قرية عين الجاش لم يبخل أبناؤها بدمائهم كرمى لعيون الوطن ولكل حبة تراب من ترابه الغالي وما استشهاد المساعد أول البطل عماد عزيز محمد إلاّ عربون وفاء ممّن عاهدوا الله فصدقوا وما بدّلوا تبديلا .
عند زيارة منزل الشهيد كانت صورته تزين مدخل القرية بعينيه الحالمتين بالخير والسعادة والواثقتين بحتمية النصر على هذه العصابات المأجورة التي تعيث فساداً في ربوع وطننا المعطاء.
ومن منزل عائلة الشهيد عماد كان لأهله هذه الكلمات الكبيرة التي تعبّر عن مدى حب الوطن وعن التربية الوطنية التي تلقاها الشهيد على يد والده السيد عزيز محمد الذي تحدث عن عماد قائلاً : والله تعجز الكلمات أن تصف أولئك الأبطال الميامين الذين ضحّوا بدمائهم في سبيل عزة ومنعة وكرامة هذا الوطن.
وأبرز والد الشهيد أن الوطن هو الأهل وهو العرض وهو الوالد والولد وهو الذي يستحق كل شيء لأن من لا وطن له لا كرامة له ولا هوية له لا يستحق الحياة و الوطن هو الهواء الذي نتنفس وهو الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي .
وقال والد الشهيد: كان عماد باراً بأهله مخلصاً لوطنه مندفعاً إلى أشد درجات الاندفاع , لم يكن يسمح للخوف من أن يتسلل إليه ، كانت الضحكة لا تفارق عينيه, كان واثقاً من نفسه ومن حتمية النصر في النهاية وأنا إن فقدت ولدي الغالي الذي لا يعادله شيء سوى تراب الوطن فإنني أتمنى من الله أن يتقبله شهيداً في فسيح جنانه وأن يحمي لنا هذا الوطن وسيد هذا الوطن الرئيس بشار الأسد, راجياَ أن يتكرم السيد الرئيس بإنشاء مدارس لأبناء الشهداء في المنطقة الساحلية .
والدة الشهيد السيدة ليلى خليل حاولت أن تمنع الدموع لكنها بعد صمت قليل تغلبت على حزنها لفقد فلذة كبدها وقالت : كان عماد حنوناً علينا جميعاً, كان يعامل الجميع وكأنه مسؤولاً عنهم و كانت ابنة أخته مريضة وتحتاج إلى الدم فكان هو المتبرع الدائم لهاو قبل استشهاده لم أره لمدة تزيد عن الثلاثة أشهر لكنه كان دائماً يتصل بنا ويطمئننا على نفسه ويطلب منا الدعاء للوطن وللجيش و عماد لا تستطيع الكلمات أن تعبّر عن رجولته وعن صدقه وعفويته ومحبته للوطن ولرفاقه.
زوجة الشهيد السيدة ريما خليل تحدثت عن عماد الطفل الذي يتعامل مع أولاده وكأنه في مثل سنهم:فقد كان مثالاً للأب والأخ والزوج والصديق وكان باراً بوالديه محباً لوطنه ولرفاقه و كان يتصل بي يومياً ولكن في الليلة التي استشهد بها لم يستطع أن يتصل,وعماد كان قوياً رابط الجأش لم يفكر في أي شيء إلاّ بالوطن وبكيفية الخروج من هذه المحنة.
وقالت: لقد حدثنا رفاقه عن اندفاعه وعن بطولته في التصدي لعصابات الغدر والخيانة .. رحم الله عماد وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يلهمني الصبر والعزيمة على مواصلة الطريق كي أقوم بواجبي في تربية روان وحيدر لأنه كان مصراً على أن يكونا في عداد المتفوقين .
زوجة أخ الشهيد السيدة جميلة غانم تحدثت عن الشهيد البطل بالقول: كان عماد أخاً للجميع وكان عطوفاً علينا جميعاً ويتصل بزوجي ويوصيه بالأولاد وبالمقابل كان زوجي يطلب منه ذلك لأن زوجي أيضاً يخدم في هذا الجيش البطل ,لقد رفع الشهيد عماد رأسنا عالياً باستشهاده لأن هذا الوطن يستحق منّا كل غال في سبيل صون ترابه والحفاظ على كرامته من شر أولئك الحاقدين الغادرين الذين لم يمتلكوا أدنى درجات الشرف والكرامة والوطنية.
وعن روان وحيدر ولدا الشهيد عماد فقد تحدثت أم حيدر عن اعتزازولديها بشهادة والدهما وحدثتنا كيف أن رفاقهما في المدرسة ينظرون إليهما بكل احترام ومحبة .
والشهيد عماد عزيز محمد من مواليد الدريكيش قرية عين الجاش 1969 متزوج وله ولدان روان في الصف العاشر وحيدر في الصف السابع استشهد على يد عصابات الغدر في محافظة دير الزور.
للشهداء الذين جادوا بأرواحهم وبدمائهم الطاهرة الف الف تحية ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم في فسيح جناته مع عباده الصالحين .