وكم مرة زرت الادارة المدرسية عفوياً ومن تلقاء نفسك، دون دعوة - أو استدعاء - للاطمئنان عن أحواله الدراسية.
إذا كانت إجابتك - النفي - كونك نادراً ماتجدين (كأم عاملة) الوقت لفعل ذلك.. فماذا عنك وعنه بعد عودتك من العمل داخل المنزل، هلاّ قدمت له المساعدة في إنجاز الواجب المدرسي، وهل تشاركيه - المراجعة - لمذاكرة أو امتحان...
ان كان جوابك - لا - وبأن ثمة من يقوم بهذا عنك كالأب أو الأخ أو الأخت الأكبر، أو انك فوّضت هذا الشأن لاستاذ خصوصي... فهذا بالتأكيد يعني أن ثمة مسافة لا يستهان بها بينك وبين طفلك الذي سوف يتعبك في أداء وظائفه المدرسية، وعلى الأغلب سوف يقصّر - رغم كل هذه الاجراءات في أداء واجبه المدرسي ، لانه يفتقد مشاركتك له - (أنت بالذات) - في مقعده الدراسي.. حيث بامكانك تطوير عاداته الدراسية ، وترسيخ شعوره بالتفوق والنجاح، إذ يتفق أغلب المربين على أنّ الأطفال من الصف الأول وحتى الثالث الابتدائي يجب أن ينجزوا حوالي 10 - 30 دقيقة من الوظائف المدرسية، برفقة أوليائهم، وحسب علماء النفس يجب أن تكون التوقعات - (منطقية) - من أطفالنا حين يرفضون أو يتلكؤون في أداء الواجب المدرسي. فهم لا يتفهمون على الاغلب التعليمات المتعلقة بوظائفهم أو مذاكراتهم وامتحاناتهم ويحتاجون - أحياناً - للعون في الحفاظ على ترتيبهم، وتقديم الجواب الصحيح على معادلة رياضية. وحتى تنجح - الشراكة - في المقعد الدراسي مابين الطفل ووليه، لابد من ايجاد الوقت المناسب، والمكان المحدد، لانجاز الواجبات المدرسية.. فلا يكون ذلك في آخر الليل، ولا أمام - التلفاز - ونحن في وضعية (الاستلقاء) على أريكة في غرفة المعيشة فيدب إليه سريعاً النعاس والملل...