تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أول الكلام ..عوالم سحرية

ملحق ثقافي
2018/10/30
 عقبة زيدان

في مقالته التي حملت عنوان (لِمَ الرواية هامة؟) يقول د. هـ. لورنس: (إن الرواية هي كتاب الحياة المشرق الوحيد.. ولهذا فهي تستطيع أن تفعل أكثر مما يفعله الشعر والفلسفة والعلم أو أي كتاب آخر له رعشة).

ربما يكون الذي دفع لورنس لهذا القول، هو أنه روائي، وله الحق في اعتبار الجنس الذي يكتبه هو الأكثر فاعلية ورفعة، مع أن كتباً كثيرة في التاريخ والفلسفة والعلوم والشعر، غيرت العالم كما فعلت الرواية.‏

يحق للروائي أن يعتبر الرواية أكثر جنس أدبي فاعل في عملية التغيير، ويحق للشاعر أيضاً أن يرى في الشعر سبيلاً لهدم الواقع وإشادة واقع بديل أشد ألقاً وجمالاً. ولكن لماذا هذا التمييز بين الشعر والرواية، وبينهما وبين الأجناس الأخرى؟‏

كل جنس أدبي يحمل في داخله خلقاً جديداً، ويفتح عالماً لم يره أحد من قبل، وينقل الإنسان إلى ما وراء العين، إلى مكان فسيح تتجول فيه كائنات خيالية مشحونة بتعابير ومفردات غاية في التحريض على الخير الإنساني.‏

ليس الأمر متعلقاً بنوع الجنس الأدبي، أو غيره من الأجناس، بل بالطريقة التي يكتب بها الأديب أو الشاعر أو الفيلسوف نصه الإبداعي، حتى اللوحة يمكنها – مع تطور الوعي الفني لدى الإنسان – أن تكون مركزاً تغييرياً فاعلاً، لأنها نشاط إبداعي لا يقل أهمية عن الشعر والرواية والفلسفة. اللوحة فلسفة لونية وخطية هائلة القدرة على حمل مشاعر الإنسان، إلا أن الثقافة البصرية في العالم متأخرة عن ثقافة الكلمة المكتوبة والمقروءة، ولهذا فإن أي شحنة فنية تشكيلية محكوم عليها بأن تبقى طويلاً كي تأخذ حقها في إثبات الوجود.‏

لا فرق بين الشعر أو الرواية أو اللوحة، المهم أن نفهم تلك الرحلة الخيالية التي يعرضها لنا المبدع، وهو يمسك بيدنا ويدخلنا إلى عوالمه السحرية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية