حيث بعض حكام العرب يتحدثون عن الديمقراطية والحرية وهم أبعد ما يكونون عنها هم والعثمانيون الجدد وكذلك الدول الغربية ولا سيما فرنسا التي ساهمت في إدخال العالم العربي في أتون الفوضى مع منظرين وفلاسفة بائسين من أمثال برنارد ليفي الأب الروحي للوبي الصهيوني في باريس التي راحت تفوح منها رائحة العفن بدلا من العطر، والذي يحث الرئيس الفرنسي لضرب سورية كما فعل ساركوزي بليبيا حيث رجعت إلى العصر الحجري، ويدعو إلى حلف بين الجامعة العربية وتركيا للتدخل العسكري من خارج مجلس الأمن الذي راح يتباكى عليه ليفي. ولكن يعرف قادة الغرب أن الحرب على سورية ليست نزهة. وهذا ما حذر منه وزير الدفاع الألماني توماس ميزيير حيث قال من الصعب إدخال الجنود في معركة غير معروفة النتائج، وأن فشل الخيار الدبلوماسي لا يعني اللجوء إلى الحرب أوتوماتيكيا.
والأعراب التابعون لأميركا يحثون الخطا تحت سياط واشنطن في سبيل تدمير سورية وكان لهم أن جمدوا عضوية سورية في منظمة التعاون الإسلامي التي غدت أسيرة أميركا كون الدول الممثلة فيها نجد على رأسها حكام سلموا بلادهم في معظمهم للخطط الأميركية وقد رأينا زعماء تلك الدول في المؤتمر ولو قرأنا تاريخهم فقط في العقد الأخير فسنعرف لماذا لا يجرؤون على قطع علاقاتهم مع إسرائيل التي تستبيح أحد أهم الرموز الإسلامية «القدس»
العبرة ليست حرية ولا عدالة بل لان سورية تقف حجر عثرة بوجه المشروع الصهيوني بتهويد فلسطين كاملة والإبقاء على الأراضي العربية المحتلة بحوزتها ولأن سورية لها مشروعاتها الاقتصادية التي لا تلائم المشروع الأميركي، فالاتفاق الثلاثي بين سورية وإيران والعراق على إنشاء خط نفط في عام 2016 لنقل النفط الإيراني لا تتحدث عنه الدوائر الغربية ولما كانت تركيا تحلم أن تصبح دولة عظمى لم يرق لها هذا المشروع وتريد إسقاط سورية التي تشكل منعطفا نفطيا تحلم تركيا بالسيطرة عليه وخاصة أن سورية تقع في قلب معادلة البحار الأربعة وكل الدول المتآمرة على سورية سعت من خلال العقوبات وتسليح الجماعات الإرهابية إلى منع أي مستثمر من القدوم للعمل في هذا المشروع، وكذلك هناك غاز المتوسط قيد الاكتشاف ما بين قبرص وسورية.
ولا شك أن صمود سورية جعل تركيا في حالة جنون مطبق لأن ثمة كابوساً أمام حلمها العثماني الجديد، وخاصة أنها تجادلت كثيراً قبل موجة ما يسمى الربيع العربي مع دول الخليج عن خط النفط آنف الذكر الذي اقترحت أن يربط بين القاهرة وعمان وبيروت وبغداد لذلك بدأت موجة تخريب العالم العربي وإسقاط الأنظمة لأن الدول ذات السيادة ولا سيما الدول المقاومة ترفض استغلالها وإنقاص سيادتها. وسورية بصمود جيشها وشعبها ستحبط المؤامرة الامبريالية عليها وستحبط المخططات التي تهدف إلى تشظية العالم العربي الذي تسعى أميركا إلى وضع قيادات إخوانية عليه ممن يتعايشون مع النساء الغربيات في الغرب الذي يستقبلهم لديه ويتعاملون مع إسرائيل لتدمير بلدانهم وتضخيم رؤوس أموالهم بالعمالة ولا يعون أن الدول الامبريالية التي تصنع القرارات التآمرية ستلقي ببعضهم في خارج حدودها مع تجميد أموالهم ما إن وصلت إلى غاياتها وستنصب قلة منهم مجرد دمى على رؤوس دول هشة، كما لا يعرفون أنهم وعصاباتهم مجرد عصابات « كونترا» جديدة لها مهمة في العالم العربي وستنتهي بمجرد وصول الغرب إلى غاياته.