تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العيد بين الماضي والحاضر

مجتمــــع
الإثنين 20-8-2012
يحيى موسى الشهابي

اٍن لعيد الفطر السعيد كما يقال والذي يسميه البعض في الكثير من الأقطار العربية بالعيد الصغير مقابل العيد الكبير أي عيد النحر صبغة خاصة لما يشكله من مناسبة لتجديد صلة الرحم واٍجتماع العائلة والأقارب حول مائدة واحدة وأطباق متنوعة من المأكولات التي تختلف من بلد لآخر ...

ففي سورية يقسم السوريون شهر رمضان المبارك الى ثلاثة أقسام أو أعشار الأول يسمى اٍرواء العرق أي للأكل والشرب والثاني لشراء الخرق للكسوة والملابس والثالث لصر الورق حيث كان الناس يغلفون الحلويات بورق الزبدة الأبيض .....ويعتبر العشر الثالث مرحلة الاٍستعداد لاٍستقبال العيد حيث تسود العائلة حالة من الاٍستنفار في البيوت والمخابز والمحلات التجارية ويصبح مظهر الصواني التي تحوي كعك العيد والحلويات أمرا مألوفا في الشوارع والأزقة وما من زقاق اٍلآ وتشتم منه رائحة زكية تنتشر من كل البيوت حيث تشعرك ببهجة العيد ناهيك عن اٍجتماع الأهل والأصدقاء والجيران لتحضيرها وتقوم كل واحدة من النسوة بإثباب جودة صناعتها والتباهي بعدد الأنواع التي تصنعها والأشكال والطعم وكل ذلك بإحتفالية أشبه ما تكون بمعرض ولذلك اٍعتبرها البعض جزءا من المظاهر التقليدية للاٍحتفال بالعيد ورمزا للسعادة والبهجة لدى الكبار قبل الصغار حتى أن البعض لايعتبر العيد عيدا اذا لم يترافق مع كعك العيد حتى أن الخطيبة تتباهى أمام خطيبها بصنع يدها ويتم تبادلها وما إن يثبت العيد حتى تبدأ الزيارات والمعايدات من الأصدقاء والجيران،أما ليلة العيد فقد ترتدي المحلات حلة ناصعة من الأنوار ومظاهر البهجة عبر الزينات وإنارة المآذن والمساجد والحارات التي تقلب الليل نهاراً وترى البسطات في كل مكان وتحضر العرسان هداياها من الذهب كشكل من أشكال العيدية .‏

وإن كانت هذه الظاهرة الإجتماعية في سورية هي ذات جذور تاريخية ومصدر للبهجة والسرور فإنها بحق مظهراً تراثي آخذ بالتلاشي رويدا رويدا نتيجة تزايد محلات الحلويات المتنوعة فإنها تعبر عن تغير في منظومة المجتمع ككل كيف لا وكل شيء تغير حتى الأحاسيس ومشاعر الألفة والمحبة تبد لت وباتت المصالح المادية والمآرب الشخصية هي سيدة العلاقات الاٍجتماعية والأسرية حتى أن الزيارات كادت تنعدم وأصبحت مقتصرة على الأقرب فالأقرب وأصبحت الهواتف ووسائل الاٍتصال هي سيدة الموقف ،‏

أما ونحن في أيام العيد اٍذ نستذكر ليلة العيد في السابق وأفراحها نتضرع الى الله عز وجل أن يعيد الأمن والأمان على بلد الأمان سورية ويحفظ أبناءها ويجفف الدموع وينهي آهات الثكلى والأرامل رغم كل الجراح التي عانيناها والآلام التي عانيناها والخسائر التي تكبدناها .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية