كحوريةٍ تبحثُ عن رفيقِ
سَئمتُ من اليابسِة وأهلِها
فلم أجدْ سوى البحرِ العميقِ
مياهُكَ المالحةُ تجعلِني مليحةً
فأنا الحوريةُ وأنتَ رفيقي
تحملُني موجةٌ على ظهرِها
وترميني إلى موجةِ الحبِ العميقِ
**
سبعُ بُحورٍ عمْتُ فيها
فلم أرَ مثلَ موجِكَ الرقيقِ
زُرقَتُكَ ليستْ منَ السماءِ
بل من زرقةِ عينِ العشيقِ
تُناديني فأرتمي في أحضانكَ
كعابثةٍ لا تبالي لقولِ الفريقِ
لا أهابُ القرشَ فيكَ لكنني
سأجعلُ منَ القرشِ غريقي
أغوصُ في أعماقِكَ ولا أُبالي
فأنا حوريةُ البحرِ وسرُهُ الحقيقي
**
تلامسني الشمسُ على موجِكَ
وتحنو عليّا.. فيشعِلُها حريقي
أتنفسُ من هواكَ حُريتي
فتعطيني ما حُرمتُ من الشهيقِ
إن قابلتُ في مياهِكَ إنساً
سأجعلُهُ في واديكَ السحيقِ
ولن يكونَ لي سِواكَ حبيباً
ولن يكونَ سوى الجنُ صديقي
**
أيا بحرَ المحبةِ هلّا احتويتني
كما تحتوي الزهرةُ منْ رحيقِ
وما أنا سوى امرأةٍ تذوبُ
فيكَ كسكّرةٍ تذوب في الريقِ
هديرُ صوْتِكَ للعلياءِ يأخذُني
فتنتشي الروحُ من عزفٍ وتصفيقِ
أهازيجٌ يرددها الأثيرُ صدى
لتَرانيمِ موجِكَ على الشطِ الأنيقِ
غُروبُ شمسكَ في المغيبِ أعشقُه
وتراقصُ شعاعها كالعقيقِ
نجومُ الليلِ تتهاوى عليكَ
لتُضيئ َوجهَكَ بنورِها والبريقِ
**
أيا بحرَ اللاذقيةِ كمْ أغويتني
بصفاءِ لونِكَ وسحْرِكَ العريقِ
تبثُني أشواقَكَ حينَ تَلقاني
ولا ترى مَنْ حولي من صديقِ
رَملُ شطِك يغارُ عليٌا منكَ
فيَجِذبُني إليهِ كالذهبِ العتيقِ
أعُودُ إليهِ من حُلمي وأغفوُ
لأفتَحَ عيني على عينِ الطريقِ