تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فتيات.. «نار» العنوسة ولا «جنة» بيت الزوجية

مجتــمـــــع
السبت 22-10-2011
أنيسة أبو غليون

يحلم كل أب أن يبني البيت الكبير الذي يجمع أبناءه حوله مع زوجاتهم ليكون لهم الأب حتى بعد أن يصبح الأبناء آباء حالمين بأن هذه الفكرة ستوفر على الأبناء الكثير من مصاعب الحياة والكثير من المشاكل أيضاً,

لكن الواقع اختلف كثيراً عن التصورات إذ تحول بيت العائلة «حلم الأب» الذي ربما يفني عمره من أجل تحقيقه إلى كابوس مزعج للأبناء وكثيرون يقررون الفرار منه من دون الالتفات إلى الوراء.. قصص سنسردها في التفاصيل التالية حول هذا الموضوع:‏

نظرتهم .. للسكن في بيت العائلة‏

يعزو أغلب الشباب إلى أن ملامح الزواج في بيت العائلة يحددها الزوج وذلك بإشارة من السيد بلال الموظف مفسراً بقوله: الزوج قادر على وضع حدود لعلاقة والديه مع زوجته وهذا ليس معناه مقاطعة أهله لزوجته أو العكس ولكن وضع حدود بمعنى أن هناك أموراً يمكن للوالدين التدخل فيها وهناك أمور أخرى لايمكن للوالدين التحدث أو الاقتراب منها.‏

وأغلب الرجال يلقون باللوم الكامل على الزوجات في المشاكل التي تحدث في بيت العائلة كإلقاء لوم السيد لؤي على زوجة أخيه قائلاً: شقيقي تزوج معنا في نفس العقار في شقة بالطابق العلوي ومن الطبيعي أن الابن صعوداً ونزولاً يمر على أمه ليطمئن عليها, لكن هذا لا يعجب زوجته التي دائماً كانت تتهم زوجها بأنه يتلقى تعليماته بشأن حياته الشخصية من والدته الأمر الذي جعل حياتهما لم تستمر سوى عدة أشهر وتم الطلاق وانتهت المشاكل التي كانت شبه يومية في بيت عائلتنا الهادىء.‏

ويقول السيد جمال- موظف: بسبب الارتفاع المستمر في أسعار العقارات اتخذت قراراً بأن أتزوج في غرفة في بيت والدي وأضاف: أنا أعلم أن هذا القرار قد يسبب لي العديد من المشاكل الحياتية خصوصاً أن لي شقيقة لم تتزوج بعد وتعدت سن الزواج وتقيم في هذا البيت طبعاً وتعارض زواجي في بيت العائلة ولكن ماذا أفعل وكل الظروف ليست مهيأة للاستقلال بحياتي الزوجية وبالفعل باتت حياتي أشبه بالجحيم.. لأنني أنشد الاستقرار ولاأجده.‏

نار العنوسة.. ولا جنة الزوج‏

لم تندم ميادة على قرارها حيال إقامتها في بيت العائلة وكانت على أعتاب التجربة قائلة: تمت خطبتي إلى شاب ممتاز في كل شيء ولكن ظروفه المادية اضطرته إلى اتخاذ قرار الزواج في منزل عائلته علماً بأن الزواج كان سيتم في بيت مستقل تمتلكه عائلته لكني رفضت والسبب أن لي كثيراً من الأقارب والأصدقاء مروا بنفس التجربة ويعيشون حياة بائسة لأسباب عديدة بدءاً من تدخل والدة الزوج في شؤون حياتية دقيقة جداً وأحياناً بسبب ميل الزوج لأمه واطلاعها على الحياة الزوجية الخاصة، لذلك كان قراري الحاسم وهو إما أن أتزوج بمنزل منفصل بعيداً عن منزل الأهل وإما ألا يتم الزواج مطلقاً وكان الحل الثاني هو السبيل إلى نهاية العلاقة ولم أندم والسبب ما تعانيه كثير من الزوجات من زواجهن في بيت العائلة.‏

وترفض حنان- جامعية بشدة مجرد فكرة الزواج في بيت أهل الزوج وتؤكد أنها حتى لو وصلت إلى سن الزواج وفاتها القطار وأصبحت عانساً فلن تتنازل عن أحلامها في الزواج في بيت منفصل بعيداً عن منزل العائلة سواء عائلتها أو عائلة زوجها لأن القريب يفسد الحياة الزوجية، مضيفة أن مبدئي في الحياة بالنسبة لهذا الموضوع نار العنوسة ولا جنة بيت العائلة.‏

وإن غيرة الأشقاء وزوجاتهم سبب المشاكل التي تعرضت لها /نوال/ التي روت تفاصيل حياتها في بيت العائلة ووصفتها بـ «جحيم متعدد الطوابق» وتقول: لم يكن بيت العائلة بالمعنى المتعارف عليه فهو ليس بالبيت الواحد الكبير الذي يجمع الأبناء وزوجاتهم لكنه عقار متعدد الطوابق في كل طابق ابن وزوجته، ومع أول يوم زواج بدأت المشاكل بسبب الغيرة بين زوجات الأشقاء التي وصلت إلى حد إدعاءات البعض بأمور كاذبة تمس السمعة مما عرض حياتي الزوجية للانهيار الأمر الذي جعلني أصر على ترك منزل الزوجية وأن يوفر لي زوجي منزلاً بديلاً خارج بيت العائلة ومع إصراري تحقق مطلبي وأعيش الآن حياة مستقرة بعيداً عن ذلك الكابوس.‏

ويشير المعنيون في هذا المجال أن الأمر ليس مطلقاً فالزواج في بيت العائلة نعمة في أحيان كثيرة ونقمة في أحيان أخرى، أما بالنسبة لكونها نعمة فذلك من خلال وجود الأسرة الممتدة التي بدأت تنقرض في الآونة الأخيرة وحلت محلها الأسرة الواحدة المتمثلة في الأب والأم والأبناء. أما الأسرة الممتدة ففيها العم والخال وابن العم وبدلاً من أن يكون للابن شقيق واحد فأبناء عمه جميعهم أشقاؤه مايشعر بالعزوة وروح العائلة وما ينطبق على الابن ينطبق على الابنة.. لكن بالمقابل فإن الزواج في بيت العائلة قليلاً ما يحقق الاستقرار النفسي للزوجة لأنها تكون في بيت أهلها مجرد فرد داخل عائلة لذلك تسعى من خلال أسرتها الجديدة إلى أن تكون هي المسؤولة عن العائلة الجديدة وليست فرداً فيها ولكنها إذا تزوجت في بيت أهل الزوج فإنها ستواجه أكثر من مسؤول عن عائلتها بداية من الزوج مروراً بوالدة الزوج.. بالإضافة إلى أنها تتعامل مع أناس مختلفين معها في كل شيء لأن طبائعهم وأسلوب تعاملهم يختلف تماماً عن أسلوب التعامل الذي نشأت عليه لذلك نجد المشاجرات العديدة التي تنشأ بين الزوج والزوجة التي قد تسفر عن الانفصال في كثير من الأحيان وغالباً ما تشعر الزوجة المتزوجة في بيت العائلة بأنها مقيدة وغير كاملة الإرادة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية