تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فلسطين الحقيقية ..

نافذة على حدث
السبت 22-10-2011
فؤاد الوادي

رسمت صفقة تبادل الأسرى بين حكومة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية خريطة فلسطين الحقيقية التي محت معظم حدودها خرائط الطرق الغربية، فكانت سبباً لتمدد الاحتلال

ومطية لالتهام المزيد من المدن والقرى والأرض الفلسطينية التي قطعتها المستوطنات والجدران والحواجز إلى كانتونات صغيرة تاهت فيها الهوية والقضية.‏

البعض في الداخل الفلسطيني قلل بالأمس من أهمية معركة تبادل الاسرى التي أحرزت فيها المقاومة انتصاراً مؤزراً بل ذهب بهم الامر أبعد من ذلك حين شككوا في اعتبارها انتصاراً للشعب الفلسطيني الذي قدم اثمانا باهظة ولايزال يقدم الكثير الكثير.. هذا الامر يدفع بالتساؤل عن الفائدة المرجوة والغاية المقصودة من وراء هذا التشكيك الذي يضعف من الفعل الفلسطيني الضعيف أصلا، في وقت تحتاج فيه القضية الفلسطينية إلى كثير من التكاتف والوحدة الوطنية التي عكستها اتفاقية تبادل الاسرى التي طالت مختلف الاطياف والقوى الفلسطينية جغرافياً وسياسياً فكانت الصورة المصغرة للوحدة المرجوة للشعب الذي طال انتظاره لمصالحة حقيقية تشكل اللحظة التاريخية التي صنعتها ايدي المقاومة في معركة التبادل الفرصة الانسب لاتمامها وبلورتها لتقوية الموقف الفلسطيني الذي يعاني أسوأ مراحل صراعه مع العدو الاسرائيلي نتيجة تشتت الارادة الفلسطينية وغياب الاستراتيجية الواحدة الموحدة للقوى الفاعلة التي استأثر بعضها بالقرار السياسي الفلسطيني لسنوات طويلة، حين راحت تقارع العدو بيدين فارغتين إلا من أفنان زيتون أيبستها محطات التوقف الطويلة في العراء انتظاراً لقادم يحمل بعضاً يسيراً من حق ضائع أو من أرض سليبة .‏

الانتصار الجديد للمقاومة الفلسطينية يشكل فرصة لكل الفلسطينيين وبالأخص لحركتي فتح وحماس لإعادة صياغة الموقف الفلسطيني على اسس قديمة جديدة ظن البعض أنها باتت منتهية الصلاحية، وهو الامر الذي سيؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي تقوم على إحياء معادلة القوة في مقابل القوة لاعادة الارض والحقوق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية