تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حيدر يازجي.. التجديد في الفن

ملحق ثقافي
2018/10/30
سلام الفاضل

الدكتور حيدر يازجي – بحسب الناقد الفني «معد إستانبولي» – فنان واقعي مميز بأسلوبه،

وقارئ ممتاز لملامح الوجه، ومؤلف فاعل وهادف في تكوين اللوحة، وفنان تفصيلي دقيق يفصل مفردات اللوحة بدقة، ومن ثم يرتبها وفقاً للفكرة، ووفقاً للمزاج الشخصي، ويعرف كيف يبدأ وأين ينتهي، وكيف يمد خطوطه الانسيابية القوية، وكيف يتعامل مع حساسية اللون. عُرف يازجي إنساناً يتمتع بحبه للناس ومحبتهم له، كما أنه اسم لا يمكن تجاهله أبداً في المشهد الثقافي والاجتماعي والتشكيلي السوري.‏

والكتاب الشهري لليافعة (حيدر يازجي)، تأليف: أريج بوادقجي، والصادر ضمن سلسلة «أعلام ومبدعون» عن الهيئة العامة السورية للكتاب، يتناول بين دفتيه الحديث عن هذا العَلم السوري المتميز.‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

المولد والنشأة‏

ولد حيدر سليمان يازجي في مدينة أنطاكية في لواء إسكندرون عام 1946؛ بعد سلب اللواء، ورفضاً للجنسية التركية، آثرت عائلة حيدر يازجي الانتقال إلى مدينة حلب، واستقرت في حي السريان الحلبي.‏

درس يازجي في مدارس حلب الإعدادية، والثانوية مقسماً وقته بين الدراسة والعمل، واستطاع أن ينال الشهادة الثانوية على الرغم من صعوبة ظروفه. في عام 1961 انتسب يازجي إلى مركز الفنون التشكيلية الذي افتتحته وزارة الثقافة في مدينة حلب، وتخرج فيه عام 1963، ثم أقام بعد تخرجه أول معرض فردي له في معرض الربيع في حلب. عمل يازجي مدرساً لمادتي الكيمياء والرسم في إعداديات حلب وثانوياتها، وأسس عام 1963 مع مجموعة من المثقفين معرض الربيع الأول، وفاز عام 1964 بالجائزة الأولى لمعرض طلاب مراكز الفنون التشكيلية وخريجيها الذي أقيم في حمص.‏

انتسب حيدر يازجي إلى كلية الفنون الجميلة في دمشق، ودرس فيها سنة واحدة، ليوفد بعد ذلك بمنحة دراسية إلى موسكو للدراسة في المعهد العالي للفنون السينمائية. تخرج عام 1977 بدرجة امتياز شرف عن دراسة الديكور السينمائي والتلفزيوني في موسكو، وحصل في العام نفسه على درجة الماجستير في الرسم والتصوير الزيتي. وفي عام 1981 مُنح يازجي شهادة دكتوراه فلسفة في العلوم الفنية باختصاص أفلام الرسوم المتحركة من موسكو أيضاً.‏

العودة إلى الوطن‏

عاد حيدر يازجي إلى سورية بعد أن أمضى مدة إحدى عشرة سنة في موسكو، واستقر في دمشق في بيت صغير مع زوجته الدكتورة «سلوى عبد الله» التي تعرف بها أثناء دراسته في موسكو. أقام يازجي في هذه الأثناء عدداً من المعارض في المحافظات السورية، وعمل أستاذاً محاضراً في كلية الفنون الجميلة في دمشق.‏

عُين حيدر يازجي لاحقاً مديراً لمهرجان المحبة الثاني في اللاذقية، ومديراً لمهرجان الأغنية السورية الأول في حلب، وفي عام 1989 عُين مديراً للعلاقات العامة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وشغل في عام 2000 منصب نقيب الفنانين التشكيليين.‏

استطاع يازجي بعد توليه لمنصب نقيب الفنانين التشكيليين في سورية أن يدعم قضايا الفنانين التشكيليين، وأن يشجعهم على المشاركة في أهم المعارض الفنية العالمية، إلى جانب تحويل نقابة الفنانين التشكيليين إلى اتحاد خاص بهم كي يتمكن كل المبدعبن من الانتساب إليه.‏

في عام 2001 شغل حيدر يازجي منصب مدير المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني في دمشق، إلى جانب كونه عضو لجنة تحكيم لكثير من الأعمال الفنية والسينمائية والتلفزيونية، وعضو اللجنة العليا للمقتنيات والأعمال الفنية والنصبية في سورية.‏

أعمال فنية خالدة‏

عُرف حيدر يازجي بأنه فنان الواقعية الهادفة النابضة بالأحاسيس والمشاعر الناعمة، تأثر في أعماله بالمدرسة الانطباعية، ونقلها في أعماله بأسلوب واقعي، تميزت ريشته بنمط خاص، وتغلغل النقاد في أعماله فلم يمروا بها مروراً عابراً، بل كانت لوحاته مادة دسمة للنقد والتحليل الفني، لما تميزت به من خيال وثقافة، راهن بهما على لامحدودية الابتكار، والتجديد في الفن.‏

امتاز يازجي منذ بداية مسيرته الأكاديمية والعملية بدعمه، ومحبته للأطفال والشباب، فحرص على إدخال الفن إلى المدارس، وكان أول من أسس شعبة لأفلام الكرتون في التلفزيون العربي السوري، كما أعد وأخرج العديد من برامج الأطفال وأفلام الكرتون، ودرّس هذا الاختصاص لمجموعة من الشباب المبدعين في سورية.‏

توفي حيدر يازجي في 9/10/2014 تاركاً وراءه ميراثاً ضخماً من الأعمال الفنية الهامة، والإنجازات المتميزة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية