مشهد يجعلك في عالم آخر وأنت ترى الجمهور السوري يُكرم احد كبار الفن في دار الأوبرا وكيف هو الاستقبال والترحيب بعد خمس سنوات من الحرب.. مشهد يجعلك تشعر بالافتخار عندما ترى أننا لانزال نستقبل ونكرّم.. وأننا لن نحيد عن البوصلة التي تربينا عليها.
أسبوع ثقافي في كلية الآداب.. افتتاح فيلم (أنا وأنتِ وأبي وأمي) والكثير من النشاطات وفي كافة أنحاء القطر, والجميع مشاركون ومتفاعلون مع الحدث لدرجة أنك تصاب بالدهشة وأنت ترى هذا التعاطي مع الحياة.
أول أمس افتتح شهر الكتاب في بهو كلية الحقوق حاملاً معه المئات من العناوين... والقراء من كل حدب وصوب يتوافدون وينهالون على الشراء والاطلاع والمشاركة... في زمن يراهن الكثيرون أن لامكان للكتاب بيننا, بينما تثبت الوقائع أن ثمة من يتابع ويشارك وبشغف كبير.
لاشك أن مَن صمد خمس سنوات من العدوان على سورية, ومازال يعطي ويقدم هذا العطاء جدير بالحياة, جدير بأن يُقدم له الدعم والتحفيز... كي يستمر في ماهو عليه.
هذه المشاهد وغيرها من المشاهد هي صناعة سورية بامتياز، صناعة ليست وليدة اليوم أو اللحظة, بل سنين من التعب والكد والعمل... فنحن صنّاع الحضارة بلاشك والتاريخ شاهد على ماقدمناه من علوم وفنون ومعرفة... ومن فعل ذلك عبر العصور لن يتوانى اليوم ونحن في أحلك الظروف في الحفاظ على مابنيناه من شغاف قلوبنا وسنين عمرنا.
سنبقى مستمرين في العطاء ليس في نيسان وحده, بل على مدار العام, فنحن من وهبنا الحياة طعمها وللإنسانية معناها.
ammaralnameh@hotmial.com