وَاختالتِ الأغصانُ وَالأفنانُ
وَتـَدَلـَّتِ الأوراقُ يَسْـُكنـُها النـَّدَى
فابْتـَلَّ ثـَغـْرٌ وَارتوى ظمآنُ
وَالكائناتُ لـَها الحَكايا أضلـُعٌ
قـَد شُنـِّفـَتْ لِحُروفِها آذانُ
في نـُورِها ألـَقٌ تزايَدَ وَهْجُـهُ
وَبَريقُ لـَحْظ عُيُونِها أكـْوَانُ
وَالشَّمسُ في كـُرَةِ السَّماء ِتناثـَرت
أنوارُها وَكأنـَّها بُرْكانُ
وَتـَقافـَزَ الغـَيمُ الجَحافِلُ ينثني
فـَرَحاً ، وَأينعَ غيثـُهُ الرَّيَّانُ
وَانسابَ مِن هام ِالجـِبال جَداولٌ
شَلالُ جُوْدِ عَطائها نشوانُ
فاخْضَرَّ وَجْهُ الأرض ِوَازدَهَرَتْ رُبا
وَالعِطرُ مِن وَهْج ِالجَوَى سَكـْرانُ
وَاسْتَجْمعَ الرَّوضُ الأريجَ فـَوَرْدُهُ
زاهٍ بأحْمَرَ ، عاطِرٌ ، فتـّانُ
مِيلادُ حِزبِ البَعثِ مَولِدُ صَرخةٍ
نـَيسانُ فيها الاسمُ والعـُنوانُ
سَهـِرَتْ قناديلُ الجَمال بكأسِهِ
وَتـَنـَهَّـدَ الأصحابُ والخِلَّانُ
وَبَياضُ ثوبِ العُرس ِ فيهِ مُطرَّزٌ
بالياسمين ِوَقـَد كَسَاهُ جُمانُ
وَضفائرُ الشَّعر الحَرير ِتـَدَفـَّقَتْ
رَقـَصَت وَطـَوَّق جِيدَها رَيحانُ
رَفـَّتْ بساحتِها الطـُّيورُ صَبابة ً
وَالعَندليبُ بعشقِها وَلـْهان
وَتتالتِ النغـْماتُ تصدَحُ في المَدَى
وَتضُجُّ مِن فـَرْطِ السُّرور ِحِسانُ
هـَتـَفت مَلايينُ الحَناجـِر ِغِبْطـَة ً
وَتـَمازجت في صَوتِها ألحانُ
نـَضَجتْ وَأزهَرَ فـَرْعُها وَغـُصُونـُها
فِكراً أصِيلاً صاغـَهُ رُبّانُ
مَازالَ سَيفـُهُ في المَنابر لامِعآ
وَمُدافعاً إمَّا دَعا المَيدان
يَحتـَلُّ - حَيثُ الفِكرُ – كـُلَّ صَدارَةٍ
هـُوَ لِلثـَّباتِ مِنـَصَّة ٌوَلِسانُ
هـُوَ في ضَمير ِالشَّعبِ نَبْضٌ دائِمٌ
هـُوَ كـُلَّ يَوم ٍللعُلا وُجْدانُ
هُـوَ مَولِدٌ لِلأرض ِبَعْدَ يَباسِها
طـُوبَى لأرض ٍزَارَها نـَيْسانُ