|
|
مدحة عكاش .. قيثارة الثقافة وداعاً دمشق
ومن معين مجلته الثقافية نهلوا، وعلى صفحاتها نشروا، مكتبه الجميل كان ملتقى الأدباء والمفكرين، حلقات نقاش وحوار والحصيلة زاد ثقافي تحمله مجلة (الثقافة) الشهرية والأسبوعية.. والقراء العرب ينتظرون، علم من أعلام الثقافة والفكر واللغة والأدب ينضم إلى قافلة الراحلين ليلاً، كأني به يهمس بأذن الليل أما ناديتك يا (ليل) وصغتك شعراً وإبداعاً على خطا ليل امرئ القيس.. مدحة عكاش يلحق بموكب الراحلين من أصدقائه: بدوي الجبل، عمر أبو ريشة، نزار قباني، نديم محمد، محمد البزم، محمد الحريري، وآخرين.. نذر عمره للآخرين قولاً وعملاً، تدريساً وعطاء، لم تشغله ذاته المبدعة عن اكتشاف المبدعين العرب من أي قطر عربي كانوا أليس العرب أمة واحدة ووطنهم واحد..؟! أليست لغتهم قدس أقداسهم..؟! مدحة عكاش أعطى الفكر والثقافة والأدب، وبادله أبناء الوطن حباً بحب وكرّموه واحتفوا به وإن كان أي تكريم مهما بلغ لا يفي المبدع حقّه... تابعنا في صحيفتنا أحواله وإبداعه وأعدّ زملاؤنا أكثر من مرّة مواد ومقالات عنه.. ومنذ عام ونيف عقدنا العزم أن نزوره في منزله تحت عنوان عملنا (في منازلهم) ولكن ظروفه الصحية حالت دون ذلك. مدحة عكاش، الشاعر والصحفي والأديب والناقد نفتقدك مبدعاً وموجهاً وعلماً من أعلام صحافتنا الثقافية وراعياً لمجلة (الثقافة) التي لم تنقطع عن الصدور رغم ما مرّت به من مصاعب.. محطات في حياته.. ولد في درعا عام 1923 بحكم عمل والده آنذاك فهو من حماة مواطنة وإقامة. تلقى تعليمه في مدينة حماة ثم تابع دراسته الجامعية في دمشق كلية (الحقوق) فنال الإجازة فيها، وعمل في حقل التدريس في ثانويات مدينة دمشق ومديراً لبعضها مدة طويلة في عام 1958 أصدر مجلة شهرية أدبية في دمشق أسماها (الثقافة) أتت دوراً معروفاً في الحركة الثقافية في القطر العربي السوري ثم تحولت المجلة الى (اسبوعية) في منتصف الستينات باسم الثقافة الاسبوعية كما اعاد عام 1973 اصدار المجلة الشهرية. عضو جمعية الشعر. مؤلفاته: 1 - ابن الرومي - دراسة - دمشق 1948 (ط2: 1978). 2 - من روائع الادب الاندلسي - دراسة ومختارات - دمشق. 3 - بدوي الجبل - دراسة ومختارات - دمشق. 4 - رسائل الجاحظ - تحقيق - دمشق. 5 - ياليل - شعر - دمشق 1980. 6 - مختارات أدبية - دمشق . 7 - القصائد الاولى - بيتر تومبست - ترجمة - دمشق. وداعاً أيها الاديب المنذور للاخرين... ولنا وطيد الامل ان تبقى (الثقافة) مغارة لاتنطفئ، وان تتابع رسالتك الابداعية، فالمهمة كانت شاقة وصعبة ولكن اجيالا تخرجت على يديك وذاقت من كرم ابداعك جديرة بأن تتابع مابدأته وتجمع ابداعك الذي تركته متناثراً على صفحات مجلتك لتنذر نفسك للآخرين.
|
||||||||||||||||||||||||||||||
