والتي أسست مشهدا مختلفا ومغايراً عما ذي قبل أبرز محدداته وعناوينه الرئيسة انهيار عصر الأحادية والتفرد الأميركي وعودة الروسي والصيني الى الساحة الدولية كقوى فاعلة ومؤثرة على المسرح الدولي.
فالرئيس الأميركي وخلال مدة ولايته لم يظهر عجزه وإفلاسه في معالجة قضايا وأزمات المنطقة فحسب، بل أظهر خيبة كبيرة حيال إدارة تلك المشكلات والقضايا تكاد أن تتحول إلى خطيئة كبرى تضاف إلى خطايا أسلافه التي لم تجلب لشعوب المنطقة والعالم إلا الويلات والكوارث وهذا باعتراف الكثير من المسؤولين الغربيين والأميركيين.
ربما شعور الرئيس اوباما بأنه بات عبئا على بلاده بسبب سلوك إدارته المغرق في التباين والتناقض، والمفرط في التهور والخداع وتزييف الحقائق والذي أدى بطريقة أو بأخرى إلى افتضاح المشروع الأميركي برمته ووضعه على حافة الانهيار، بالإضافة الى تعزيز الصورة المشوهة للولايات المتحدة بعد أن أميط اللثام عن أدوارها الحقيقية في دعم واحتضان الإرهاب الذي بات يشكل خطرا حقيقياً على جميع الدول والشعوب وفي مقدمتها دول الغرب وشعوبها الحليف الأبرز لواشنطن.. ربما ذلك الشعور هو الذي يفسر سلوكه المترنح خلال الأشهر القليلة الماضية و الذي بات يطبعه الغموض والإحباط والتردد والاستهزاء بمشاعر وعقول الآخرين.
لكن بغض النظر عن ذلك كله فإن سلوك الرئيس أوباما يعكس والى حد كبير دخوله حالة الشلل الرئاسي التي تعفيه من كل التزاماته وواجباته والتي تدفعه إلى اللعب على عامل الزمن لجهة الإطالة عبر تقطيع أوصال الوقت سعيا لترحيل كل الملفات العالقة بعجرها وبجرها الى الإدارة القادمة ليس هروباً من مواجهة الواقع بحقائقه المرة والموجعة بقدر ماهو تجنبا للمزيد من الأخطاء والكوارث والفضائح.