تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الصقر : العدوان على سورية اعتداء على كل الدول العربية

الصفحة الاولى
الأثنين 10/11/2008
وألقى السيد محمد جاسم الصقر رئيس البرلمان العربي الانتقالي كلمة قال فيها:

مرة أخرى تفتح لنا دمشق أبوابها ليضمنا قلب شعبها وصرح ديمقراطيتها وهي التي سكنت منذ الطفولة قلوبنا بما رواه التاريخ عن حدة سيفها وحمرة وردها وعن ملامح واقعها ومراحم فتوحها وهي التي وقرت مكانتها في وجداننا بما عشناه معها بسماحتها وصبرها حينا وبغضبها وثوراتها حينا وبأصالة عروبتها وقدسية حريتها وكرامتها في كل حين.‏

وأضاف الصقر: مرة أخرى نلتقي برعاية وحضور سيادة الرئيس بشار الأسد ما يضع لقاءنا أمام هيبة التاريخ وحكمته ويجعل قرارنا بوحي من طموح الشباب وعزيمته فنستلهم من مكان اللقاء عبرة الماضي ودروسه ونستلهم من شخصيته الرعاية وصراحة الحوار وجرأة القرار فإليكم يا سيادة الرئيس أرفع مشاعر التقدير والعرفان لنبيل رعايتكم وتواصل دعمكم لبرلمان العرب والى الشعب السوري الشقيق ومجلسه العتيد أتقدم بصادق الشكر والامتنان لكريم الحفاوة وجميل الوفادة وحسن التنظيم.‏

وقال الصقر إن هموم أمتنا اصبحت من الكثرة والخطورة بحيث بات من الصعب على أي منا أن يقدم بعضها ويؤخر غيرها دون ان ينتابه خوف من الخطأ أو حذر من التفسير وبحيث يتعذر على أي منا أن يعرض لها جميعا دون أن يتجاوز حدود الوقت وحقوق الغير فعذراً إن قصر العرض عن الشمول والإحاطة وعذراً إن ضاق الوقت عن اتساع العبارة.‏

وقال رئيس البرلمان العربي الانتقالي إن جدول أعمال دورتنا هذه يتضمن عدة مواضيع اقتصادية ولعل هذه الحقيقة تبرر لي أن ابدأ بموضوع اقتصادي هو موضوع الساعة على امتداد الساحة العالمية كلها وهو أن الأزمة المالية العالمية أشبه بإعصار تعصف رياحه بدرجة أو بأخرى من خلال وسائل مختلفة بكل اقتصادات العالم بلا استثناء .. وإذا كانت بدايته ستطيح بنسبة غير مسبوقة من ثروات الأغنياء فإن انعكاساته أكثر مرارة ووجعاً وستستقر في النهاية على الفقراء وذوي الدخل المحدود أصحاب الأجور والمعاشات وتعويضات التقاعد.‏

لست هنا في مجال الحديث عن هذه الأزمة ونتائجها المتوقعة من حيث عودة الأسواق المالية إلى دورها الطبيعي في تمويل الاقتصاد الحقيقي ومن حيث إعادة النظر في الكثير من النظريات والممارسات والأنظمة ولكن ما يهمني في هذا الموقف بالذات هو التركيز على أمور ثلاثة.‏

أولها أن مسؤولية الحكومات عن هذه الأزمة لاتقل عن مسؤولية القطاع الخاص بل تزيد عليها, ذلك أن أهم أسباب الأزمة على الاطلاق هو ضعف الرقابة وتخلف التشريع وكلاهما مسؤولية الحكومات.‏

وثانيها أن الأزمة يجب أن تعيد لاقتصاد السوق أخلاقياته وأن تعود بدور التمويل إلى حجمه وأساسياته ولكن هذا يجب ألا يؤدي إلى تشكيكنا بحيوية وحتمية اقتصاد السوق ويجب ألا يؤدي إلى خنق الحرية الاقتصادية التي لا تتعارض إطلاقاً بل تقتضي حتما ممارسة الدولة لدورها السيادي في التشريع والرقابة والمعاقبة وبالتالي أرجو ألا تؤدي هذه الأزمة إلى نكوص الدول العربية عن برنامجها في الإصلاح الاقتصادي القائم على التعاون الكامل مع القطاع الخاص في إطار العدالة والمنافسة وتكافؤ الفرص.‏

أما ثالث هذه الأمور وأهمها فهو أن نأخذ من هذه الأزمة فرصة بتعزيز القناعة بجدوى وأهمية توطين الاستثمارات العربية في المنطقة العربية وأن نسعى إلى توجيه هذه الاستثمارات نحو الاقتصاد الحقيقي والأصول المنتجة لانها الاستثمارات الاكثر سلامة والاكثر توفيرا لفرص العمل من جهة والاستثمارات الأقدر على توثيق التكامل الاقتصادي العربي من جهة ثانية.‏

وأضاف الصقر: إن الموضوع الثاني الذي يتصل بجدول أعمال دورتنا هو التصدي للإرهاب بجميع أشكاله بما فيها إرهاب الدولة فالقراءة الصحيحة لما شاهدته العديد من الدول العربية وغيرها من أعمال إرهابية مؤسفة تكشف بوضوح أن الحركات الإرهابية تمثل غزواً من الداخل يقوم على منهج تدمير الذات من خلال عمليات قتل الأبرياء قتلاً جنائياً فارغاً من أي مضمون جهادي لايشكو من ضعف او تخلف ولايغير من موازين القوة ولايصب في مجرى النضال التاريخي للامة بل هو يعطي الخصم مبررات الإمعان في الظلم والعدوان ويجرد الأمة من أسباب القوة ويمنع تفاعلها مع العصر, ولعل اول نتائج هذه العدمية السياسية الانتحارية ما نلاحظه من خلط ساذج أو خبيث بين الحركات الإرهابية وتدميرها اليائس والحركات الجهادية الحقيقية ونضالها المشروع من أجل تحرير الأرض والإرادة.‏

وأكد الصقر أن من أهم أخطار هذا الغزو الإرهابي الداخلي أنه يوفر المبررات للغزو الإرهابي الخارجي المتمثل بإرهاب الدولة التي تمارس غطرسة القوة والقصف والاحتلال تحت لافتة محاربة الإرهاب وقال.. إذا كان استخدام القوة بحزم وعدل من أهم شروط التصدي للارهاب المنجرف وراء تدمير الذات فان تعميق مفاهيم العدل والحرية والديمقراطية هو الأسلوب الأكثر فعالية في تجريد إرهاب اليأس وإرهاب الدول على حد سواء من ادعاءاتهما الكاذبة وخطابهما المضلل.‏

وأوضح رئيس البرلمان العربي الانتقالي أنه قبل خمس سنوات تماماً وفي الثاني من تشرين الثاني 2003 على وجه التحديد التقى البرلمانيون العرب في دمشق تحت مظلة الاتحاد البرلماني العربي ليعلنوا التضامن العربي المطلق مع سورية والمساندة القومية الكاملة لصمودها والإدانة الشعبية الصريحة للعدوان عليها وتابع.. ها نحن اليوم نلتقي تحت مظلة البرلمان العربي وفي حاضنته دمشق لنجدد التضامن العربي معها والمساندة القومية لها ولنؤكد الإدانة البرلمانية للعدوان عليها وإعلاننا هذا ليس إلا تكريساً لموقف ثابت يعتبر أي عدوان على سورية عدوانا على كل الدول العربية بلا استثناء ويرى في محاولات الضغط على القرار السوري تضييقاً على الأمة العربية وانتقاصاً من حريتها خصوصاً أن هذه المحاولات لا تخدم قضية السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط ولاتؤدي إلا إلى مزيد من الإحباط وخيبة الأمل لدى العرب والمسلمين وكل مجتمعات الخير والسلام في العالم, الأمر الذي تستظله قوى التعصب الأعمى لنشر أفكارها وتكثيف إرهابها.‏

وقال: وهنا استميحكم عذراً يا سيادة الرئيس في أن أذهب إلى ماهو أبعد من تجديد التضامن وتأكيد الإدانة وتشديد التنديد لأقول إن أقوى أسلحة أعدائنا هو تفرقنا وتشتت جهودنا وضعف روح الأمة فينا, أقوى أسلحة أعدائنا هو تضخيم أنا على حساب نحن وتقديم الخاص على العام والاهتمام بالشكل على حساب المضمون والانحراف عن الهدف في زحمة الجدل حول الأسلوب وتجاوز معالم الطريق من كثرة الالتفات إلى الوراء والسير فرادى نحاذر بعضنا بدل السير مجتمعين حذراً من العدو أقول هذا لأني مؤمن تماماً بأن مسؤولية القومية للبرلمان العربي هي إذكاء روح الأمة.‏

وأكد الصقر أن إذكاء روح الأمة يتطلب أولاً وقبل كل شيء استعادة الوعي التاريخي في بناء استشراق المستقبل وأين ومتى يمكننا أن ندعو الى ذلك أفضل من أن نكون معكم الآن وفي دمشق, وقال: إن البرلمان العربي ينتهز هذه الفرصة ليتوجه إليكم ياسيادة الرئيس مخاطبا نشأتكم القومية وإرثكم النضالي ورئاستكم للقمة العربية آملاً أن تعملوا على تجاوز كل الاعتبارات والحسابات لكي يستعيد التضامن العربي كل زخمه واجنحته وعزيمته باعتباره الشرط الأول والأساسي لحفظ كرامتنا واسترداد حقوقنا ولعلي لا أبالغ إذ أقول واستمرار وجودنا.‏

وأخيراً عذراً إن تأثرت بوحي المكان وشباب الرعاية وتغلبت صراحتي المندفعة على دبلوماسيتي المصطنعة, ويسعدني ان اختم بما بدأت فأكرر الشكر لسيادة الرئيس بشار الأسد لرعايته وحضوره ولكلمته وأكرر الامتنان للشعب السوري ومجلسه العتيد لكرم الضيافة وجميل الوفادة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية