على أن يجعلوا يوم عيد الفطر السعيد مناسبة للتواصل
وزيادة جرعات المحبة والألفة لإعادة الألق لحياة التعايش والتناغم بين أبناء الوطن الواحد.. الثورة التقت عدداً من الأخوة المواطنين وحاورتهم حول هذا الموضوع في العديد من المحافظات.
**
مناسبة لزيادة التواصل بين أبناء الوطن الواحد
دمشق- ثورة زينية:
المواطن سميح السكري يقول: رغم كل ما نمر به كسوريين من ألم ومعاناة نتيجة الأوضاع الراهنة في بلدنا إلا أننا مؤمنون بهذا الوطن وبأنه سيتخطى أزمته ويخرج منها إلى بر الأمان مضيفاً أن العيد هذه السنة يحمل غصة وألماً في قلوبنا جميعاً وعدد كبير من العائلات في مختلف محافظات ومدن وسورية فقدوا أحبة لهم وقد لا يمر العيد بديارهم إلا أننا يجب أن نتفاءل ونحتفي بعيد الفطر السعيد وندعم بعضنا لنلتقي أكثر وتتقاطع آمالنا في حماية وبناء هذا الوطن والدفاع عنه فسورية الجميلة ستبقى جميلة مهما حاولوا تشويهها.
المواطن جميل أبو حمد: للعيد بهجة تختلف عن أي مناسبة أخرى إلا أن البهجة هذا العام ممزوجة بألم وحرقة على ما يجري على أرض الوطن والدماء التي تسيل نتيجة ما يحدث لكن يجب علينا أن نحول هذه المناسبة المباركة إلى فرصة للتواصل والتحاور بيننا وتدعيم أواصر المحبة ليخرج وطننا معافى سالماً من أزمته.
المواطنة أم سامر: رغم وجود هذه الأعداد الكبيرة من الناس تتسوق للعيد إلا أن قلوبهم ليست مسرورة كما هي العادة بفرحة العيد فقلوبنا حزينة ومتألمة لما يجري والعيد هذا العام لن يزور بيوتاً كثيرة في سورية لكننا لن نغير عاداتنا بالاحتفاء بهذا العيد المبارك ربما سنختصر الكثير من طقوسه إلا أن روح العيد ستبقى حاضرة بقوة لأنها تمنحنا الكثير من الطاقة لمنح المحبة والخير لمن حولنا.
المواطنة رجاء يوسف: نزلت إلى السوق لشراء الألبسة لأطفالي الثلاثة وشراء الحلويات والشوكولا احتفاء بعيد الفطر السعيد رغم أننا لسنا كما هي العادة من البهجة والسرور المعتادين بقدوم العيد بسبب ما يحدث حولنا من أحداث مؤسفة على أرض سورية لكن الشعب السوري شعب حي محب للحياة ومتفائل بمستقبله رغم كل أنواع السواد التي يحاول الآخرون صبغ حياتنا بها لهذا نقول للجميع اجعلوا هذا العيد فرصة لنراجع حساباتنا ولنتأمل من المستفيد مما يجري وعندها سيأتينا الجواب الذي نعتقد أنه سيعيد لنا ألفتنا ومحبتنا وتعايشنا.
المواطن راغب ساعاتي: بأي حال عدت ياعيد؟ تكاد الكلمات تعجز عن التعبير عن مكنونات ما يعتمل في صدورنا من الألم والحزن على دماء السوريين التي هدرت في الأشهر الماضية بفعل تدبير أيد خبيثة تريد بوطننا السوء وأصدقكم القول أنني واحد من السوريين الذين لن يحتفلوا بعيد الفطر نظراً لجو الحزن الذي يسود عائلتنا التي فقدت أكثر من شخص في الأحداث على مدى الأشهر الماضية إلا أنني كمواطن سوري أتمنى أن سيكون هذا العيد يوماً يعود فيه الكثير من السوريين إلى أنفسهم ويعاودوا التواصل مع إخوانهم السوريين في نفس الوطن ليبدؤوا مسيرة جديدة لبناء ما دمر واصلاح ما خرب.
**
نتحدى من يحاول هز ثقتنا بسورية الأم
اللاذقية - الثورة:
قالت السيدة نهاد صالح للعيد هذا العام طعم آخر ولون يتجلى فيه الله تعالى على عباده الصالحين يمنحهم الخير والطمأنينة رغم أن هذا العيد له خصوصية مع ما تشهده سورية من حرب كونية ولكن الله يعطي الطمأنينة لقلوب الصالحين ومن هنا سنعيد وسنربط صلة الرحم بين الأقارب والأصدقاء وسنتجاوز هذه المحنة وسنتحدى كل من يحاول أن يربكنا أو يهز ثقتنا بقوة سورية. وعن العيد والتحضيرات أوضحت: هذه المرة حاولت أن أصنع حلويات بالمنزل لطقوسها الخاصة التي افتقدناها ورغبت بالعودة لها لأعيد أيامنا التي مضت وافتقدنا الأمن فيها وأتمنى أن تعود سورية أقوى من السابق وأن يعود ألقها.
أما السيد نزار قبوش قال: كل ما يمر على سورية لن يثنينا عن أن نعيش حياتنا الطبيعية وقد عملت برنامجاً للعيد سنذهب أنا وعائلتي لأعيد أقربائي وأهلي وأصدقائي وجيراني وسنذهب إلى المتنزهات فاليوم نحن بأمس الحاجة للتماسك الاجتماعي ولصلة الرحم وأتمنى لوطني كل الخير وأن تنتصر سورية على أعداء الله ووجه في النهاية المباركة لجيش سورية ولشعبها وقائدها في هذا العيد والرحمة لشهدائنا.
بدورها قالت السيدة رولا حسين لكل عيد خصوصية وعيد الفطر يتميز بخصوصيته فبعد صيام شهر تفرج على الصائمين وتفتح أبواب السماء لدعائهم وستنتصر سورية على الحرب الكونية التي يشارك فيها أعداء الله والحق. في هذا العيد سنلتقي الأهل والأصدقاء والذي يحلو العيد بهم وتمنت السيدة رولا أن تتلاشى تلك الغيمة السوداء التي مرت فوق سورية وأظلمت لياليها وقالت الرحمة لشهدائنا الأبرار والتحية لجيشنا البطل ولسورية ولشعبها.
**
تجديد للنفس ويوم للغفران والتماسك
القنيطرة – خالد الخالد:
بنهاية شهر رمضان المبارك وحلول أيام عيد الفطر تعم الأفراح بين جميع أفراد المجتمع لذلك هذا العيد له خصوصية وأهمية لأنه يجمع الناس بقلوب نظيفة تتسم بالمحبة والتراحم والتواصل ودفن عوامل الفرقة والشحناء والابتعاد الاجتماعي.
ولسان حال أبناء القنيطرة يقول في أي حال جئت يا عيد، ورغم ذلك فالتفاؤل بغد مشرق وبأمل جديد يملأ صدورهم ويحثهم على بذل المزيد من الجهد لتأكيد اللحمة الوطنية والمحافظة على النسيج الاجتماعي الذي تتميز به محافظة القنيطرة.
ففي هذا العيد تتضافر الجهود كافة إلى التواصل الاجتماعي بشكل حميمي يفيض بمشاعر السعادة وكسر عوامل الابتعاد والكل من كبار وصغار يندمج في الفرح ويظل العيد مصدر فرح وابتهاج عند جميع شرائح المجتمع.
وقال أحمد جريدة:العيد يوم مختلف عن باقي الأيام فهو جديد بصباحه المشرق الجميل، والناس، ومظاهر الفرح تبدو واضحة ففي العيد يتزاور الناس بعد ان قل الاهتمام بالتواصل وغابت الجدية وضعفت الروابط وتدنى الحماس للزيارات والمواعيد وانه المناسبة التي نعيد فيها علاقاتنا الاجتماعية التي فقدت بريقها القديم بسبب التطور السريع والمشاغل ومطالب الحياة، والعيد فرصة متاحة لكل انسان للتعبير عن السرور والسعادة والفرح والمحبة الى الاقارب والاصدقاء وقبول الآخر من كل الطوائف والديانات ونبذ الأحقاد والكراهية والعداء.
أما الحاجة أم محمد الخطيب فقالت: العيد مناسبة لتعزيز العلاقات الودية بين الاقارب والاصدقاء ومهما تكن المناسبة دينية او وطنية فهي فرصة لترفيه الراحة وتوثيق العلاقات الاجتماعية بين العوائل والاقارب وتحل الخصومات التي حدثت في السابق وهي تعزز الفرح والسرور والعلاقات الودية بين افراد المجتمع.
راما الخالد أكدت عندما يأتي العيد تبدأ الرسالة الخاصة بالطاقة البشرية تتسع الى أفق ينسجم مع المفاهيم الاجتماعية والإنسانية، فالعيد هو اللحظة الجميلة للصفاء والمشاركة بأشياء تجلب المتعة والسرور كل حسب سنه وطريقة تعامله مع العيد.
بدوره زياد السلوم أوضح أن العيد تكثيف زمني للعمر فيه نتأمل انفسنا لنكتشف مسارات جديدة ونغير الدلالات القديمة التي استهلكتها العادات، العيد ان نجدد انفسنا، ان نبحث عن معنى جديد لسنين تتسابق معنا حتى لا تعطينا فرصة الفوز بالحياة. وقال: العيد أن نفتح صفحة جديدة نكتب فيها ما نشاء من حروف وقصائد ونرسم فيها وجوها أخرى نعطيها الفرصة لان تكون معنا حتى عتبة جديدة من البقاء، العيد هو ان نغفر، في العيد علينا ان نراجع أنفسنا ونجعل الحب شعاراً لحياتنا المقبلة وللأعياد لدى الشعوب معان ودلالات وخاصة الدينية التي تدعو الى التسامح والمحبة.
**
قادرون على تجاوز المحنة وطرد الفتنة
الرقة - محمد جاسم الحميدي:
وها هو ذا العيد قرع بابنا لنعيش أياماً علها تزيل المعاناة القاسية والشاقة، الجافة والساخنة ولتغسل قلوبنا من الحقد الضيق إلى رحابة الحب الواسع، الفسيح الأرجاء..
التقت «الثورة» عدداً من المواطنين في مناسبة عيد الفطر السعيد، المواطن أحمد السعيد قال أثبتت مدننا التي ازدحمت بتنوعها الجميل أنها قادرة على المحبة، وقادرة على التواصل، وقادرة على الفرح الكبير يعطف على الصغير، والصحيح يؤاسي المريض، والناس يتمسكون بثوابتهم الوطنية التي أرسى دعائمها السيد الرئيس بشار الأسد.
وقال المواطن ابراهيم الموسى: الوفاء للوطن والمجد للشهداء... علينا أن نتجاوز محنتنا، ونمتنع عن تهديم منازلنا وحرقها، وأن نمد أيدينا إلى بعضنا بعض، فتأخذنا بالأحضان ولنستعد أيامنا الجميلة، ولنقف جنباً إلى جنب لمصلحة الوطن الأبقى حيث يتدافع الشعب سليل الحضارات والأمجاد والنضالات التي تصل دروبها إلى الشمس.
وقال المواطن عيد الدرويش: ان أيام العيد تعيد صياغة كياننا ووجودنا فنطرد الفتنة حتى لا تفتننا ولا تمزقنا، وهي ترسل بأبناء الوطن الواحد رسائلها التي تدل على التكاتف الاجتماعي والتعاضد الذي لا مثيل له والأهداف الثابتة.
بدوره المواطن عبد الله الابراهيم قال: تلامس أيام العيد أعماق قلوبنا، وهي ترفض الهجمة الإعلامية الغربية، والفتنة التي قادتها العصابات المسلحة التي تريد النيل من صمود قطرنا، وها هي ذي تؤكد أن مؤامرة القنوات المغرضة، ومن وراءها فشلت فشلاً ذريعاً بفضل تلاحم الشعب مع القائد.
وقال المواطن سائد الخليل: أيام العيد هي أيام الفرح والإيمان، لذلك علينا أن نستثمر هذه الأيام أصدق استثمار، ولتكن محبتنا للوطن محبة متبادلة تظل تتجدد عند اللزوم، وهي تعبر عن أن المؤامرة الخارجية فشلت، إذ لا جماهير لها مادامت كل الجماهر مع الوطن دعماً لمسيرة الحب والإصلاح والحوار الشامل.
**
عودة المحبة والتآخي
حمص- الثورة:
يبادر الناس في الأعياد إلى الغفران والتسامح ونسيان الأحقاد لأن العيد يعني المحبة والتآخي، ونحن اليوم وفي ظل الأحداث التي عاشتها ومازالت تعيشها سورية، ما أحوجنا إلى التسامح والعفو وإبعاد العنف بكل أشكاله، فالسوريون وبكل مكوناتهم يتمنون أن تنتهي هذه الأزمة بسلام وأن يعم الخير على الجميع، المواطنون في حمص تمنوا أن يكون العيد مناسبة للوقفة مع الذات ومراجعة الحسابات لكي تعود سورية كما كانت بلد المحبة والخير والتآخي.
السيدة شذا إبراهيم قالت: أتمنى أن يحس الجميع بمعنى وقيم العيد التي تتلخص بالمحبة والتسامح والغفران ومراجعة الذات للوقوف عند الأخطاء والتراجع عنها والمبادرة إلى التصالح مع الذات ومع الأخرين ، كما أتمنى عودة الأمن والأمان إلى كل المدن السورية وعودة السلم الأهلي والتوافق والتآخي بين كل الشرائح الموجودة في المجتمع السوري وأتمنى أن تهدأ النفوس لتعم الفرحة خلال أيام العيد وأن نتناسى جراحنا وآلامنا ونفكر بالقادم من الأيام لأن الزمن لا يتوقف.
السيد عمار محمود: تقتضي معاني العيد أن يبادر الجميع إلى نسيان الأحقاد والترفع عنها ونحن اليوم بحاجة ماسة إلى تمثل هذه القيم لتعود العلاقات بين شرائح السوريين كافة كما كانت وليعم السلام والحب بين الجميع.
السيد هلال رمزي قال: أتمنى ونحن قادمون على عيد الفطر السعيد أن نعود في حمص وفي سورية كما كنا وأن يعود الأمن والأمان إلى البلد، لتصبح الحياة طبيعية كما كانت من قبل وفي كافة المدن السورية لأن العيد يعني التسامح والمحبة والغفران والتقرب من الله عز وجل.
السيد سليمان الأحمد: أتمنى أن تسود المحبة بين الناس جميعاً ويكون العيد القادم فرصة للجميع لكي يقفوا مع أنفسهم ويبادروا إلى تصحيح الأخطاء للمساهمة بعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الأزمة التي تشهدها سورية.
إن سورية بلد الخير والمحبة ومن المؤسف أن يحصل فيها ما حصل، لذلك نأمل أن تكون الأيام القادمة فرصة ليعرف الجميع أن سورية تتسع للجميع وبكل مكوناتهم وشرائحهم.
السيدة غنى قالت: أتمنى أن تهدأ النفوس وتلتئم الجراح وأن يعود الأمن والأمان إلى مدينة حمص المعروفة بسكانها الطيبين وأن يتوقف العنف بكل أشكاله، ليس في أيام العيد فقط وإنما في جميع الأيام لتعود المحبة والتآخي والتسامح بين الجميع.
إن كل الرسالات السماوية أوصت بالمحبة وبالتآخي والتسامح بين الجميع، ونحن اليوم بحاجة إلى العودة إلى هذه القيم لأننا شعب يريد أن يعيش بسلام وأمن واستقرار وبهذه المناسبة أتمنى أن تعمل الجهات المعنية لإعادة العائلات التي هجرت من منازلها، وليكون العيد خيراً وحباً على الجميع.
**
نتعاون على مسالك
الخير والبر والفلاح
السويداء - رفيق الكفيري:
قال الشيخ ياسر أبو فخر رائعة هي الحياة والأروع منها أن نلتقي في رحاب الهدى والنور على بساط الحب الإنساني النبيل في أيام أرادها الله رحمة ومغفرة وعتقاً من النار أنها أيام عيد الفطر الذي يجمع على موائده عباده الصالحين فتغتني النفوس وتغتسل بالطاعات وكرائم الأعمال فهذه المناسبة الجليلة حيث يجتمع فيها الصادقون المؤمنون على الصفاء وعشق الأوطان وقد انجلت من القلوب الضغائن والأحقاد لتعرش على صدورنا ياسميناً وإخاء وتسامحاً حملته إلينا تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وسنته النبوية المطهرة التي تبني ولا تهدم وتجمع ولا تفرق وعندما نشم نفحات هذا العيد السعيد ومعانيه السامية لا نجد أسمى من وقفة مع الذات وصحوة للضمير بكلمة طيبة وحوار نبيل من طهر الإسلام وسماحة العقيدة وروعة القيم العربية الأصيلة كي نتعاون على مسالك الخير والبر والفلاح وتتألق أزاهير المودة والسلام وتنشر أريجها على ضفاف الحياة وخفايا النفوس التي أرهقها القتل وسفك الدماء البريئة بعد أن تعطلت لدى البعض قيم الحياة وتسطحت الأفكار والعقول في متاهات الفتنة المقيتة والمؤامرة الدنيئة التي باعدت بين النفوس اللاهثة خلف أهوائها الجامحة كحاطب ليل وحاصد شر زلت به قدمه إلى المهاوي السحيقة وعذابات الأخرين من الأبرياء وأضاف الشيخ أبو فخر قائلاً : كأني بأطفالنا وفلذات أكبادنا يقولون: أما أن للفطر السعيد وأنواره اللطيفة ورمضان المبارك أن يكون برداً وسلاماً وفرحاً وبهجة نتفيأ ظلالها الوارفة بألوان العيد وأراجيح الفرح فنقول لهم بعون الله سبحانه وتعالى ستعود البسمة إلى شفاههم وترتسم معالم السعادة على وجوهنا وربوعنا وجراحات هذا الوطن الحبيب لابد أن تندمل بعد أن تقيحت ألماً وحسرة والمؤمن الحق لا يقنط من رحمة الله وستبقى سورية موئلاً للجميع ووطناً للجميع بعد أن باركها الرحمن بالكتاب المسطور وقدسها الأنبياء من غابر العصور وحرستها أجنحة الملائكة بالمحبة والنور سائلين المولى سبحانه أن يعيده على الجميع ونحن بأحسن حال وأهنأ بال وكل عام وأنتم بخير.
وأكدت السيدة ميادة مرشد أن عيد الفطر عيد للمحبة والنقاء والصفاء والتسامح والتآخي بين أبناء الوطن الذي يتعرض اليوم لمؤامرة دنيئة وحاقدة تستهدف النيل من وحدتنا الوطنية ونموذج العيش المشترك الذي نعيش وعلينا أن نغلب العقل في عيد التسامح ليعم الخير والسلام على بلدنا المنتصر بإذن الله على الظالمين والحاقدين الذين يضمرون الشر والعدوان لنا جميعاً.
**
ســنحافظ عليـــه رغم الغصـــة التــي تمــلأ قلــــوبنا
طرطوس – ربا أحمد:
أسواق طرطوس عجت بالناس تحضيراً للعيد، محافظة الوفاء والمحبة ما تزال تقف صامدة وتحافظ على جمال أعياد الوطن وفرحة أطفاله ولمّة أهله.. المحافظة التي احتضنت في ترابها مئات الشهداء واكتست نساؤها سواد الوداع، ما تزال ترى أن للعيد مكان.
جنان الجردي (موظفة)، تقول: «سنحافظ على العيد ولو في قلوبنا غصة، اشتريت ملابس العيد لأطفالي، والحلويات للمنزل، وسنتجه إلى قرانا لمعايدة الأهل كالمعتاد».
بينما عبد اللطيف (سائق) أشار إلى أن الأزمة التي تعيشها بلادنا تجعلنا في حالة ترقب وقلق دائمين وتنسينا العيد وبهجته، ويتساءل: كيف سنجعل أولادنا يتجهون إلى الحدائق كما كل عيد، ولم نعد نشعر بالأمان بعد أن استباح هؤلاء المسلحون شوارعنا وحدائقنا، وزرعوا الموت في كل مكان؟؟
وعند سؤال عدد من الشباب عن مكان العيد اليوم، لفتوا إلى أن محافظة طرطوس من المحافظات التي حافظت على هدوئها ومحبتها، والسوق أكبر دليل على الحياة الطبيعية التي يعيشها الناس، ولكن يبقى الوضع الأمني، والحزن الساكن في قلوب الناس على الشهداء والدمار حاجزاً أمام الفرحة الكاملة، ويعتقدون أن الابتهاج سيكون ظاهرياً فقط.
وأن الزيارات والسيارين وارتياد المطاعم سيكون محدودا جداً،سواء نتيجة الأوضاع الأمنية أو بسبب الغلاء وسوء الأوضاع المالية لدى العائلات.
يارا مفلح (طالبة) نوهت إلى وجود شهيدين بين أقربائها، والحداد يعم العائلة، وتعتقد هو حال الكثير من العائلات، فالعيد هذا العام سيمر دون الأفراح والابتهاجات المعتادة.
شراء الحاجات الضرورية للعيد هو السبب في ازدحام الأسواق، حيث تؤكد مي سلمى أنها اشترت كافة حاجات العيد من حلويات وملابس، سوف تعيش العيد على طبيعته لأن السوري يؤمن بالحياة، وبالفرح، ولن يستسلم لأي ضغائن وأحقاد، وتدعو لحملات تطوعية لزيارة عوائل الشهداء الأبطال.
علي محمد (بائع) أكد أن الحركة التجارية جيدة جداً، والعيد بطرطوس يحافظ على بعض رونقه كمحاولات الحفاظ على أمان طرطوس، ومشتريات العيد من ملابس وأحذية وغيرها كانت لا بأس بها وخاصة للأطفال.
أما روعة (أم لثلاثة أطفال) أشارت إلى أن العيد لن يمر عليها، فهي جاءت من حلب ريثما يعود الأمان، وبالكاد جلبت معها بعض الملابس، ولا ترى بالعيد بهجة هذا العام والحزن والخوف يعتريها على زوجها المقيم في حلب، بينما المسلحون يعيثون فيها فساداً ودماراً..
وبنفس السياق حال المدرسة سهى أم لثلاثة أطفال العيد بالنسبة لها ولأولادها أن يعود الأمان والاستقرار وتعود حياتها الطبيعية، فالعيد وملابسه آخر أولوياتها أمام حالها الصعب اقتصادياً ومعنوياً.. وتضيف قائلة: «بالمقابل أنا فرحة من الأمان الموجود بطرطوس وحركة العيد الكبيرة في هذه المحافظة، متمنية ان يعود العيد بالأمن والمحبة إلى قلوب الجميع»..
وشاركت أم محمود تمنيات سهى، وهي المعتادة على عمل الحلويات بالمنزل، يعتري قلبها وجسمها السواد على وداع ابنها الشهيد الذي رحل وترك ابنه الصغير.