تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


انحراف عن المسار

حدث وتعليق
الخميس 20-10-2011
ناصر منذر

يبدو أن جامعة الدول العربية قد وصلت إلى مرحلة من الضعف والوهن إلى درجة أنها باتت تعمل ضد مصالح أبنائها,

وانحرفت أهدافها بفعل التمادي الأميركي والغربي في الهيمنة على قراراتها من تعزيز العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا العربية, إلى تنفيذ أجندات تخدم أعداء الأمة, وتفتح الطريق أمامهم واسعا للتدخل في شؤوننا الداخلية, واستباحة أرضنا وكرامتنا تحت ذرائع وحجج واهية .‏

ومحاولات بعض دول مجلس التعاون الخليجي لتدويل الأزمة في سورية بعد أن تلقت واشنطن وحلفاؤها الغربيون الضربة القاضية بمجلس الأمن بفعل الفيتو الروسي الصيني المزدوج, تكشف الدور الحقيقي الذي تمارسه بعض الأطراف العربية في تأجيج الأوضاع في سورية طمعا بأخذ دورها الريادي في المنطقة, بعد أن ارتضت تلك الأطراف أن تكون مطية للدول الاستعمارية تنفذ ما يملى عليها بشكل أعمى, ودون أي حساب للنتائج, مع أن مصالحنا مشتركة وتاريخنا مشترك, وأي ضرر ناتج سيلحق بالمنطقة كلها .‏

المثير للاستهجان أن بعض الأطراف العربية تتجاهل عن قصد وعمد ما ترتكبه المجموعات الإرهابية المسلحة من أعمال قتل وتخريب, وهي لديها من البيانات والأدلة ما يؤكد هذه الحقيقة, كونهم هم المخططين والمدبرين والمحرضين, ولأن غاياتهم هي المتاجرة بالدم السوري, وتقزيم دور سورية وإضعافها فقد عمدوا منذ البداية لتجنيد قنواتهم الفضائية لتكون آمر عمليات, وتفبرك الأحداث وتقلب الحقائق لتشويه صورة سورية وتأليب الرأي العام ضدها.‏

عزاؤنا أن بعض الدول العربية الأخرى ما زالت ترفض مشاريع الهيمنة والتدخل, وتقرأ الأحداث بواقعية ومصداقية, ووقوفها إلى جانب سورية يؤكد رفضها لأن تتحول الجامعة العربية إلى مجرد أداة بيد الولايات المتحدة تحركها متى تشأ, وهذا يضع الجامعة وأمينها العام أمام اختبار ولائها للقضايا العربية, فإما الرضوخ لأمراء النفط والرغبات الغربية, وإما الانحياز إلى جانب الحقوق العربية المشروعة والعمل على نصرتها .‏

بكل الأحوال فان التحريض المستمر ضد سورية لن يغير من حقيقة أن غالبية الشعب تؤيد القرارات الإصلاحية, وتدعم الحوار الوطني على أرضها, وترفض التدخل الخارجي أو التنازل قيد أنملة عن قرارها الحر المستقل, وهي قادرة بفضل وعيها على اجتياز الامتحان, بينما سيتهاوى الآخرون وتتساقط كل مشاريعهم ورهاناتهم.‏

nssrmnthr602@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية