في الفضاء الكوني وأرجو أن أحقق مهنتي بأمانة وشرف، وهناك مضيت إلى المصعد وسط الهتاف والتصفيق وأنا أكاد أطير من الفرح وساعدوني على اتخاذ الوضع اللازم في الكرسي المتحرك وفحصوا أجهزته آخر مرة بدقة تامة ثم أغلقوا فتحة السفينة وبقيت وحدي فقال لي كبير المصممين رحلة سعيدة يا فالنتينا وكانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة والنصف تعاقب الليل والنهار في أقل من ساعة وكان النور ساطعاً وبعد ثانية حل الظلام وبدأت أراقب النجوم البعيدة في الفضاء، أما الأرض فكانت مضاءة بنور القمر، أما المدن في الليل فكانت تبدو كأنما رش عليها غبار ذهبي، فإفريقيا صفراء وأميركا خضراء وآسيا بنية داكنة ولقد قطعت حتى الآن ثلاثمئة ألف كيلو متر في الفضاء وجاء اليوم الثالث لانقضاء فترة التحليق، اتصلت بالأرض وأبلغتهم أن حالي جيدة وسجلت كل مقاييس المراقبة التي تصف عمل أجهزة السفينة وتركيب الهواء في الحجرة والضغط ودرجة الحرارة والرطوبة وبدأت الدورة الأخيرة حول الأرض ودخلت السفينة في حلك الليل الذي كان مخيماً على النصف الغربي للكرة الأرضية وأمسكت بجهاز التوجيه اليدوي فشغلت المحرك المذكور واستطعت أن أخفض سرعة سفينتي إلى الحد المطلوب ودام هبوط السفينة ست عشرة دقيقة ثم انفصل غطاء المقعد انفصالاً آلياً ليحل محله جهاز مظلي وأخذت الأرض تقترب مني وما كدت أهبط فوق المرج المنبسط حتى أسرع إليّ الناس من كل الجهات وهنؤوني بالعودة وتمنوا لي السعادة وفي الساحة الكبرى لاستقبال الرواد في العاصمة أقبل الناس في مسيرة شعبية كبيرة يحيون رائدة الفضاء التي أحبوها وكنت أول امرأة ترود أصقاعه المجهولة.‏