ومعلّمي وزملائي! اتخذتك سلاحاً فخذلتني وطعنت أصحابي لن أطيعك بعد اليوم ذنبك عليه كبير. وعقابك علي كبير ،مد ديبو لسانه، وعضّه عضّة شديدة، وصرخ صرخة مؤلمة ، ثم ساد الصمت هرعت أم ديبو إلى غرفة ابنها، وفتحت عينيها مذعورة!
كان ديبو مطروحاً على الارض، والدم ينزف من لسانه .. قالت مشفقة: من فعل بك هذا ؟ .. لم يقدر ديبو على الكلام لأن لسانه مجروح، أحضرت أمه قطناً، وضماداً، ومعقماً، وحاولت جاهدة، أن تسعفه، وتقطع النزيف..
بعد هذا الحادث، غاب ديبو عن المدرسة ثلاثة أيام، وعندما صار قادراً على الكلام، سألته أمه: كيف حصل لك ما حصل؟
«أنا قرضت لساني بأسناني».. لماذا؟! « - لانه طويل يؤذي الآخرين». قالت الأم
- إذا أردت أن تسلم فزن كلامك..
- لساني عجول، ينطلق بلا استئذان، ولا أقدر على إمساكه.
- يجب أن تملك لسانك، وأن تعوده الكلمة الطيّبة.
- إذا فعلت ذلك، هل أكسب محبة زملائي؟
- من لانت كلمته، وجبت محبّته..
رن جرس البيت.. فتحت أم ديبو الباب، فدخل أسامة وحسان وخالد وعبيدة وصالح وزكوان يحملون لديبو «هدّية» فقفز فرحا وراح يعانقهم أجمعين، سأله الأطفال: لماذا عضضت لسانك؟!
فقال: - ليتني قطعته لانه أساء إليكم، قال الاطفال:
- لقد سامحناك وافتقدناك في المدرسة..
انهمرت دموع ديبو، فمسحها الأصحاب، وأخذوا يمازحونه حتى أشرق وجهه وبرقت أساريره.. وعندما انصرفوا رافقهم نظره وقلبه..
عاد ديبو إلى المدرسة، ولكنه لم يعد إلى سلوكه القديم، فقد اعتاد الكلمة الطيّبة، واكتشف سحر تأثيرها عندما أعادت إليه الأصحاب، وألّفت حوله القلوب.