لكن هذا الركود يتلاشى لدى استقبال المحافظة لمهرجانات مسرحية مركزية ولحسن الحظ استقبلت طرطوس أكثر من دورة للمسرح الجامعي خلال السنوات السابقة.. الأمر الذي أسعد عشّاق هذا الفن فيها فغصّت بهم صالة المسرح وضاقت بهم أيضاً.. مع العلم أن العروض المسرحية التي تقام أيضاً تجد الكثير من المتابعين.. وكذلك مسرحيات الهواة من بعض الفرق الطرطوسية..
وفي هذا الجو من الركود يصبح من الطبيعي لأي كان التعاطف مع أي عرض مسرحي طرطوسي ففي طرطوس الكثير من المواهب التي تبحث عن دور لها في هذا الفن وبالتالي تحفر لنفسها طريقاً نحو الاحتراف وطريقه الشاق.. والسؤال هنا ما الذي يحدث مع «فرقة طائر الفينيق»؟ ولماذا تتكرر حكايتهم سنوياً أو عند الحديث عن المسرح بشكل عام.. ولماذا لم تحل هذه المسألة منذ أن طرحت لأول مرة ؟ فالمشكلة هذه كتبت عنها سابقاً ومنذ خمس سنوات تقريباً (في الثورة) ولا أنكر حماستي للكتابة في ذلك الوقت لأسباب كثيرة.. الآن ماذا حدث ولماذا تعاد المشكلة نفسها مرة أخرى؟!
أبواب مركز ثقافي طرطوس «مغلقة»
يقول فؤاد معنا مؤسس فرقة طائر الفينيق: مهرجان طائر الفينيق المسرحي لهذا العام بدورته الثالثة ومنذ بداية الشهر الثالث بدأنا التحضير له وحصلنا على الموافقة النهائية من المحافظ لإقامته على الرصيف البحري للكورنيش وأثناء التواصل مع الفرق المسرحية (داخل وخارج القطر) اقترحوا أن يكون المهرجان ضمن صالات مغلقة..
ولحرصنا على المشاركة قدمنا للمحافظ كتاباً آخر عن طريق عضو المكتب التنفيذي المختص نطلب فيه إقامة المهرجان في المركز الثقافي العربي بطرطوس.. وهنا تبدأ المعاناة (على حد تعبيره) فمدير المركز رفض استقبال النشاط.. ويتابع معنا: عدنا للمحافظة مرة أخرى وثالثة وتم تحويلنا إلى المسرح القومي (صالة سعد الله ونوس) وهنا أيضاً لم ننل الموافقة بحجّة أننا فرقة للهواة.. وبينما ننتظر الحل (فوجئنا)- هكذا حرفياً يقول- بموافقة المحافظ على إقامة النشاط في ثقافي صافيتا..
ولأن الحل في طرطوس استعصى علينا كما يقول السيد معنا قدمنا كتاباً للسيد وزير الثقافة نطلب فيه حجز المركز الثقافي مع طلب الموافقة على إعفائنا من الرسوم.. وفعلاً وافق الوزير «مشكوراً» وحسب الأصول.. سجّلنا كتاب الوزارة في ديوان مديرية الثقافة تحت الرقم 2074/و تاريخ 14/9/2011 وتم تحويله للمركز الثقافي أصولاً وبكتاب رسمي.. ورغم ذلك - كما يقول - ثمة من قال له إن الكتاب لم يسجّل وبالتالي تأكد أن أبواب المركز مغلقة رغم جهود مدير الثقافة.
«المهم» قدّم المهرجان في المركز الثقافي العربي بصافيتا وحضر ممثل المحافظ وعضو المكتب التنفيذي المختص.. ويتساءل السيد معنا: ما هو دور مديرية الثقافة مع تسجيل الشكر للوزارة؟
ويكيل صاحب الشكوى الكثير من الاتهامات لمديري المركز الثقافي والمسرح القومي.. ويستغرب بقاءهما رغم الشكاوي الكثيرة على مدى السنوات السابقة.. آملاً في الختام أن يكون في طرطوس عرض مسرحي يومي مؤكداً أن هذا الحلم قابل للتطبيق لما في طرطوس من خامات فنية.
قومي طرطوس يرد
مدير المسرح القومي بطرطوس ونقيب الفنانين فيها قال رداً على الاتهامات السابقة: التجمع الفني الذي يطلق عليه اسم تجمّع طائر الفينيق ويديره السيد فؤاد معنا مخالف للقانون للأسباب التالية فهو غير مرخّص من أي وزارة أو جهة رسمية ووجوده مخالف للقوانين والأنظمة ومن يعمل تحت اسم مخرج لهذه الفرقة ليس عضواً نقابياً ولامتمرناً ولاحاصلاً على إذن بالعمل من نقابة الفنانين ولذلك لايجوز ممارسته لعمل مسرحي دون أخذ الموافقات المطلوبة من النقابة.. ويضيف مدير القومي: من يعملون تحت اسم ممثلين في هذه الفرقة ليسوا أعضاء ولامتمرنين ولاحاصلين على إذن بالعمل من نقابة الفنانين لذلك أيضاً لا يسمح لهم بالعمل إلا بعد أخذ الموافقات المطلوبة.
ويؤكد حمود أن هذه المجموعة وغيرها لا يحق لها العمل وتقديم العروض بحجّة أنها تمتلك موافقات على النص من وزارة الثقافة وكذلك موافقة لجنة المشاهدة لان هذه الموافقات لا تغني عن توثيق عقود العمل لها في نقابة الفنانين.. انسجاماً وتطبيقاً لنص المادة /21/ من القانون /13/ لعام 1990 الذي ينص على عدم إجازة العمل إلا بموجب عقد خطي مسجل من الفرع المختص مع التأكيد على كتاب وزارة الثقافة رقم 3910/711 تاريخ 4/2/2007 وتعميم نقابة الفنانين المركزية رقم /96/ تاريخ 5/2/2007 المتضمنين عدم استقبال الفرق المسرحية الخاصة على مسارح المراكز الثقافية ما لم تكن هذه الفرق مزودة بكتاب من نقابة الفنانين يسمح لها بالعرض.. وكذلك كتاب وزارة الثقافة رقم 38174/711 تاريخ 4/2/2007 وتعميم نقابة الفنانين رقم /97/ تاريخ 5/2/2007 المتضمنين عدم حجز المسارح التابعة لمديرية المسارح لأي عمل فني إلا بعد تقديم كتاب من نقابة الفنانين يسمح لها بالعرض وعدم تشغيل أي فنان في الأعمال المسرحية التي تنتجها مديرية المسارح ما لم يكن مسجلاً على قيود نقابة الفنانين..
وحول ضبط هذه الحالات قال مدير المسرح القومي بطرطوس: تتولى الجهات العامة المعنية قمع أي مخالفة لأحكام القانون /13/ لعام 1990 في مادته /80/ بناء على طلب شفوي أو خطي من النقيب أو رئيس الفرع أو من يفوض بذلك من قبل مجلس النقابة وحرصاً من فرع طرطوس لنقابة الفنانين وتطبيقاً لنص المادة /4/ من القانون /13/ البند الخامس الذي ينص على تنظيم ممارسة المهنة ورفع شأنها وكذلك نص المادة /30/ البند /17/ الذي ينص على أن النقابة تشرف على العروض الفنية في الأماكن العامة لتحقيق أهدافها وفق القانون.. وفرقة طائر الفينيق كما أسلفنا غير مرخّصة ومخالفة لكافة الشروط..
حبيب إسماعيل مدير المركز الثقافي العربي بطرطوس قال: بالنسبة لأي عرض مسرحي في المركز الثقافي أولاً يحتاج موافقة وزارة الثقافة المبنية على موافقة لجنة قراءة النص ولجنة المشاهدة بعدها يتم التنسيق مع المركز الثقافي لاختيار الموعد المناسب شرط عدم تعارضه مع أنشطة أخرى.. ونحن نستقبل أنشطة مسرحية كثيرة حسب شواغر الصالة عندنا ولا نمانع أحداً عندما يستوفي شروط العرض وفرقة طائر الفينيق لم تستوف شروط العرض.
أخيراً
فيما سبق نقلنا وجهتي النظر ولكننا وبموضوعية نسجل هذه الملاحظة من حق أي عامل بالحقل الثقافي أن يتذمّر ويشتكي رغم أن ما تقدمه الدولة في هذا الإطار كبيرو كبير.. ومن حقّ أي عامل في الشأن الثقافي الإبداعي مهما كان مستوى الإبداع عرض إنتاجه للجمهور وهذا ما نتمناه ونريده لفرقة طائر الفينيق ومسرحياتها.. ولكن شرط التقيد بالقوانين والأنظمة أقلـــّه حتى نعدل هذه القوانين إذا كانت ظالمة والسؤال هنا لماذا لم تسجّل الفرقة صاحبة الشكوى في نقابة الفنانين ولم ترخّص رغم أنها تعمل منذ أكثر من عشر سنوات.. ولماذا علينا وضع اللوم على الآخرين إذا كنا نحن لا نلتزم بالقوانين؟
من واجبنا تجاه المبدعين أو العاملين بالحقل الثقافي رعايتهم والتعاطف معهم ولكن أليس عليهم واجب التقيد بالأنظمة والقوانين ؟ وهل من مصلحة الثقافة أن تترك على غاربها كأننا في حالة (كل مين إيدو إلو) ؟
نقول ذلك في الوقت الذي لا نبرر فيه لمن رفض ويرفض عروض الفرقة في صالتي المركز الثقافي بطرطوس والمسرح القومي طالما توجد موافقة خطية من وزير الثقافة الذي يتحمل مسؤولية موافقته وليس غيره.