللوم على مصر. لقد أفسدنا خططهم, إذ لم نغرق كما خططوا واستطعنا تحديد هوية قتلتنا.‏

بعد عدة أيام من الاعتداء جاء الأدميرال إسحاق كيد إلى سفينتنا لأخذ الشهادات من البحارة الناجين وحصل على شهادتهم وأخبرناه ماذا فعل بنا أصدقاؤنا الإسرائيليون. وكان جوابه القاسي والبغيض هو أن نلزم الصمت ولانردد أبداً أي كلمة عن هذا العمل الخائن من قبل حكومتنا والإسرائيليين القتلة.‏

أوامر الأدميرال لم تأت من أحد سوى الأدميرال جون ماكين والد السيناتور جون ماكين. وكانت الأوامر تقتضي أنه إذا تفوه أي منا بكلمة عن هذا الهجوم إلى أي أحد, بما فيهم أسرنا, فإننا سنسجن بقية حياتنا أو الأسوأ من ذلك, وبالطبع علمنا جميعنا أن الأسوأ يعني الموت.‏

لقد عوملنا بهذه الطريقة من قبل حكومتنا في وقت خدمنا فيه وطننا بكرامة وشرف وشجاعة وطاقم ليبرتي هو واحد من أفضل الطواقم في التاريخ البحري.‏

لقد تشتت الطاقم وعندما انصرفت من الخدمة في الثاني عشر من كانون الأول عام 1967 لم أعد ذاك الشاب ذا العشرين الذي لاتزال حياته أمامه, إذ شعرت وكأنني في الخمسين دون مستقبل.‏

لقد تزوجت في ذاك الزمن وأنجبت طفلاً وكنت أعيش يوماً بيوم وأنا أحمل وحش ليبرتي على كاهلي, لم أشعر بالأسى على نفسي ولكن لم أكن أيضاً أحمل مشاعر جيدة حول نفسي. لم أستطع أن أحدد ماالخطأ في.‏

ذهبت إلى فيرجينيا وأخبرته بمشكلتي بأفضل طريقة ممكنة. واعتبروني إنساناً ناقماً ولم يصدقوا ماقلته فيما يتعلق بما حدث لي. لقد قالوا إنني اختلقت هذه القصة ولم يسمعوا عن ليبرتي وقالوا إن إسرائيل لايمكن أن تفعل شيئاً كهذا. ومرة ثانية خذلتني حكومتي.‏

لقد وصلت إلى الحضيض فكنت ثملاً طوال الوقت وسيئاً مع أسرتي ليس فقط زوجتي ولكن أسرتي كلها. والدي وإخوتي وأخواتي وكل إنسان, وكنت أقوم بأي شيء مدمر لحياتي, أطارد النساء دوماً وأقاتل كل من يريد أي شيء مني. لم يعد أحد يريد البقاء بقربي وخاصة زوجتي السابقة بعد ثلاث عشرة سنة من الجحيم. ولازمني أسلوب الحياة المدمر على امتداد عشرين سنة بعد الهجوم وبقيت جاهلاً لكيفية الخروج من حفرة الجحيم التي حشرت نفسي فيها.‏

ثم قرأت مقالاً بقلم الضابط البحري ستان وايت, وهو زميل في ليبرتي, وقد نشرت في روكي ماونتين نيوز لقد كنت على وشك الانهيار إذ اعتقدت أن أحداً لايجرؤ على الحديث عن ليبرتي.‏

وعلمت أنني لم أستطع بسبب الخوف من الرعب الذي زرعته حكومتنا في روحي. ثم اكتشفت فيما بعد أن بعض الناجين التقوا وتحدثوا عن الإجحاف الذي لحق بهم.‏

لقد شعرت بالراحة في اللقاء ثانية مع زملائي والاكتشاف من خلال زميلي رون كوكال أن حياته كانت أيضاً مثل حياتي وقالوا له أيضاً أن يذهب ثانية إلى فيرجينيا فهم سيساعدونه الآن. وكنت كارهاً جداً لعمل ذلك ولكنني فعلت ووجدت باباً مفتوحاً أمامي, واكتشفت أنني كنت أعاني من اضطراب مابعد الرضة النفسية.‏

كيف استطاعت حكومتنا خيانة رجالها في الخدمة والسماح لإسرائيل بقتلهم, تماماً كما لايزالوا يفعلون حتى الآن, وذلك بحمايتها? التوضيح الوحيد المقنع أن كل منهما مذنب كالآخر, إنه أمر مقرف ومعاد لأميركا.‏

لقد تزوجت ثانية منذ 25 سنة, وزوجتي لم تكن تعلم أي شيء عن ليبرتي حين تزوجتها ولكنها الآن تعلم. لكن كان من الصعب جداً بالنسبة لها العيش معي كما كان حال جميع زوجات وعائلات طاقم ليبرتي.‏

لقد حملناهم كوابيسنا بشكل يومي, ماحدث في ليبرتي حطم أناساً طيبين محبين وعطوفين.‏

إنه أمر ملوع, لماذا لاتزال عائلاتنا تحبنا? لا أعرف ولكنهم يفعلون, ويدركون الآن كم من المهم الحديث عن هذا الجزء من التاريخ بصراحة في الكتب (التي لم نذكر في أي منها) عوضاً عن الحديث عن الأكاذيب التي أجبرتنا حكومتنا وإسرائيل على تصديقها. إننا محظوظون جداً إذ مازلنا أحياء ومحبوبين من قبل عائلاتنا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية