إذن.. فكل إنسان أصبح صاحب علاقة في كل شيء عام!. وبما أن العام لا حدود له مثل المصالح الانسانية التي لا حدود لها أيضا فلا نستثني هنا إلا ما هو خاص وشخصي وفي الوقت نفسه لا يحوله صاحبه أو أصحابه إلى عام وإلا فسيصبح كل إنسان صاحب علاقة فيه وربما صاحب مصلحة أيضا.
إن هذا الاعلام العام, القوي والمحيطي في هذا العالم هذه الأيام هو لا يقدم المعلومات وحسب وإنما في معظم الأحيان يقدم الروابط يربط المصالح عقليا ووجدانيا وربما ماديا أيضا إنه يعمل على مدار الساعة وفي كل مكان في العالم ويذكرنا ذلك بالحّمام الحمصي )يفتح محلنا ليلاً نهاراً فقط( وهكذا فحين يكون لي أذن.. فأنا طرف!.. وحين يكون لي عين.. فأنا طرف!.
وحين يكون لي عقل فأنا طرف! وخذ الحدود كلها بعد ذلك إلى )سيكراب الجغرافيا(.. ذلك أن لاحدود في الاعلام ونحن وإن كنا ندرك ذلك منذ زمن بعيد ولكننا الآن نفتح العيون أكثر وخاصة بعد ظهور بل انتشار هذه الصحافة الالكترونية التي لا ترخص لها الحكومات بل ولا تراقبها أو تستطيع على الأقل أن تحصيها إنه إعلام محيطي آخر وبلا حدود وبلا قدرة لأحد على رقابته أو إحصائه في الأقل وأمام هذا التشتت المتحرر في الاعلام وفي المصالح الإنسانية التي يمثلها وينقلها وينشرها أو يمنعها وينتقدها لابد أن تحدث )المواجهة( وتكون بمثابة رد الفعل الطبيعي الهادىء, وهنا كانت النصيحة فأنت اليوم وحدك مسؤول وعليك المساهمة بتقديم ما تقتنع به في كل مجال وكأنك صاحب مصلحة وعلاقة في الوقت معاً!. بل وكأنك دولة إذا شئت قائمة بذاتها فأنا حين يكون لي أذن أو عين أو عقل فأنا طرف في كل عام وفي كل شيء فما بالك إذا كانت هذه الكمبيوترات الثلاثة لي وعندي وأملكها جميعا وفي كل وقت وحين?!.