ترجم الى الفرنسية ونشر تحت عنوان: «دفاتر القيامة الان» وقد أرفق بنسختين مسجلتين للفيلم الذي استوحى منه هذا الكتاب مادته الأولى الى جانب مراجعته حيثيات خلفية الحرب الأمريكية في فيتنام.
الحرب التي هزت الوجدان العالمي وحركت الشارع الأمريكي ضد سياسة واشنطن العدوانية تجاه شعوب العالم الثالث وقد وجدها المؤرخون حدا لمرحلة استعمارية غربية مع نزول الصين الشعبية الى الساح والتي أصبحت اليوم قوة عظمى في أقل من نصف قرن،وتتوقف تلك اليوميات ليس فقط عند حرب فيتنام بل عند حرب أهلية في الفيلبين وعن ذلك تقول أليانورا:
لقد حرمت زوجي من استخدام الحوامات التي كان قد اتفق عليها مع الجهات المسؤولة في الأرخبيل فتداعيات الحرب الأمريكية في فيتنام كما تكشف الكاتبة أدت الى حرب أهلية في فيلبين دفعت هذا المخرج لانتاج الفيلم الذي يعتبر فيتنام السينما الأمريكية كما يقول الكتاب الوثائقي.
ألم يحصد فيلم «القيامة الان» السعفة الذهبية عام 1979 ويفتح صفحة جديدة في الفن السابع ؟
تلك الملحمة السينمائية التي صنعت حدثا وعرت التزامات نخبة من المثقفين اليساريين في بلاد العم سام الذين وقفوا ضد تلك الاعتداءات الأمريكية على بلدان العالم الثالث بدءا من الهند الصينية، أيضا يندد الكتاب بعد الفيلم بالممارسات القمعية والقتل والابادة الجماعية التي مارستها قوات البنتاغون في تلك المنطقة من العالم وتضيف هذه الدفاتر بعد عام 1979 فصولا جديدة تشمل انطباعات حول ملابسات كتابة السيناريو وتصوير الفيلم اضافة الى انطباعات هذه الأديبة اليسارية عن تيار تقدمي كان ينشط في الشارع الأمريكي.
وحيث تقع فيتنام عند نقطة تقاطع الصين والهند و أندونيسيا يفيد الكتاب عن أهمية ودور الفيتكونغ وهي المقاومة الشعبية الفيتنامية التي أثارت اعجاب العالم خاصة أليانورا وزوجها مع عدد من المثقفين اليساريين الغربيين وعن ذلك يشير الكتاب بالقول:
لقد دشنت الحرب الباردة حين زجت واشنطن بثقلها العسكري في المعارك الدائرة في تلك المنطقة بتزويد القوات الفرنسية المحتلة لفيتنام بالسلاح والأموال وسرعان ما أدى هذا التدخل الى تقسيم الهند الصينية الى كامبوديا ولاغوس وفيتنام بجزأيها عام 1954 مع زيادة البنتاغون للمستشارين والخبراء الأمريكيين والتقنيين وعملاء CIA في فيتنام، لكن الفيتكونغ سرعان مادفع القوات الأمريكية والفرنسية للدفاع عن نفسها حيث أمر جونسون بالهجوم العسكري على فيتنام الشمالية وارسل قوات البنتاغون الى سايغون عام 1968 ليصل عدد تلك القوات الى نصف مليون مع وصول نيكسون إلى البيت الأبيض.
وهنا يسلط الكتاب الوثائقي الأضواء على انسحاب القوات الأمريكية اثر هزيمة ديان بيانغو أواخر نيسان 1975 مع سقوط سايغون وتسلم حكومة هانوي السلطة.
لكن لماذا رفض نجوم مثل ستيف ماكوين وروبرت ريدفورت وجاك نيكلسون دور البطولة وكيف دمر الاعصار ديكور الفيلم الرئيسي ؟
لقد لعب مارتن شين دور البطولة لكنه أصيب بأزمة قلبية خلال التصوير وهنا عانى الاخراج من مشاكل عديدة.
تقول أليانورا: ان آلة الحرب كانت ثقيلة جدا على الطاقم لأن التفجيرات واستخدام النابالم وأجواء المعارك كانت أقرب الى الحقيقة وهذا ما دفع كوبولا لأن يتقمص شخصية أبطاله ويلر وكورتيز وتحول الأمر الى كابوس بالنسبة للعائلة كلها.
اليوم تبدو هذه الوثائق شهادات ليس عن الفيلم فقط انما عن التغيرات التي عرفتها منطقة الهند الصينية انذاك وكان على طاقم الاخراج أن يعيش الحرب تماما كي يعطي الصورة الحقيقية وهذا ما تصفه أليانورا في الكتاب حين تتحدث مطولا عن الصواريخ التي كانت تنهال على موقع التصوير وعن القنابل المضيئة.
أما الصحافة الأمريكية فقد انتقدت الكتاب ومؤلفته وزوجها لأنهما يصوران الجنود الأمريكيين في عربدتهم وهمجيتهم.
تقول أليانورا: اني خائفة... لقد ذهبت يا زوجي بعيدا وتقمصت شخصية كورتيز الشرير في الوقت الذي وصل فيه فرنسيس الى قمة فنه.