تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكلاســــيكي الراســــخ

رؤيـــــــــة
السبت 14-1-2012
أديب مخزوم

يوم خطا الباحث والناقد الموسيقي الراحل فاهيه تمزجيان خطواته الأولى في عالم التصنيف والتحليل الموسيقي الكلاسيكي، كان واضحا أنه سيفرض نفسه، ويتبوأ موقعا متميزا،

ويحقق بصمته الخاصة في الإعلام المقروء والمرئي والمسموع عبر متابعاته المستمرة والمتواصلة للحفلات الموسيقية النخبوية، التي كانت تقام عندنا. حيث ارتكز منذ البداية على القاعدة الموروثة، التي قامت عليها تجارب كبار الموسيقيين العالميين، منذ عصر الباروك الى الكلاسيكية فالرومانتيكية والكلاسيكية الجديدة وصولا الى التأثيرية، حيث كان يعيد الى ذاكرتنا، التراث المتوهج لفرق موسيقية كبيرة وقادة أوركسترا مبدعين، متمعنا في قراءة وتحليل الأداء الأوركسترالي برؤى المؤلف الموسيقي، وبحذافير النوطة، وبمشاعرالمايسترو والعازفين.‏

لم يكن فاهيه تمزجيان رتيبا كالآخرين، كان يبحث في ساعات الاستماع الطويلة، عن مادة للقراءة أفصح من الإيقاع السمعي، عن تحديث رصين في الجملة الموسيقية لايقلد الأصل ولا يفترق عنه، عن حوار بين العازفين والنص الموسيقي الخالد، كان يتوق الى مؤثرات عاطفية، مولودة من ينابيع وجذور تراثية مختلفة، كان يبحث عن اسلوب سمفوني يستعيد الماضي برؤية الحاضر.‏

كان فاهيه تمزجيان يسترسل مع معطيات الآلات الوترية والنحاسية، في نشوة عارمة، ليشارك الإنسانية، في وقار واحترام وخشوع وتعبد، وكان يعيد قراءة مايسمع على مستويين ثقافي وروحي، وذلك لتعميق إحساسنا بالموسيقا السمفونية الخالدة والمستمرة منذ قرون، مؤكدا ماقيل عنها بأنها: حديث الروح و قيثارة السماء.‏

كان فاهيه تمزجيان الذي ودعنا في آخر العام المنصرم، يدرك أننا نستطيع توسيع دائرة الاستماع والاهتمام بهذا الفن الراقي أسوة بالفنون الأخرى، هو الذي وهب أهم سنوات عمره، للارتقاء بالحساسية السمعية لدى جمهور لايزال في بداية طريق التذوق الفعلي للموسيقا الكلاسيكية، حتى اننا نستطيع القول ان جمهور الموسيقا السمفونية لايزال يمارس عندنا كمظهر من مظاهر الترف الاجتماعي والثقافي.‏

(facebook.com(adibmakhzoum‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية