الساعة المائية بسيطة جداً تتألف من صنبور يسقط قطرات الماء على ميزان، ومن وزن الماء يعرف كم ساعة مضت، كذلك الساعة الرملية فمتى تم تساقط الرمل مضت ساعة وعرفت ساعة المكحلة في جزيرة صقيلية العربية.
وفي الأمر أن الخليفة هارون الرشيد(القرن الثاني الهجري) أهدى شارلمان ملك فرنسا ساعة دقاقه أثارت إعجاب الملك ودهشة رجال البلاط الفرنسي واعتبرها العلماء أعجوبة الزمان، وعدها العامة سحراً بداخلها العفاريت والجان، وسبب رنة الساعة العلمي هو دوران الآلات الموقوتة بداخلها، فإذا حان الوقت المناسب ترن الساعة.
وأشهر ساعة هي ساعة المسجد الأموي المائية في باب الساعات الشرقي.
الساعة بحاجة إلى غرفة طولها أربعة أمتار، وللساعة أبواب صغيرة على عدد ساعات النهار، فعند انقضاء ساعة من النهار تسقط بندقتان من النحاس في فم بازيين يقفان على طاستين من النحاس.
الساعة بحاجة إلى رجل مدرب على صيانتها في النهار وخادم في الليل يشرف على المصباح وعلى زيته.
ثم ظهرت الساعة الشمسية المزولة حيث يعرف الوقت بها من الظل، طولها متر ونصف وعرضها متر ويعرف الوقت من ظل الشاخص على مدرج، في جامع الحنابلة في حي الصالحية مزولة، واشتهرت في مسجد الشيخ محي الدين في حي الصالحية ساعتان شمسيتان إلى يمين ويسار الداخل إلى المسجد.
وفي بناء شوربة الشيخ محيي الدين ساعة شمسية تطل على الطريق العام، والحاجة ماسة للساعة لمعرفة أوقات الصلاة وشهر رمضان.
وقد اشتهرت مدينة دمشق بساعاتها،فساعة المدرسة القيمرية وضعت على بابها،والمدرسة بالقرب من باب جيرون في المسجد الأموي، وقد أنشأ المدرسة الأمير ناصر الدين، بن عبد العزيز القيمري وظلت تعمل حتى عام660هـ واشتهرت ساعات ابن المزلق، وهو من كبار تجار مدينة دمشق، الساعة الأولى كانت عند المدرسة الصابونية بعد جامع السنانية(طريق الميدان) والثانية كانت على باب السوق المغطى لابن المنزلق(مكان جامع السنانية حالياً).
وهذه الساعات كانت من العجائب العلمية، وبعد قرن من ساعات ابن المزلق جاء ابن الشاطر أشهر فلكي في القرن الثامن الهجري من درب الطيار قرب المسجد الأموي ورئيس المؤذنين في المسجد الأموي فاخترع المربع العلائي الذي سماه باسمه(علاء الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم) طور به آلات الحساب لتكون أسهل استعمالاً.
ثم اخترع (الربع التام لمواقيت الإسلام) لمعرفة دخول الأوقات الشرعية، إن آلات ذلك الزمن وساعاته لا تفي بالغرض مثل: الاسطرلاب(مرآة السماء) و الشطازية والزقالة والأرباع المقنطرة.
في عام 737 اتصل الأمير المملوكي(بغا الأشرفي) بابن الشاطر وطلب منه اختراع اسطرلاب لتحديد أوقات الصلاة فاخترع صندوق المواقيت الجامع لأعمال المواقيت وفيه اسطرلاب صغير سهل الاستعمال، وقد اكتسبت هذه الساعة شهرة وغلا ثمنها.
ثم صمم ابن الشاطر آلة جامعة لجميع أعمال الفلك التي يحتاج إليها الموقت في كل مكان وسماها الآلة الجامعة وصنع ساعةً نحاسيةً صغيرةً هي الآن في المكتبة الأحمدية بحلب.
ثم صنع الأمير المملوكي منجل ساعةً شمسيةً امتازت بالدقة والسهولة(767هـ) سماها البسيط وقد تزينت دمشق الشام حين وضعها، وفي المتحف الوطني بدمشق شبيه بهذه الساعة من الرخام، كذلك في مئذنة العروس في المسجد الأموي.
إن الحاجة ملحة إلى ساعة صغيرة سهلة الاستعمال، فاخترع ساعة جدارية بطول ثلاثين سنتيمتراً تعرف بها الساعات الزمانية وهذه الساعة هي أساس الساعات الجدارية التي انتشر استعمالها، وقد اشتهرت هذه الساعة ووصل ثمنها إلى مئتي درهم فضي، وقد قامت النهضة الفلكية الأوروبية على مؤلفات ابن الشاطر.