وبديهي القول إن حرية التعبير كانت وما تزال مدخلاً أساسياً لحياة ديمقراطية قوامها التعددية الحزبية والسياسة المستندة الى حالة متقدمة من الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي لدى معظم فئات المجتمع ومكوناته.
ولا شك أن سورية خطت خطوات هامة باتجاه قبول الآخر وكانت البداية مع صدور قانون جديد للأحزاب وآخر للانتخابات وثالث للإعلام بالاضافة لتشكيل لجنة أنيط بها تعديل الدستور وفق أسس ديمقراطية وبما يتوافق والمرحلة الجديدة.
ناهيك عن مؤتمرات الحوار الوطني في المحافظات والتي مهدت للحوار الشامل والذي سيتم من خلاله الاستماع الى الرأي الاخر من مختلف مكونات الشعب.
وهنا لابد من التذكير بالدور المهم الذي قام به السيد الرئيس في بداية الأزمة عندما استقبل وفوداً تمثل جميع الأطياف.
وبالتالي فلا بد من إرساء مسألة قبول الآخر بشكلها الصحيح ، لأن الانسان عندما يكون محصناً ومؤمناً بأفكاره ومعتقداته لن يضيره النقاش، فقد يكون الآخر مخطئاً ولايمكن الاستدلال على خطئه الا عبر النقاش.
فالناس ينظرون الى قضية واحدة من زوايا مختلفة لذلك سيؤدي تجميع الرؤى للوصول الى تصور كامل للقضية ما يعني إغناء الآراء واتباع السديد منها.
بالمحصلة ليس كل من يختلف معنا ليس وطنياً والعكس بالعكس ، فالوطن يتسع لجميع ابنائه ، وهذا الكلام لا يمكن الاعتياد عليه بين ليلة وضحاها ، بل يجب ان نعوّد أنفسنا على ذلك من خلال تقبل الآخر والاستماع إليه بموضوعيه ، ولابد من تنشئة الأجيال على أدب التخاطب وهذا يتطلب سنوات من العمل المتوصل .
أخيراً .. أن استمع إلى رأيك واحترمه ، حالة صحية ، ولكن ليس بالضرورة أن أعمل به إذا كان رأياً يضر بالوطن.