ويشكل هذا المفهوم فكرة مركزية لفهم العلاقة بين المكونات الأساسية للدماغ البشري ووظائفه العليا مثل الوعي.
ويرى العلماء أن المئة مليار خلية عصبية في الدماغ البشري مترابطة بواسطة عدة وصلات تعرف باسم نقطة الاشتباك العصبي، وفي الدماغ حوالي مليون مليار نقطة اشتباك عصبي مع حوالى عشرة آلاف وصلة كمعدل وسطي لكل خلية عصبية بالغة.
وفي الدماغ أيضا عدة مستويات من التنظيم تراوح بين الجزئية الكيميائية المسؤولة عن تأمين الاتصال بين الخلايا العصبية، والهندسة الكاملة للدماغ التي يمكن الاطلاع عليها عبر تصوير الدماغ.
ويقول صاحب كتاب الإنسان العصبي الصادر في عام 1983:إن فترة الاشباعات الجوهرية هي تلك التي تشهد تشكل وإزالة نقاط الاشتباك العصبي ويسميها التخلق المتعاقب.
وهذا التخلق المتعاقب يدوم 10 إلى 15 عاما. وما يهم في تلك الفترة هو التفاعل مع العالم الخارجي وخصوصا العيش ضمن المجموعة الاجتماعية التي تجد نفسها مدمجة في التواصل الدماغي).
ويؤكد شانجو أن الإنسان في سن الستين يستمر بالتأثر في خياراته، بالتربية والتعليم والخبرة التي تلقاها عندما كان دماغه يتشكل. ومن هنا يحتمل من يبلغ 75 عاما حصول عدم انسجام بين ما تم اكتسابه خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة وما آل إليه الشخص في سن الستين.
ويحتفظ دماغ البالغ بالقدرة على إعادة تنظيم ذاته إلا أن هذه الطواعية لها حدودها، وتفاوت تطور الدماغ من فرد إلى آخر حتى لدى التوائم الذين لا يملكون الدماغ ذاته، وعلى صعيد الوظائف الدماغية بحد ذاتها.
وقد يعاني شخص عسرا في القراءة والكتابة والإملاء إلا أن قدراته الإدراكية بحد ذاتها قد تكون فوق المعدل بكثير.