حيث تصيب الطفل نتيجة لتلك المشاكل حالات من الخمول الدائم والصراخ والخوف الشديد المصحوب بالبكاء مما يخلق عند الأهل الشعور بالخوف والرعب على أولادهم بسبب عدم معرفة الأسباب والعلاج.
التربية الخاطئة..
ويرجع الاختصاصيون مشكلات النوم عند الأطفال أحيانا الى الضغوط النفسية والتوتر وكذلك الإرهاق الجسدي نتيجة اللعب الزائد أو العمل الشاق أو بسبب أسلوب التربية الخاطئ آو بسبب الحرمان من حنان الأم وعطفها ،وأيضا في حال وجود مشكلة أسرية أو بسبب الرغبات المكبوتة أو الشعور بالذنب أو الخوف من الوقوع في الخطأ، أو قد يكون مردها الى أسباب صحية كفقر الدم واختلاف الهرمونات وذلك بسبب سوء التغذية و تأثير بعض الأدوية بالإضافة الى تغيير مكان النوم فبعض الأطفال لا يحبون التغيير بطبعهم وتربطهم علاقة قوية بسريرهم وغرفتهم .
ومن أسباب أرق الأطفال في الليل سماعهم للقصص المرعبة أو مشاهدتهم للأفلام المخيفة بالإضافة الى تلك الأساليب الخاطئة التي يستخدمها الوالدان مثل ضرب الطفل قبل النوم أو تهديده أو سماعه كلاما يزعجه أو تخويفه أو إطفاء جميع الأنوار وحرمانه من أشياء يحبها كحرمانه من دمى يحبها ويشعر بالإنس معها ، الى جانب خوفه من عوامل المناخ الخارجية كالبرق الخاطف أو صوت الرعد والمطر الغزير ، والخوف من الذي ينتج عن تخويف الاهل كأن يقال له (هناك عو يريد أن يأكلك) فيطلب النوم بغرفة والديه، أو قد يكون خوفه نتيجة نزاع داخلي لديه لا يستطيع التعبير عنه كأن تكون لديه مجموعة كبيرة من الأسئلة المتعلقة بكل شيء يدور حوله لذلك لابد من محاورته والاجابة عن كل تساؤلاته إن بلغ سن التمييز .
تنوع المشكلات ..
وتتنوع مشكلات النوم عند الأطفال بين النوم الانتيابي الذي يرافقه حركة سريعة للعينين حيث يستيقظ الطفل ويغدو صاحيا خلال وقت قصير متذكرا عادة محتويات الحلم ، وهذا النوع من النوم يجعل الشخص قوي الذاكرة لما رآه في نومه من أحلام وغالبا ما تظهر هذه الحالة عند الإناث دون الذكور، وهناك أيضا المشي أثناء النوم حيث تزول هذه الحالة شيئا فشيئا أثناء تقدم الطفل في العمر، وكذلك هناك نوبات الذعر الليلي التي تصاحبها ارتفاع حرارة الطفل والتعرق والتسرع في خفقان القلب حيث يبدو عليه الخوف واضحا ويرافقه سير أثناء النوم مما يعرض الطفل للأذية ما يوجب على الأهل عدم تركه لوحده، كما أن حالات الفزع الليلي تميل للتراجع من تلقاء نفسها وقد يكون لها صلة بحادث رضي مؤذ أو بمشاهدة فيلم مخيف أو بسبب حضوره شجارا أسريا وتصيب الذكور أكثر من الإناث ، وهناك أيضا الكوابيس التي تختلف عن حالات الذعر الليلي ويكون الطفل قد شاهد حلما مزعجا ويستطيع تذكر تفاصيله وغالبا ما تحدث نتيجة إزعاج الطفل قبل النوم ونتيجة رؤيته الرعب وغير ذلك فيبدو الطفل خائفا جدا لشعوره بمعايشة ما رآه ولاعتقاده بأنه حقيقي ويصحو مستجيبا لمحاولات إزالة الخوف من قبل والديه ولكنه يجد صعوبة في العودة للنوم مرة أخرى، و هذه الحالة تزول مع تقدم الطفل بالعمر ولا بأس من التردد على غرفة الطفل بين حين وآخر أثناء النوم لاضفاء جو من الأمان والطمأنينة عليه وينصح بوضع كأس ماء قرب سرير الطفل وإضاءة الغرفة بنور خافت.
الحنان والحب ..
كما يلاحظ أحيانا عند بعض الأطفال بكاؤهم أثناء النوم ،حيث من الخطأ أن نستخدم معهم العنف والتخويف والترهيب بل لابد من معرفة سبب ذلك فقد يكون بسبب جوعه أو ضيق ثيابه أو تبوله واتساخ ثيابه، وكذلك قد تكون ارتفاع درجة الحرارة سببا لبكائه فلابد أن تكون الغرفة معتدلة وينصح أن تقوم الأم بحمام الطفل ليلا لينام نوما هانئا ،وأيضا هناك الحالات المرضية التي تصيب الطفل كالمغص والسعال.
ويؤكد التربويون أن من الأمور بالغة الأهمية لدى الطفل الذي يواجه هذه المشكلات أن يقوم الأهل بتشجيعه على النوم من خلال قراءة بعض القصص و الحكايا له، اما إن كان صغيرا جدا فمن الأفضل وضعه في حضن الأم حتى ينام، كما يتوجب على الوالدين إشعاره بالحنان الشديد وتعليمه ان وقت الذهاب الى الفراش هو وقت سعيد ومرح، كما يجب على الأم تجنب ثورات الغضب أمام اطفالها والبعد عن اللوم والتهديد والسماح للطفل الاصغر بالنوم مع احد أشقائه والسماح له بترك باب الغرفة مفتوحا وبإشعال الضوء طوال الليل حتى لا يخاف، وأيضا أن لا تترك الأم طفلها ينام طويلا في النهار كي لا يصاب بالأرق ليلا ويعتاد السهر الذي يؤثر على صحته النفسية والبدنية وتنبيه الطفل قبل ساعة نومه بقليل على أن ينهي ألعابه وتنظيم وقته ويجب على الأهل وضع بعض الألعاب على سرير الطفل لتدخل على نفسه السرور وتساعده على النوم ، وكذلك تجنب وضع السرير في مكان يرى من خلاله الظلال أو تحريك الستائر ومن الضروري أن تكون الساعات السابقة لنوم الطفل هادئة خالية من الشجار والانفعالات مع الطفل أو داخل الأسرة وتبني مواقف مفعمة بالهدوء والتفهم مع السعي لجعل وقت نوم الطفل منتظما وعدم تشجيع الطفل على النوم بغرفة والديه بل بغرفته الخاصة.